الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تالا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن هذه الأفكار المتسلطة عليك فعلاً هي أفكار وسواسية قلقية ذات طابع تشاؤمي، وأتفق أنها نوع من الوساوس المزعجة، لكن تعالج بالتحقير، تعالج بالرفض، وتعالج بالتجاهل، وأن تبني قناعات جديدة، وذلك من خلال مخاطبة الوسواس مخاطبة مباشرة، بأن تقولي (أنت وسواس ولن أستجيب لك، أنت سخيف، ولن تؤثر عليَّ أبدًا، أنت تريد أن تصرف انتباهي، ولكني سوف أصرفُ انتباهي عنك) وهكذا.
هذا نوع من العلاج الجيد، العلاج الإيحائي، والإنسان حين يبني منظومة من الفكر الجديد تخالف الوساوس القهرية يستفيد من ذلك كثيرًا، فقط الأمر يتطلب المداومة، يتطلب منك الصبر، -وإن شاء الله تعالى- الأمور تسير على خير.
الوساوس المتسلطة من هذا النوع والتي تقوم على أفكار أكثر من الأفعال تستجيب للعلاج الدوائي بصورة جيدة وممتازة جدًّا، فإن استطعت أن تذهبي إلى الطبيب النفسي ليكتب لك دواءً فهذا جيد، وإن لم تستطيعي فهنالك أدوية سليمة وجيدة، وكثيرًا لا تحتاج لوصفة طبية في بعض الدول، من هذه الأدوية عقار يعرف تجاريًا باسم (فافرين) ويعرف علميًا باسم (فلوفكسمين) الجرعة المطلوبة في حالتك هي أن تبدئي بخمسين مليجرامًا، تتناوليها ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، بعد ذلك تجعليها مائة مليجرام ليلاً، وهذه تستمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض الجرعة إلى خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم خمسين مليجرامًا يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقفي عن تناول الدواء.
هذا من الأدوية الجيدة والفاعلة والسليمة جدًّا.
بجانب التفكير المخالف كما ذكرنا لك وتناول الدواء: عليك أيضًا أن تقسمي وتوزعي وقتك بصورة جيدة، هذا لا يُتيح مجالاً للفراغ، لأن الفراغ هي أحد البوابات التي يدخل من خلال الوسواس القهري على نفس الإنسان.
تدربي أيضًا على تمارين الاسترخاء، فهي جيدة جدًّا، ولدينا في إسلام ويب استشارة تحت رقم (
2136015) أرجو أن ترجعي إليها وتتطلعي على تفاصيلها وتطبقيها، وسوف تجدين فيها فائدة عظيمة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.