كيف أحافظ على الثبات على دين الله؟
2013-01-26 22:25:01 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشعر أني مقصر جدا في جنب الله، وفي العبادة وفي كل ما يرضي الله، وأني مكثر من المعاصي جدا، وأهمل في أداء صلواتي الخمس جدا، أصليها أكثر الأحيان خارج وقتها، وخاصة الفجر، وليس الخوف هذا محمودا، لأن الخوف المحمود يكون مع المسارعة في الطاعة والعبادة.
وكلما أتذكر يوم القيامة وحالي أحس بخوف من الله، ومن ناره، وحسرة شديدة أني لا أكون من عبادة المقربين، وإذا زرت مكة -الحمد لله- أصلي كل الصلوات في وقتها، وأحافظ على تكبيرة الإحرام، ولا تفوتني وإذا رجعت إلى منطقتي أرجع إلى ما كنت عليه.
أريد أن أكون في طاعة وقربي دائما كما أكون في مكة، فكيف السبيل؟
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
بداية نرحب بك ابننا الكريم في الموقع، ونشكر لك (حقيقة) هذا السؤال الذي يدل على خير فيك، فإن الإحساس بالتقصير هو أول وأهم النقاط في العودة إلى طاعة الكريم القدير سبحانه وتعالى، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير.
ولا أظنني بحاجة أن نبين لك لذة الطاعة، فقد ذقت طعمها ولذتها، ووجدت سعادتها عندما واظبت على طاعة الله تبارك وتعالى، وشعرت كذلك بالحرج والنقص والحسرة والخوف عندما قصرت في طاعة الله تبارك وتعالى، وهذا ميزان صادق وميزان دقيق جدًّا.
وأرجو أن يكون في هذا دافع لك – ولكل إنسان – من أجل أن يُدرك أن سعادتنا وأن راحتنا وأن طمأنينتنا وأن الحياة الطيبة التي قال الله عنها: {فلنحيينه حياة طيبة} لا تتحقق إلا بطاعة الله تبارك وتعالى، بل لا تتحقق إلا بالمواظبة على طاعة الله تبارك وتعالى، فإن الله تعالى في شأن الصلاة أولاً لم يأمرنا بمجرد الصلاة، وإنما قال: {وأقيموا الصلاة} يقيموا ركوعها وسجودها وخشوعها، ثم لم يأمرنا بمجرد الصلاة، وإنما أمرنا أن نؤديها في أوقاتها، فقال: {إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابًا موقوتًا} وأُمرنا أن نؤديها (كذلك) في جماعة، حتى قال ابن مسعود: (ولقد رأيتنا وما يتخلف عن الصلاة في جماعة إلا منافق معلوم النفاق) حتى المريض، فقال: (ولقد كان الرجل يُؤتى به يُهادى بين الرجلين حتى يُقام في الصف)، ثم بعد ذلك المداومة عليها، قال تعالى: {الذين هم على صلاتهم دائمون} ثم المحافظة عليها، قال تعالى: {والذين هم على صلاتهم يحافظون}.
فإذن المفروض والمطلوب منا أكثر من مجرد الصلاة، فلذلك الإنسان لا يجد اللذة ولا الحلاوة إلا إذا انطبقت عليه كل هذه المعاني التي أشرنا إليها.
وإذا كنت -ولله الحمد- في مكة تكون في طاعة وفي خير، فإذا رجعت إلى بلدك وجدت تراجعًا فإنا ندعوك إلى (أولا) تذكر أن رب مكة هو الرب الذي ينبغي أن يُطاع في كل مكان، وفي كل زمان (سبحانه وتعالى) فإن الله لم يقل: اعبد ربك في مكة، وإنما قال: {واعبد ربك حتى يأتيك اليقين} لم يقل: اعبد ربك في رمضان، وإنما قال: {واعبد ربك حتى يأتيك اليقين}.
كذلك ينبغي أن تدرك أن هناك مؤثرات خارجية، فانتبه لأصدقائك، وحاول دائمًا أن تصادق من يواظب على الصلاة، وحاول دائمًا أن تصادق من يذكرك بالله إذا نسيت، يعينك على طاعة الله تبارك وتعالى إن ذكرتَ، واجتهد في تجنب المعاصي، فإن المعاصي تُقعد الإنسان، كما قيل للحسن البصري، قالوا له: ما نستطيع أن ننهض لصلاة الفجر، قال له إنسان: ما أستطيع مهما حاولتُ، قال: (قيدتك الذنوب) فإن الذنوب تقيد الإنسان عن الطاعات، وتحول بينه وبين رضا رب الأرض والسموات.
كذلك عليك أن تظهر التضرع والانكسار بين يدي الله تبارك وتعالى، فلا تُعجب بعملك، لأن الموفق هو الله تبارك وتعالى.
كذلك أيضًا ينبغي أن تُكثر من الدعاء إلى الله الذي يُجيب المضطر إذا دعاه، كذلك ينبغي ألا تيأس، وأن تُدرك أن رحمة الله واسعة، فإن الشيطان يأتي للإنسان فيقول: (أنت ترديت، وصرت ضعيفًا وصرت كذا، وأنت رجعت إلى الوراء ولا فائدة ولا خير وكذا) ينبغي أن نعامل هذا العدو بنقيض قصده.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يبارك فيك، وأن يعيننا وإياك على الطاعة، وأن يجعلنا وإياك من الذين يجدون حلاوتهم وسعادتهم في طاعة ربهم، ونسأل الله تبارك وتعالى لك التوفيق والسداد، ونتمنى أن نسمع عنك كل الخير.