العناية بالأولاد متعبة... فهل أطلب من زوجي مساعدتي؟
2013-02-07 10:59:31 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا ربة منزل, تركت العمل منذ سنة بسبب حملي بطفلي الثاني, والآن طفلتي الكبرى عمرها عامان, والثاني عمره ستة أشهر, وأقوم برعايتهما وحدي, فهل من حقي أن أطلب من زوجي أن يساعدني قليلا في العناية بهما بعد عودته من العمل؟
بالرغم من أن عمله صعب, لكن أنا أتعب كثيرا طول النهار, أنظف المنزل, وأطعم الطفلين, وأجهز لهم الطعام, حتى إنني أحسست بضغط عصبي, ولا زلت أعاني منه منذ أكثر من شهرين, وأعاني من طنين في الأذن, وأسمع ضوضاء شديدة في رأسي عندما أحاول النوم, بل إنني أشعر بقلق وخوف شديد عند اقتراب موعد النوم.
وشكرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم آية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فمرحبًا بك ابنتنا الكريمة في استشارات إسلام ويب, ونسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يتولى عونك، وأن يجزيك ويثيبك خيرًا على كل جهد تبذلينه في سبيل إعانة زوجك والقيام بحقوق أطفالك، ونشكر لك إنصافك لزوجك وتقديرك لصعوبة عمله والجهد الذي يبذله، وهذا دليل على إنصافك وحسن خلقك.
ولقد لمسنا من استشارتك أيتها البنت العزيزة رجاحة في عقلك، واهتماما بأسرتك، ونحن ندعوك إلى الاستمرار على هذا النهج، ونصيحتنا لك ألا تأخذي مسألتك هذه من باب الحقوق, وهل من حقك أن تطالبي زوجك بأن يعينك أو لا، فإن الدخول في مثل هذا النقاش قد يؤدي إلى توتر العلاقات بينك وبين زوجك، ولا يعود عليك بشيء من الخير الذي تُؤمّلينه، ومن ثم فننصحك بالأمور الآتية:
أولاً: تذكري دائمًا أنك مُثابة (مأجورة) على كل جهد تبذلينه في بيتك، سواء كان في خدمة زوجك وإعداد الطعام له أو كان في تربية أبنائك، فإن هذا من أعظم الإحسان والصدقات التي تقدمينها، والله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملاً، وهو سبحانه -كما أخبر في كتابه– يُحب المحسنين.
وتعاملك مع الموضوع بهذه الموضوعية أيتها الكريمة سيخفف عنك كثيرًا من الأعباء -سواء الجسدية والنفسية- وستتلقين أعمالك في بيتك بروح طيبة، لأنك موقنة أنها سبب لزيادة حسناتك وطريق توصلك إلى رضا ربك، وأن الخلف والعِوض عن هذا العناء الذي تجدينه أعظم من كثير مما تتصورينه، فإذا قابلت الأمر بهذه الروح فمما لا شك فيه أنه سيخفف عنك كثيرا من العناء والضغط النفسي الذي تجدينه.
ثانيًا: حاولي التلطف بزوجك في أوقات راحته وفراغه إذا أمكن أن يعينك في شيء من أمر البيت، فإن هذا مما يؤجر عليه، وهو علامة على حسن خلقه، وذكريه بأن النبي -صلى الله عليه وسلم– كان يتولى بعض شؤونه في البيت، فيُعين أهله، يخصف نعله ويرقع ثوبه، ولا يُنقص هذا من قدره، ونحن على ثقة بأنك إذا أحسنت الطلب, وتحينت الوقت المناسب؛ فإن الزوج لن يبخل بذلك.
ولكن لا ننصحك أبدًا بأن يكون الأمر من باب طلب الحقوق، وإن كان بعض العمل الذي تؤدينه في البيت قد لا يكون لزامًا عليك إذا كان أمرًا خارجًا عن العرف والعادة الذي تعرفونه وتعتادونه في بلادكم، فإن خدمة المرأة لزوجها في بيته والقيام بشؤون أطفالها كثير من العلماء يرى بأنه أمر راجع إلى العرف والعادة، فما تعارفه الناس واعتادوه من قيام المرأة شيئًا من هذه الخدمة فإنه يجب عليها أن تفعله، ولكن تبقى القاعدة العامة أن الله لا يكلف نفسًا إلا وسعها.
فلا يكلفك الله تعالى فوق ما تقدرين، فحاولي الاستعانة بزوجك فيما يقدر عليه بحسن عرض الطلب عليه، وتذكريه بما له من الأجر والثواب، وستجدينه معينًا ورفيقًا بك، وإذا استطعت أن تستعيني بمن يُعينك من النساء ولو بأجرة فأعرضي هذا على زوجك، وربما يكون هذا أحب إليه وأسهل عليه، وإذا لم يكن شيئًا من ذلك فنصيحتنا لك أن تقومي بما تقدرين عليه، محتسبة أجرك ومثوبتك عند الله تعالى، وسيُخلف الله عز وجل عليك ذلك، فقد كانت فاطمة ابنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم– وهي من هي في الشرف والمكانة تقوم على خدمة بيتها حتى يؤثر ذلك في يديها الشريفتين –رضي الله عنها وأرضاها–.
وجاءت تطلب خادمًا من النبي -صلى الله عليه وسلم– فلم يعطها، وأرشدها إلى الإكثار من الاستغفار والتسبيح، لا سيما قبل المنام، وأن في ذلك إعانة لها على ما تريد، فخذي من هذا منهجًا تسيرين عليه في حياتك.
نسأل الله تعالى أن ييسر أمورك كلها وأن يقدر لك الخير.