أمي ترفض خطبة فتاة تعرفت عليها عن طريق النت.. كيف أقنعها؟
2012-08-04 14:16:47 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل عام وأنتم بخير، رمضان مبارك.
أنا شاب عمري 21 سنة، وهذه قصتي قبل رمضان.
هل يجوز لي أن أدعو ربي بأن يكتب لي الفتاة التي تعرفت عليها وتصبح زوجتي؟؛ لأني تعلقت بها كثيرًا، فهي محترمة معي جدا مع أن والدتي لا تريدها؛ لأني تعرفت عليها عن طريق برامج المحادثة، وأيضًا تظن بأنها فتاة غير صالحة وأنها سيئة، وهذا ما يزعجني كثيرًا؛ لأنها تسيء الظن بها،
وأيضا طلبت منها أن ترفض زواجي من بنت خالي فهي محجوزة لي منذ ثلاث سنين، منذ أن كنت في الصف الثالث الثانوي، وكان خالي يريدنا أن نعجل بالأمر ويزوجنا بعد التخرج من الثانوية -أنا وهي- لكن أمي رفضت، وقالت بعدما ينتهون من دراستهم الجامعية.
بعد تعرفي على الفتاة كلمت أمي، وقلت لا أريد بنت خالي، (كلمي إحدى قريباتك لكي يخطبون بنت خالي لأحد أبنائهم)؛ لأن أمي ربطت بنت خالي بي، وأيضا المدة طويلة؛ لذا فأنا أريدها أن تخرج نفسها من هذا الموقف، ولأني لا أرى إلا هذه الفتاة التي تعرفت عليها أمام عيني وأدعو ربي كثيرا بأن يجعلها لي، ويصرف أمر زواجي من بنت خالي.
وأصررت على أمي وألححتُ عليها كثيرًا بأن تتعرف على أهل الفتاة، فهي تعيش في مدينة أخرى، لكن أمي رفضت حتى لم تجعل أختي التي تسكن بالمدينة التي تسكن فيها هذه الفتاة وتتعرف عليهم.
أنا لم أذق طعم النوم أبدًا، دائم الفكر في هذه الفتاة، وجاءتني حالة اكتئاب شديدة، أريدها وأمي لا ترضى، وهذا ما أحزنني كثيرًا.. ماذا أفعل؟ حالتي جدا لا تَسُرُّ أبدًا!
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد المجيد .. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه .. الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
نرحب بك ابننا الكريم في موقعك، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يُلهم الوالد السداد والصواب، وأن يعينها على مساعدتك وعلى قبول ما تريد، واعلم بأن قلب الوالدة، وقلوب العباد بين أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء سبحانه وتعالى.
وكم تمنينا أولاً لو أنك وضعت الوالدة في الصورة منذ البداية قبل أن تتعمق العلاقة التي نحب أن نسأل كيف بدأت؟ وكيف تعمقت؟ وكيف تجذرت بهذه الطريقة؟ فإن الإنسان ما ينبغي أن يمشي خطوات دون أن يرجع إلى أسرته وأهله.
وكذلك أيضًا كم تمنينا لو أنك منذ البداية كلمت الوالدة بعد أن تعمقت هذه العلاقة، ودائمًا نتمنى للشباب ألا يستعجلوا في مثل هذه الأمور، لأن الأهل من حبهم لنا لا يكاد الإنسان يصل الثانوية حتى يحجزوا له، وطبعًا نحن لا نوافق على هذه الطريقة، لكن هذا واقع ينبغي أن نتعامل معه، ونجتهد في تصحيح مثل هذه المفاهيم.
كذلك كم تمنينا لو أنك لم تُخبر الوالدة بالطريقة التي تعرفت بها على الفتاة، لأن هذا فعلاً يدعو إلى الريبة، ويدفع كبار السن - خاصة – إلى رفض هذا النوع من العلاقات التي لم تقم على أسس صحيحة، فإن عالم النت والتواصل بهذه الوسائل الحديثة الموجودة الآن لا يؤتمن، وهو عالم افتراضي، عالم دائمًا غلب عليه السوء بكل أسف، حتى لو وجد صالحًا وصالحة فإنا نتمنى ألا يشعر الناس أنهم تعارفوا بهذه الطريقة، لأن نظرة الناس أنهم يسيئوا الظن بكل من يدخل هذا العالم خاصة من النساء كيف تُكلم رجال أجانب، وفعلاً أيضًا من الناحية الشرعية هناك حرج شديد، فمن الذي يُبيح للشاب أو للفتاة أن يتوسعا في الكلام معًا، وأن يتكلما وتقول ما في نفسها ويقول ما في نفسه، وأن تظهر كلمات الحب له، وهو يبادلها كلمات الإعجاب والثناء -إلى غير ذلك- من غير أن يكون هناك غطاء شرعي من أن يكون هناك رابطة شرعية معلنة، فالإسلام لا يعترف بمثل هذه الصداقات، ولا يعترف بمثل هذه العلاقات.
لذلك نحن نتمنى دائمًا أن ينتبه الشباب لمثل هذه المسائل، والآن على كل حال نحن ننصحك أولاً بإيقاف هذه العلاقة، ليس بقطعها، وإنما بإيقافها، ثم بعد ذلك الاجتهاد مع الأخت الشقيقة في التعرف على الفتاة، لأن هذا مدخل جيد عندما حاولت الأخت الشقيقة أن تتعرف عليها، فإذا تعرفت عليها ولو بدون علم الوالدة وثبت لها أنها صالحة، وأنها من أسرة طيبة وأنها مناسبة -إلى غير ذلك- فهذا سيكون خطوة في الطريق الصحيح، بعد ذلك يمكن للوالدة أن تتعرف عليها بطريقة أو بأخرى، أو الفتاة يمكن أن تتعرف عليهم، ولكن هذه الخطوة أعتقد أنها مهمة، وإذا كانت الوالدة تغضب فاجعل الأمر سرًّا بينك وبين أختك الشقيقة، التي ينبغي أن تعرف الفتاة وتتأكد من أحوالها وتتأكد من أسرتها، وليس من الضروري أن تُخبرها أن هذه خطوة على الطريق، ولكن من باب الصداقة التي بدأت معك - رغم تحفظنا على هذه الكلمة – فيمكن أن تقول لها: (هذه أختي فلانة، تُحب أن تسلم عليك) أو كذا، دون أن تبين لها الهدف من زيارة الأخت الشقيقة، أو أنها تريد أن تتعرف على بعض الأمور، لأنه ربما يكون للأخت أيضًا رأي في هذه المسألة خاصة بعد أن تعرفت على أسرة الفتاة، وأحوال الفتاة وسن الفتاة، والإنسان لا يتضرر من تدخل الأخت، ودائمًا أنجح الزواج هو ما يكون فيه دور للأخت، أو للخالة أو للعمة أو غيرها من المحارم، لأن هؤلاء أيضًا لهم نظرة، الإنسان لابد أن يعتد بها.
وبنت الخالة أيضًا إذا كنت لا تريدها فينبغي للوالدة أيضًا ألا تعطلها، لأن أمرك يهمها ويهم الوالدة، فهي ذات رحم معك، فلذلك هذا التأخير هو تضييع لوقتها لا ينفع، ولذلك ينبغي أن تُحسم الأمور بسرعة في هذا الاتجاه.
أما إذا كانت علاقتك بالفتاة كانت مجرد علاقة، ولم يحصل الارتباط وهي لا تنتظرك الآن، فنحن نرى أن التخلص في هذه الحالة هو الأفضل، وطاعة الوالدة هو الأقرب لله، لأنك في هذه الحالة ستنجح في التوفيق بين الواجبات، فواجب عليك أن تبر الوالدة، وواجب عليك أن تُحسن للزوجة، وأنجح الزيجات هي الزوجة التي ترتضيها الوالدة ويرتضيها الوالد، وتكون مع ذلك صاحبة دين، لأن الإنسان يعان على الطاعة في مثل هذه الأمور، فهو يتزوج فتاة مقبولة عند أسرته، يجد هناك عونا على التوفيق بين الواجبات، ولا تبدأ الحياة بينهما بخلافات وحساسيات.
وأما بالنسبة للدعاء: لا مانع من أن تلجأ إلى الله تبارك وتعالى، لكن نحن ننصح بالتوقف، ثم بالتوبة إذا كان هنالك تجاوزات في العلاقة القديمة، ويمكن أن تعتذر بأي اعتذار، كأن تقول (هذا التواصل سألنا المشايخ وثبت أنه لا يجوز، فاعطني فرصة حتى أفكر في الموضوع، ثم أرجع إليك) إذا كان بينكما موضوع، أما إذا لم يكن هناك بينكما موضوع فقل لها (مع تقديري لشخصك، إلا أننا نتوقف، لأنه ليس هناك في الشرع ما يُبيح هذا التواصل بهذه الطريقة) وبعد ذلك تستطيع أن تفكر أنت بهدوء، وأن تقدم لرجلك قبل خط موضعها، تمشي بخطوات ثابتة ومدروسة، وتجتهد في إقناع الوالدة، ولا مانع من أن تطلب مساعدة الفضلاء والفاضلات والصالحين والصالحات، الذين لهم تأثير على الوالدة من أجل أن يسعوا في إقناعها، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.