الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ياسر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إنك تخيرت كلمات وجُملا معبرة جدًّا لكي تُوضح حالة عدم القدرة على التركيز التي تعاني منها، وكل ما ورد من وصف في رسالتك الجميلة هو تعبير واضح عن عدم القدرة على التركيز، وهذا عرض أساسي، وأتفق معك أنه مزعج لصاحبه، ومن أهم أسبابه القلق النفسي، وأنت تعاني من أعراض الوسواس القهري، والوسواس القهري في الأصل هو نوع من القلق الخاص جدًّا.
إذن حالتك يمكننا أن نُرجعها لحالة القلق والوساوس والشعور الاكتئابي، والعلاج يتمثل في علاج الوسواس والقلق والاكتئاب، هذه يجب أن تُعالج، وعلاجها ليس صعبًا أيها الفاضل الكريم، هنالك علاجات دوائية، وهنالك علاجات سلوكية، وإذا طبقها الإنسان مع بعضها البعض دائمًا تكون النتائج أفضل.
من المهم جدًّا والضروري جدًّا أن تثق في مقدراتك، أنت في سن حقيقة تكون فيها المقدرات متوهجة عالية جدًّا، هنالك طفرة نفسية، هنالك ما شاء الله قوة جسدية، هنالك آمال، هنالك طموحات، هنالك دافعية، هذه يجب أن تتذكرها وتحاول أن تستفيد منها.
من الأشياء التي تحسن التركيز بصفة عامة هو أن يأخذ الإنسان قسطًا كافيًا من الراحة، وأن يستغل بعض الأوقات ذات الخصوصية في تحسين التركيز، مثلاً الصباح الباكر بعد صلاة الفجر، تجد أن مستوى التركيز ممتاز جدًّا.
بعد ممارسة التمارين الرياضية يتحسن أيضًا مستوى التركيز، والإنسان إذا أعطى لنفسه فرصة لأن يخلو بنفسه وأن يعيش لحظات طيبة مع كتاب الله تعالى والدعاء، هذا يعقبه لحظات طيبة من حسن التركيز والإدراك.
تخير الأوقات أيضًا مهم، وكما ذكرتُ لك الراحة مهمة جدًّا، وممارسة الرياضة لها فعالية خاصة، وتمارين الاسترخاء أيضًا هي من الأشياء الجيدة التي تحسن التركيز، فأرجو أن تطبق هذه التمارين، ولدينا بالموقع استشارة – وغيرها كثير – تحت رقم (
2136015) أرى أنها مفيدة جدًّا بالرغم من بساطتها، لكن ما ورد فيها من تعليمات يسهل تطبيقها، وفائدتها - إن شاء الله تعالى – كبيرة جدًّا، فكن حريصًا على ذلك.
إن تمكنت أن تذهب إلى طبيب هذا أيضًا جيد، طبيب نفسي أو طبيب عام، فأطباء الأسرة لديهم مقدرة كبيرة جدًّا في علاج مثل حالتك، ويجب أن تكون البداية بأن تُجرى لك فحوصات عامة، فحوصات بسيطة جدًّا، للتأكد من مستوى الدم الهيموجلوبين ومستوى السكر والكولسترول والأشياء المعروفة، هذه قاعدة علمية جيدة يجب أن ينطلق الإنسان منها، وبعد ذلك أرى أن تناولك لأحد الأدوية المضادة للقلق والتوتر والوساوس في ذات الوقت سيكون مفيدًا جدًّا لك.
عقار بروزاك – والذي يعرف علميًا باسم فلوكستين – لا شك أنه مثالي وجيد في مثل حالتك، والجرعة المطلوبة هي كبسولة واحدة يوميًا – وقوة الكبسولة هي عشرون مليجرامًا – تناولها بانتظام شديد، وبعد شهر ارفع الجرعة إلى كبسولتين يوميًا، واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى كبسولة واحدة يوميًا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم كبسولة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
هذا مجرد اقتراح، لكن إذا اختار لك الطبيب أي دواء آخر فأرجو أن تتبع تعليماته.
إذن الصورة واضحة جدًّا، الحالة بسيطة، وعلاجها ممكن - بإذن الله تعالى -، وللفائدة انظر علاج التشتت وعدم التركيز سلوكيا: (
226145 _
264551 -
2113978 ).
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.