أريد الزواج من فتاة تكبرني بـ10 سنوات ابتغاء الثواب.. فما توجيهكم؟
2012-12-31 09:14:25 | إسلام ويب
السؤال:
أنا شاب عمري 29 سنة، وأريد الزواج من فتاة عمرها 39 سنة، وهي على دين وخلق، وبصراحة أريد الزواج بها من أجل الثواب عند رب العالمين، هل تنصحوني، مع العلم أني أحب فتاة، ولكن والدها لا يريد أن نتزوج، وأنا أريد الزواج من أجل الابتعاد عن المغريات.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علاء محمد أبو العنب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
فإنا دائمًا ننصح الشباب بالزواج، بل ننصح الشاب بأن يستعجل في أمر الزواج، فنحن نرحب بك ونرحب بسؤالك في موقعك، ونرجو أن تجعل بهذا الخير، ورغم أن الظاهر من السؤال أن عمر الزوجة أكبر من عمرك، ولكن ليس عندنا إشكال من الناحية الشرعية، ونعتقد أن هذا هو الذي دفعك للسؤال، وإلا فالإنسان إذا وجد امرأة صاحبة دين وصاحبة خلق ووجد في نفسه ميلا إليها، فإنه لم يُرَ للمتحابين مثل النكاح، لكن الذي فهمناه من السؤال أنك تسأل عن فارق العمر، ونريد أن نقول: النبي - صلى الله عليه وسلم – تزوج من خديجة وهي تكبره، وأسعدها سعادة عظيمة، وتزوج من عائشة وهي صغيرة جدًّا وفرق كبير بينها وبينه، وأسعدها جدًّا.
فالرجل يستطيع أن يسعد ويُسعد المرأة مهما كان فارق العمر، إذا وجد الحب، إذا وجد الميل، لأن هذه الأشياء هي تلاقٍ بالقلوب قبل تلاقي الأجساد، وقبل أن يتلاقى الإنسان بالمظهر، إنما يحصل التلاقي والميل بالأرواح، فالأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.
ومن هنا فنحن نشجع فكرة الزواج من هذه الفتاة، وترك تلك التي لا يريدها أو لا يرغب في الزواج منها، ونحن ننصح دائمًا أن تقيم العلاقات على شرع الله وعلى هدىً من الله ونور، وننصحك أيضًا قبل أن تدخل في أي مشروع زواج أن تتواصل مع أسرتك، وأن تعرض لهم رغبتك، وأن تطلب منهم المعاونة، وأن يسيروا أمامك في هذا الطريق، فإن بعض الشباب يؤسس علاقات بعيدًا عن والديه، وبعيدًا عن أهل الفتاة، وهذا لا يجوز من الناحية الشرعية، هذا أولاً.
وثانيًا أن هذا سبب لرفض الأهل وعنادهم في هذه الزوجة التي جاءتهم مُعلبة وجاهزة، دون أن يكون لهم رأي، دون أن تكون لهم مشاركة، وفي حالتك هذه نحن حريصين جدًّا على أن تبدأ بمشاورة والديك، وتعرض لهم الفكرة دون أن تقول للفتاة شيئًا، وإذا وجدت قبولاً ورضىً وتوافقا فعليك أن تُكمل هذا المشوار، وإلا فإنا ندعوك إلى الانسحاب بهدوء، حتى لا تخسر والديك.
وإذا تزوجت هذه الفتاة فأرجو ألا تقول (أنا أتزوجها من أجل الثواب) هذه نية طيبة -ولله الحمد- وتؤجر عليها، لكن اجعلها سرًّا، اجعلها خالصة لله تبارك وتعالى، فإن هذا سيكسر خاطر الفتاة إذا علمت أنك تتزوجها من أجل أنها كبيرة، ومن أجل الله، كلنا نتزوج من أجل الله، والإنسان ينبغي أن يعمل كل عمل، وكل حركة، وكل سكنة لله، يبتغي بعمله وجه الله تبارك وتعالى، ولكن العبارة بهذه الطريقة يُفهم منها أن هذه الفتاة لم تجد زوجًا وأن سنّها كبرت، وأنك رأفت بها وتريد أن تتزوجها - وقطعًا - فإن المشاعر بهذه الطريقة قد يصعب على الفتاة قبولها، بل قد يعكر على الفتاة صفو الحياة، إذا علمت في يوم من الأيام أنك تزوجتها بهذا المفهوم، لكن تتزوج على أنها امرأة تريد أن تمتع نفسك، وتمتعها، تعف نفسك وتعفها، تكمل نصف دينك، وتعينها على إكمال نصف الدين، فالحياة مشاركة، والحياة الزوجية ينبغي أن تنشأ عن رغبة، وعن ميل، وعن نية صالحة، كل هذه الأشياء مع بعضها البعض ينبغي أن تكون مصحوبة بهذا المفهوم.
أرجو أن تكون فكرتي واضحة وأن تكون قد وصلت إليك، ولكننا نشجع أمر الزواج، ونرفض أي علاقات وتوسع فيها دون أن يكون في هذه العلاقات غطاء شرعي من علم من أهلك وأهلها، من أن تكون العلاقة معلنة ورسمية، من أن يكون هدف العلاقة هو الزواج والارتباط، وليس قضاء الأوقات.
وحتى الفتاة التي رفضك أهلها قد يكون السبب أنك فاجأتهم، أو أنهم عرفوا أنه كانت بينكما علاقة، فنحن نريد إخفاء هذه الصفحات، بل نريد التوبة منها، وإذا أراد الشاب فتاة فعليه أن يطرق باب أهلها، ويأتي البيوت من أبوابها، ونفضل قبل ذلك ومعه وبعده أن يُشرك أهله، وأن يحطيهم علمًا برغبته، حتى تكون الموافقة كاملة، ذلك لأن معظم الأسر إنما تقبل الشاب الذي يأتي بأهله، لأنه في هذه الحالة يريد أن يتأكدوا من الموافقة، ويريد أن يتعرفوا على أهله، فإذا حصل التعارف بين البيتين واتفقوا ووافقوا واطمأن كل بيت للآخر، فإن هذا هو الزواج الذي ينبغي أن نحرص عليه، ونسأل الله أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه.