لا أريد أن أخسر أختي ولكن بت أتضايق من أفعالها.. فما الحل؟
2013-01-28 11:17:18 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا فتاة أعيش مع أمي، وأختي مطلقة وعندها بنت، أختي هذه طيبة، ولكن لا أدري ربما أصابتها عقدة من الرجال بسبب طلاقها وأصبحت تكره الرجال، وأصبحت رافضة فكرة الزواج.
وكلما دعت لي أمي بأن يأتيني زوج صالح وما إلى ذلك، تقول لأمي لا تجعليها تعيش في الأحلام، وأنا بصراحة أحزن من قولها، وحينما تتحدث عن ابنتها تقول حينما تكبر ابنتي سأزوجها رجلا صالحا، فلماذا تتمنى لابنتها الخير وأنا لا؟ أنا لا أعلم بنيتها، ولكنها تحطمني بكلامها هذا، ومرة قالت لي أنت لن تتزوجي إلا في الثلاثين أو نهاية العشرين.
كلامها يحزنني، ومرة تقدم خاطب لي عن طريق زوج أختي، وكان يريدني إما أنا أو ابنة خالتي، فقالت لي لا يريدك أنت، ولا تفرضي نفسك في الموضوع لأن بيت خالتي سيزعلون إذا علموا أني أخذته على ابنتهم فهو صديق ابنهم، وابنتهم أولى مني، مع العلم أنه رآني أنا عند بيتنا حينما فتحت له الباب وكنت بحجابي الكامل، وأعجب بي أنا ولم ير ابنة خالتي.
عموماً أنا وابنة خالتي رفضناه لأسباب أخرى.
لكنها كانت فعلاً تحطمني حينما كنا نتحدث في هذا الموضوع تقول لم يكن يريدك أنت، ولا تعرضي نفسك للإحراج، ربما قد أكون حساسة بعض الشيء لكنها فعلاً تجرحني، ودائماً حينما نشور عليها بأي شيء أنا وأمي لا تسمع منّا وكأننا أعداء لها، وإذا قالوا لها الناس نفس رأينا توافق.
لا ندري لماذا أصبحت هكذا بعد طلاقها، لم نكن نحن المتسببين بذلك، وحتى هي حينما تزوجت لم تسمع كلام والدي وأصرت على الزواج بهذا الرجل، أنا لا أريد أن أخسر أختي، ولكنها بأفعالها هذه بت أتضايق منها، فما الحل؟ وكيف أتعامل معها إذا تقدم لي خاطب بدون أن أجرحها؟
وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
بداية نرحب بك في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.
وقد أعجبني وأسعدني أنك بداية عرفت ظروف هذه الأخت التي تعرضت للطلاق، والطلاق له صدمة وله آثار بلا شك على المرأة، فكيف إذا كانت هي ضعيفة وعندها مثل هذه العُقد أو تزوجت بطريقة خالفت فيها رغبة الأهل أو نحو ذلك من الأحوال الظاهرة في حالة هذه الاستشارة.
أنت - ولله الحمد- ناضجة، والدليل على ذلك هذه الاستشارة المرتبة؛ ولذلك أرجو ألا تأخذي ولا تحملي كلامها محمل الجد، واحمليه على أحسن الوجوه، فإن أرادت خيرًا فإن الله تبارك وتعالى سيقدر لها ولك الخير، وإن أرادت غير ذلك فإن الأمر بإذن الله تبارك وتعالى، ولا تملك أختك هذه ولا أحد من خلق الله أن يحول بينك وبين خير قدره الله تبارك وتعالى لك، فلا تلومي الآخرين، لا تلومي أختك إذا لم يأتِ الخاطب أو رجع من الباب؛ لأن اللحظة التي يُقدر فيها العظيم تبارك وتعالى لك هذا الشيء لن يستطيع إنسان أن يقف في طريقك، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأن ما أصابك لم يكن ليُخطئك، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم- لعبد الله بن عباس - رضي الله تعالى عنه وأرضاه -.
ولذلك أرجو أن تتعاملي مع الأمور ليس بهذه الحساسية العالية جدًّا، ولكن ينبغي أن تعلمي أن هذه الأخت فعلاً متأثرة، وإن كان ما تفعله ليس صوابًا وليس صدقًا، ولكن الحسد ومثل هذه الأمور معروفة حتى بين الأشقاء، بل إن الحسد لا يعمل إلا بين الأقرباء، إلا في مثل هذه الأحوال.
إذن نحن نريد أن تعاملوها معاملة خاصة، ولا تحملي كلامها على محامل السوء، وحاولي دائمًا أن تشجعيها على الزواج، وأتمنى أنت أيضًا لابنتها الخير، فلا تلومي البُنية الصغيرة على جريرة أمها وعلى ما تفعله الأم، ولا شك أن الفتاة تتأثر بمثل هذا الكلام، وهي أيضًا تتأثر إذا طرق الباب خاطب يريدك، لأنها تتذكر وتعيش شريط ذكريات مؤلمة، ونحن نتمنى أن تجدوا لها ما تشغلونها به من الخير ومن الطاعات لله تبارك وتعالى، حتى لا تقف وتدور حول نفسها في تلك المواقف السالبة السيئة التي مرت بها في حياتها.
نسأل الله تبارك وتعالى لها ولك الخير، ونتمنى إذا كان عندك أمر لا يُرضيك أن تكون الوالدة هي المتكلمة وهي التي تدافع عنك؛ لأن النقاش معها والكلام معها لن يزيد الأمور إلا تعقيدًا، ولن يزيد النار إلا اشتعالاً، فما عليكم إلا أن تصبروا على هذه الأخت وتعاملوها أحسن معاملة، وإذا هي تكلمت بكلام السوء فينبغي أن تعامليها بالحسنى، لأنك تتعاملين مع الله تبارك وتعالى الذي أمرنا أن ندفع بالتي هي أحسن دائمًا، وألا نرد الشر بالشر؛ لأن ذلك إضافة شر إلى شر وسيزيد تعقيد الأمور في مثل هذه الأحوال.
فاتقي الله في نفسك، واصبري على ما يصدر من أختك، واعلمي أن المرأة إذا لم تصبر على شقيقتها فمن التي ستصبر عليها، واحتملي البُنية الصغيرة، وكوني دائمًا ممن يدعو لها بالخير، واحرصي على أن تقتربي من هذه البُنية الصغيرة لتعوضوها عن بعض ما فقدت.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.