الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مايا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فهناك ما يسمى بزيادة نشاط الغدة الدرقية تحت السريري subclinical hypethyroidism ويعني بهذا: أن المريض يكون عنده انخفاض في TSH وأن تكون التحاليل الأخرى للغدة من T4, T3 طبيعية، والمريض قد لا يشكو من أية أعراض أو حتى عرض واحد مثل ما هو عندك، فأنت أعدت التحليل ثلاث مرات، وكان TSH منخفضا، لذا يفضل الاستمرار بالدواء الذي تتناولينه، وقد يلزم أيضا زيادة جرعة الدواء إن لزم، لكي يتم ضبط الأعراض.
وواضح وكما ذكرت من أنه لا يوجد عندك أية أعراض أخرى لفرط نشاط الغدة الدرقية، والتي ذكرتها، والتي لم تذكريها.
وأما عن آلام المعدة المزمنة، فكما تقولين أنها آلام متفرقة، فإنها قد لا يكون لها دلالة مرضية إن كانت متباعدة جدا، فقد يكون إما عسر هضم، أو طبيعة الطعام.
أما إن كانت متكررة، ولها ارتباط مع الطعام، وتوقيت معين بعد الطعام مثلا، فيكون السبب إما: التهاب في المعدة، أو قرحة في المعدة، وإن كانت في حالة الجوع، وتخف مع الأكل، فإن الأعراض قد تكون سببها القرحة الاثنى عشرية، ومن الأسباب: آلام البطن في منطقة المعدة، ومشاكل المرارة أيضا، وإن كان هناك إحساس بالحرقة أو الحموضة خلف الصدر، فيكون السبب هو الارتجاع المعدي المريئي، وهو قد يسبب آلاما في الصدر تشبه آلام القلب، وقد يشعر الإنسان بالاختناق كما هو عندك.
وواضح أن هناك عوامل نفسية لها دورها الكبير في استمرار الأعراض عندك، ويمكن تفسير الكثير من الأعراض التي تشكين منها بهذه العوامل، فالإحساس بالاختناق، وحرقة الثدي والصدر والمريء، ومراقبتك لكل شاردة وواردة في جسمك، يدل على ذلك.
وسأترك المجال لاستشاري الأمراض النفسية، ليعطيك رأيه في هذا الموضوع.
ونرجو من الله لك راحة البال والشفاء.
_______________________________________________
انتهت إجابة الدكتور/ محمد حمودة استشاري الأمراض الباطنية، وتليها إجابة الدكتور/ محمد عبد العليم، استشاري الأمراض النفسية.
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
فكما أفادك الأخ استشاري الأمراض الباطنية، فإن موضوع الغدة الدرقية بسيط، وهو - إن شاء الله - محسوم تماماً، أما بقية آلامك الجسدية، والتي معظمها مرتبطة بالجهاز الهضمي، فربما يكون القلق والتوتر الذي تعانين منه قد لعب دوراً في ذلك، وهذا لا يعني أن لا تقابلي أخصائي الجهاز الهضمي، ومن الأفضل أن تقابليه لحسم كل شيء.
ومن المعروف أنه توجد علاقة وطيدة جداً بين نوبات القلق، ونوبات الهلع، واضطراب الجهاز الهضمي، والخفقان الذي حدث لك مع الخوف وضيق التنفس الشديد، وكذلك الوسوسة، والرغبة في الموت، فهي سمات أساسية من سمات ما نسميه بنوبات الفزع والهلع، والطبيب أعطاك التشخيص الصحيح في هذا السياق.
الذي أنصح به هو: أن تطبقي تمارين الاسترخاء، وهذه التمارين بسيطة جداً، وممتازة جداً، وقيمتها العلاجية كبيرة، وإن قابلت أخصائية نفسية تدربك على هذه التمارين فهذا طيب وجميل، وإن وجدت صعوبة في ذلك، فإسلام ويب لديها استشارة تحت الرقم
2136015، أرجو أن ترجعي إليها وتطبقيها، فهي تمارين مفيدة جداً.
الأمر الثاني: هو أن لا تتركي للفراغ مجالا، فالفراغ دائماً ما يعطي الإنسان الشعور بأن الأعراض تسيطر عليه، لذا فالفاعلية، وإجادة إدارة الوقت له أثر إيجابي جداً، وأنت لديك الكثير الذي يمكن أن تقومي به، ومهنة التدريس هي مهنة تتطلب الكثير من الوقت، وكذلك بجانب واجباتك الأخرى.
أنت ذكرت أن الطبيب قد قام بوصف عقار ديرلين عشرة مليجرام صباحا وعشرة مليجرام مساءً، وهذا الاسم اسم تجاري، والدواء غير معروف لي، فلذا أعطني الاسم العلمي، وسوف نفيدك بمعلومات حوله.
والأمر الآخر: أفضل دواء لعلاج هذه الحالات يعرف باسم استالوبرام، وهو دواء جيد جداً، ويسمى سبرالكس، وجرعته الفعلية عشر مليجرام، يتم تناولها يومياً لمدة شهر، وبعد ذلك يمكن أن تكون عشرين مليجراما، فإذا كان الديرلين هو نفس السبرالكس فهذا جيد ومفيد، - وإن شاء الله تعالى - سوف تنتفعين به كثيرا، وربما يكون العلاج علاجا آخر، ولكنه مفيد، فلو تم تزويدنا بالاسم العلمي، فإننا نكون شاكرين جداً، وإن استفدت من الدواء، فهذا يعني أنه دواء بالفعل جيد ومفيد.
وعموماً كل الأدوية المضادة للقلق تساعد في مثل هذه الحالة، فإذن تشخيصنا لحالتك كما أفادك الطبيب أنك تعانين من ما يسمى بنشاط الغدة تحت السريري، وهو حالة بسيطة، وليس هنالك ما يشير إلى أنك تعانين أمراضا في القلب، ولكن بكل تأكيد يوجد لديك قلق المخاوف التوتري، مع وجود نوبات الفزع والهرع، وهذه الحالات أيضا حالات بسيطة، - وإن شاء الله - يتم علاجها من خلال ما ذكرناه لك من إرشاد.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً،ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.