هل يؤثر طول الخاطب على موافقتي أو عدمها؟
2013-02-13 11:06:47 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أحسن الله إليكم، وأجزل لكم الأجر والمثوبة.
تقدم لي شاب أطول مني، وطولي عنده إلى حد كتفيه، أو دون ذلك بقليل، وأنا مرتاحة له، ولكن أهمّني طوله، فهل سيؤثر علينا فيما بعد أم لا؟ فما رأيكم؟
جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ص.م.ع حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بك - ابنتنا الفاضلة - ونسأل الله لك التوفيق والسداد، ونشكر لك الحرص على السؤال، ونسأل الله أن يسعدك مع هذا الخاطب، واعلمي أن الشريعة والدين الحنيف يهتم بدين الخاطب وأخلاقه، لا بطوله، ولا بشكله، ولا بحجمه، فهذه الأمور ليس لها أثر كبير، وإنما المهم هو الدين، والأخلاق، والقدرة على تحمل المسؤولية، والبيئة المستقرة، والنجاح في تواصله مع الآخرين، وحضوره للجمعة والجماعات ومجامع الرجال، فهذه هي المؤهلات الأساسية التي ينبغي أن تبحث عنها الفتاة في رجلها.
أما مسألة الطول والقصر فهذه الأمور العبرة فيها بالارتياح الذي حصل عندك، - والحمد لله - أنك راضية، فلا تبالي برأي الآخرين، والفرق بينكما أيضاً ليس كبيراً، والجميل أيضا أن الطول في الرجل وليس في المرأة، وإن كان طول المرأة ليس فيه إشكال، ولكن دائماً الناس يرون إذا كان الرجل أطول فهذا الأصل، باعتبار أن الرجل هو القيم على البيت، ولكن هذه الأمور لا تقدم ولا تأخر، فلا تهتمي لهذا الأمر، ونسأل الله أن يسعدك معه.
واقبلي به بالشروط التي ذكرناها، بعد أن تنظري في دينه وأخلاقه، وقدرته على تحمل المسؤولية، واختياره للأصدقاء الصالحين، ووجوده الفاعل بين الرجال، وشخصيته المتميزة، وبره بوالديك، فهذه هي الأمور التي نريد أن ننظر فيها، بالإضافة إلى الثقافة والبيئة التي عاش فيها، وإن كانت هذه الأمور هي عبارة عن قواسم مشتركة، وأمور ترجح وتزيد من فرصة النجاح، ولكنها ليست شرطاً في النجاح.
فنسأل الله تعالى أن يلهمك السداد والرشاد، ونحن لا نهتم بالأطول، لأننا لا نريد أن نأخذ رجال شرطة، أو نريد أن نختار لاعبين لكرة السلة، أو نحوها من الألعاب، فمسألة الطول والقصر أعتقد أنها مسألة ثانوية جداً، فلا تهتمي ولا تغتمي إذا وجدت تلك الشروط، - والحمد لله - أسعدني وأعجبني أنك مرتاحة له، وهذا هو المهم.
والأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلاف، بل وربما كانت سبباً للتوافق الحاصل، فقد تحتاج القصيرة إلى طويل، ويحتاج الطويل إلى قصيرة، وهذا نوع من التوافق ونوع التكامل، والنساء شقائق الرجال.
ونسأل الله لك التوفيق والسداد.