أختي تكره الزواج وتكرهه لي.. فكيف أرد عليها؟
2013-01-22 11:06:55 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة أبلغ من العمر 29 عاماً، أعيش مع أمي وأختي المطلقة وابنتها البالغة من العمر 4 سنوات، وأختي لا تريد الزواج مرة أخرى بتاتاً، فقد كرهت الزواج كما تقول.
أنا كأي فتاة أتمنى أن أتزوج رجلا صالحا، وأدعو الله كثيراً، ولكن -الحمد لله- على كل حال لم يحن الوقت بعد، وحينما يأتي موضوع عن الزواج، ونتحدث عنه أحياناً أمي تدعو لي بأن يرزقني الله زوجاً صالحاً، ويسعدني معه، وأختي تقول لأمي لا تجعليها تعيش بالأحلام، وأنا بصراحة أتحطم من كلامها، ومرة قالت لي أنت ستتزوجين في عمر يقارب الثلاثين، وتحطمت من كلامها، المهم حينما يأتي موضوع الزواج غالباً تذكر مساوئ الزواج.
وحينما تتحدث عن ابنتها، وأنها تتمنى أن تربيها حتى تكبر وتزوجها رجلا صالحا، أستغرب لماذا ترضى لبنتها الزواج، وتكرهه لي!
أصبحت أتحاشى أن أتحدث في هذه المواضيع أمامها، أنا الحمد لله منّ الله عليّ بكثير من الأشياء التي يتمناها الرجل في الزوجة الصالحة الجميلة، ولكن نحن في منطقة لا نعرف أناسا كثيرين، ولا أحب أن أحضر الأعراس التي يحدث فيها المنكرات إلا لو كانت لأقرباء لنا.
أصبحت أقل ثقة بنفسي أرى البنات يخطبون، وأنا لا أحد يعيرني اهتماما.
حينما كنت طفلة كنت أميل لابن خالتي لأني كنت أرى فيه التزاماً وتديناً، ولكني لم أبح بما في قلبي لأي أحد، ولما كبرنا تقدم لي ابن خالتي، ولكن الموضوع كان كلاما وليس رسميا، وأبي أخبرهم أنه لن يعقد لي على أحد غيره.
حتى أنه تقدم لي شخص عن طريق الجيران، وأمي أخبرتهم أن ابن خالتي متقدم لي، وبعدما أخبرهم أبي بذلك أنه لن يعقد لي على سواه، بدأت أحزن على نفسي، وكأنني لا قيمة لي، وهم حتى لم يكلفوا نفسهم التقدم لي، وخطبتي وجعلوا الموضوع هكذا.
وفجأة وبعد سنتين سمعنا أن ابن خالتي خطب أخرى، دون حتى أن يقدموا لنا اعتذار بكيت على نفسي كثيراً، ليس حزناً على فقدانه، ولكن قهراً على نفسي؛ لأني شعرت أن أبي قلل من قيمتي عندهم.
هو الآن تزوج -وأنا الحمد لله- لست متعلقة به، وأحمد الله أنه لم يكن من نصيبي؛ لأني أعلم أن الله سيعوضني خيرا، لكني أحياناً أشعر أني فقدت الثقة بنفسي، وأنه لا أحد يريد التقدم لي وكلام أختي يؤلمني.
فبماذا أرد عليها، أنا لا أريد أن أخسر أختي،. ولا أريد أن أجرح مشاعرها، ربما قد تكون تعقدت هي من الزواج لكن ما ذنبي أنا؟ أنا أريد الحلال، وأتمنى يكون لي أبناء أربيهم تربية صالحة.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبًا بك ابنتنا العزيزة في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يرزقك زوجًا صالحًا تقر به عينك وتسكن إليه نفسك.
وتيقني أيتها البنت العزيزة أن ما يُقدره الله تعالى لك ويختاره هو خير مما تختارينه أنت لنفسك، فإن الله عز وجل أرحم بك من نفسك، وأعلم بمصالحك، وأقدر على تحقيق ما يعلمه سبحانه وتعالى لك، فاطمئني بتدبير الله تعالى وقضائه، وثقي بربك، وأحسني الظن به، وأكثري من دعائه سبحانه وتعالى واستغفاره، وحسّني علاقتك بالإكثار من الطاعات ونوافل الأعمال، فإن هذا خير ما يُستجلب به رزق الله تعالى، وتجنبي الوقوع في معصيته، فإن الإنسان يحرم نفسه الأرزاق بوقوعه في معصية الله، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (وإن العبد ليُحرم الرزق بالذنب يُصيبه).
واعلمي أيتها البنت العزيزة أن قدر الله تعالى نافذ، وأنه سبحانه وتعالى قد قدَّر لك رزقك قبل أن تُخلقي وتُوجدي في هذه الحياة، فلا تحملي همًّا، ولا تسمحي للحزن أن يتسرب إلى قلبك، فإن ما قدره الله تعالى لك سيأتيك لا محالة، فإن كان لك خيرًا فسيسوقه الله تعالى إليك، واشغلي قلبك وفكرك بما ينفعك، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: (احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز).
ولا بأس أيتها البنت العزيزة في الأخذ بالأسباب المشروعة لما نرجوه ونأمله من الأرزاق، ومن الأسباب المعينة على تحصيل الزوج: التعرف على النساء الصالحات، والفتيات الطيبات، فهنَّ خير من يعينك بإذن الله تعالى، ومن ذلك أيضًا: الاستعانة بمحارمك كوالدك وإخوانك ونحوهم، فإن أراد الله تعالى لك خيرًا فإنه سيصل بإذنه ومشيئته.
وأما ما تعانينه من كلام أختك فظاهر جدًّا -أيتها البنت العزيزة- أن تجربتها في الزواج قد أثرت عليها، وربما لاقت إساءة وسوء عشرة من زوجها، جعلها تعمم هذه الفكرة على جميع الأزواج، وليس كلامها صحيحًا في هذا، فإن الناس يتفاوتون تفاوتًا كبيرًا، ونحن وإن كنا نرى في حياتنا اليومية حالات عديدة من الزواج انتهت بالفشل، إلا أننا نرى ما لا يُحصى من حالات الزواج الأخرى التي دامت واستمرت.
فلا تحملي همًّا لما تقوله أختك، والتمسي لها الأعذار، وهي قد تكون قائلة هذا الكلام بدافع الخوف عليك، أو تتمنى ألا تقعي في نفس المشكلات التي وقعت فيها هي – أو نحو ذلك – فالتمسي لها العذر، ولا تحملي همًّا كبيرًا لما تقوله، فإن ما كتبه الله تعالى لك لن يؤثر فيه كلام أختك.
وقد أحسنت -أيتها البنت العزيزة- حين أدركت أن ما اختاره الله تعالى لك هو خير، فلم تحزني حين فاتك هذا الشاب الذي كنت تريدينه زوجًا، وهذا التصرف وهذا الموقف دليل على رجاحة عقلك، ونحن نأمل أن تكوني كذلك في سائر مواقفك، فاحرصي على ما ينفعك من أمر دينك ودنياك، وتوجهي إلى الشيء النافع لك.
نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يُقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به.