الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وفاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن تسارع وخفقان القلب مع وجود ارتعاش في اليدين والرجلين وصعوبة في التنفس، غالبًا يكون مصحوبًا بشيء من الخوف وعدم الارتياح، وهذا ينتج من حالة تُسمى بالقلق أو الرهبة الاجتماعية، والتلعثم في الكلام أيضًا يصيب البعض كجزء من هذه المتلازمة.
الخوف الاجتماعي لا شك أنه إشكالية عند المواجهات، لكن بفضل الله تعالى الآن أصبحت هناك حلول وعلاجات جيدة جدًّا له، وهي مفيدة - بإذن الله تعالى - .
حالتك لا علاقة لها أبدًا بموت في خلايا الدماغ، هذا ليس صحيحًا، أنت تتكلمين عن حالة أخرى تعرف بالشلل الرعاشي، وحالتك هي مجرد مخاوف اجتماعية، الارتعاش الذي يأتي يحدث من زيادة في إفراز مادة تعرف الأدرينالين، وهذه المادة محفزة للجسم لكي يتحضر الإنسان لمواجهة الموقف، لكن حين تُفرز بكميات زائدة تؤدي إلى نتائج عكسية تتمثل في الأعراض النفسوجسدية التي تحدثتِ عنها.
إذن تفهمك لحالتك هو جزء أساسي للعلاج، الجزء الثاني من العلاج هو أن تُكثري من المواجهات، وأن يكون ذلك بتدرج، والتدرج نفسه يمكن أن يكون أولاً في الخيال، ثم بعد ذلك يكون في الواقع.
كيف تواجهين في الخيال؟ تمرين نفسي بسيط جدًّا، تصوري أنك أمام جمع كبير من الناس وطُلب منك أن تُقدمي عرضًا معينًا في موضوع معين، عيشي تفاصيل الحدث من بدايته حتى نهايته.
تصوري موقفاً آخر: لديكم دعوة في البيت، وكان المطلوب منك أن تقابلي النساء وزميلاتك والمعارف، الأمر يحتاج بالطبع إلى استعداد وإلى تحضير، والتأمل والتدبر والتفكر في مثل هذه المواقف، وأخذها بجدية على أن يستمر التأمل أقل شيء عشر دقائق إلى ربع ساعة في كل جلسة، هذا يفيدك كثيرًا.
بعد ذلك ضعي برامج من خلالها تطبقين بعض الإجراءات الاجتماعية، أنت انتهيت من الثانوية العامة، والآن تجلسين في البيت، لا أعتقد أن هذا شيء يساعدك في حل المشكلة، الذي يساعدك هو (مثلاً) أن تذهبي وتلتحقي بمركز من مراكز تحفيظ القرآن، سوف تتعلمين الكثير، وسوف يتحسن أداؤك الاجتماعي بشكل واضح وملحوظ.
الجلوس للإنترنت لساعات طويلة أمر غير محمود أبدًا، وكل من يجلس للإنترنت أكثر من ثلاث إلى أربع ساعات دون الحاجة لاستعمال الجهاز (الكمبيوتر) من أجل عمل ما، فهذا يعتبر مدمنًا على الإنترنت، والإدمان مرض ولا شك في ذلك.
أيتها الفاضلة الكريمة: حاولي أن تنوعي من أنشطتك النفسية والاجتماعية، وهذا يأتيك - إن شاء الله تعالى – بالخير الكثير.
تشاوري مع أهلك حول موضوع العلاج الدوائي، فأنت في حاجة له، وإن ذهبوا بك إلى طبيب نفسي أعتقد أن أول إجراء سوف يقوم به هو أن يصف لك دواء مثل عقار زيروكسات أو لسترال، وهي أدوية متوفرة في المملكة العربية السعودية، ومفيدة جدًّا لعلاج قلق المخاوف خاصة الرهاب الاجتماعي.
كوني أيضًا حريصة جدًّا على تطبيق تمارين الاسترخاء، وهذه التمارين مفيدة جدًّا، ولدينا في إسلام ويب استشارة تحت رقم (
2136015) أرجو أن ترجعي إليها وتستفيدي منها، وتطبقي ما بها من أجل أن تتمكني من بناء مهارات اجتماعية.
النقطة الأخرى في موضوع التأتأة: التأتأة تحدث أكثر كنتاج الخوف الاجتماعي، خاصة إذا راقب الإنسان نفسه حين يتكلم، فحين تتناولين الدواء - إن شاء الله تعالى – سوف تجدين أن القلق والتوتر قد انقضى تمامًا، وهذا يساعدك كثيرًا في زوال هذه التأتأة والتلعثم. وشيء آخر: لا تراقبي نفسك في أثناء الكلام، وتمارين الاسترخاء بالطبع سوف تكون مفيدة لك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.