أعاني من وساوس قهرية عديدة، وأريد أن أرتاح، فما الحل؟
2012-09-25 09:37:46 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
بداية أود أن أشكركم على الجهود التي تبذلونها، وعلى مساعدتكم لنا، فلكم كل الشكر والتقدير.
أنا فتاة في ال23 من العمر، عندي وساوس قهرية جدا، وأريد لها حلا، لأنني تعبت، وصرت أتمنى الموت كل دقيقة، وصرت أكره حياتي، وفي مرات كثيرة أفكر بالانتحار حتى أرتاح، وعندي عدم تركيز، ونسيان، وأي شي يخبرني به أي شخص أنساه بسرعة، وأصبحت أشك بحالي، هل أخبرني أحد ما بهذا الأمر أم لا؟
وإذا سألت سؤالا لأي شخص كان، وكان الرد بنعم أو لا، أبدأ في الشك هل قال لي: نعم، أم لا؟
أوسوس بكل شيء حولي، أو أي موقف يحدث معي، وصارت عندي مخاوف كبيرة، وأرق بالليل، وأصبحت أوسوس بالصلاة، وبالوضوء، وبالطهارة، حتى مع نفسي أتكلم إلى أن أجد حلا أرضى به، ثم أنسى الموضوع، وبعد قليل أرجع لذات الموضوع، وأبدأ بالشك هل هذا الحل يريحني فعلا أم لا؟
مضت سنوات وأنا على هذه الحالة، أريد حلا، لأنه وصل بي التفكير بأن أقتل أي شخص فقط حتى لا أرى عذاب الآخرة، وأتمنى أن أنام ولا أقوم، وأضل بغيبوبة ليوم الدين، حتى أريح عقلي من هذا التفكير، أريد أن أرتاح.
ملاحظة: البعض أخبرني عن استخدام دواء بروزاك، فهل أستخدمه؟
وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ britai حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الوساوس القهرية فكرة، أو صورة ذهنية، أو خيالات، أو ترددات، أو فعلٍ، أو دعوة إلى العنف، تسبب قلقا شديدا لصاحبها، والوساوس ذات المحتوى المنفِّر، والتي لا تتطابق مع قيم الإنسان، تكون أكثر حدة في وقعها عليه.
أود أن أطمئنك تمامًا أن الوساوس يمكن علاجها، وعلى ضوء ذلك أرجو منك ألا تتمني الموت، وألا تفكري في الانتحار، وألا تعتدي على أحد، وقبل ذلك ألا تعتدي على نفسك، فالوساوس يمكن أن تُعالَج، العلاج يتطلب منك السعي والجدية والإصرار على التغير، وخطوات العلاج هي كالآتي:
أولاً: القناعة التامة بأن الوساوس تُعالج.
ثانيًا: اكتبي هذه الوساوس في ورقة، وابدئي بأقلها حدة، ثم انتهي بأشدها حدة ووقعًا سلبيًا على نفسك. تأملي في كل واحدة منها وابدئي في تحقيرها، ورفضها، وتجاهلها، واستبدالها بفعل معين مخالف لها.
ثانيًا: الأفكار أيضًا بعد أن يتدارسها الإنسان يبحث في الفكرة المضادة والمخالفة ويحاول أن ينميها.
ثالثًا: وساوس الطهارة تُحسم من خلال تحديد كمية الماء وتحديد الزمن الذي يستغرق في الغسل أو في الوضوء، والقناعة التامة بأن الوساوس مهما طال وقتها مع الإنسان ووقعها السيئ إلا أنها في نهاية الأمر سوف تذهب وإلى الأبد - إن شاء الله تعالى -.
رابعًا: اشغلي نفسك وانصرفي للأشياء الأفضل والأفيد في الحياة، هذا يحاصر الوسواس ويقلل من الزمن المتوفر للتفكير فيها.
خامسًا: العلاج الدوائي، والدواء مهم جدًّا وفعال جدًّا، وميزة الأدوية: أنها تُمهِّد تمهيدًا إيجابيًا للتطبيقات السلوكية للعلاج، وعقار بروزاك من أفضل الأدوية ومن أحسنها، ولا يسبب الإدمان، والخطأ الذي يقع فيه بعض الناس هو حين يبدؤون العلاج ويبدأ التحسن يتوقفون عن الدواء، هذا خطأ، وخطأ كبير جدًّا، والبعض أيضًا قد لا يصل للجرعة المطلوبة والموصوفة، حيث أن الجرعة العلاجية الدوائية لعلاج الوساوس دائمًا ما تكون من النوع المتوسط، أو قد تكون الجرعة كبيرة، لكنها لا تتعدى مستوى السلامة أبدًا.
في حالتك: جرعة البروزاك هي أن تبدئي بعشرين مليجرامًا، تتناوليها بعد الأكل، ويمكنك أن تتناوليها نهارًا، وبعد شهر اجعلي الجرعة كبسولتين في اليوم، ويمكن تناولها كجرعة واحدة، أو كبسولة في الصباح وكبسولة في المساء، وبعد شهر آخر اجعليها ثلاث كبسولات في اليوم، وتناولي كبسولة واحدة في الصباح وكبسولتين ليلاً، وهذه هي الجرعة المطلوبة لعلاج الوساوس القهرية، استمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم انتقلي للجرعة التالية، وهي أن تخفضي الجرعة السابقة وتجعليها كبسولتين في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم اجعليها كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم كبسولة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.
البروزاك يُعرف علميًا باسم (فلوكستين)، وله مسميات تجارية أخرى كثيرة، فأرجو أن تسألي عنه وتطلبينه من الصيدلية باسمه العلمي، وأنا أعرف أن الأردن بها منتجات دوائية ممتازة جدًّا.
النقطة الأخيرة والمهمة، هي: الاستمرار في الدواء للمدة المطلوبة كما ذكرت لك، ولا تتوقفي أبدًا عن العلاج بعد أن يبدأ التحسن، وهذه النقطة أنا أكررها دائمًا، لأن الوساوس لها قابلية للانتكاسة، وأن ترجع مرة أخرى، ولكن في حالة إتمام الفترة العلاجية كاملة فهنا احتمالية أن تظهر الوساوس مرة أخرى ولكن أقل بكثير.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.