كيف أثبت على الهداية والالتزام؟
2013-02-27 11:09:42 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا: أشكركم على هذا الموقع الرائع.
ثانيا: أريد منكم -بمشيئة الله تعالى- أن تساعدوني.
كنت أعيش قبلُ حياة الضلال, والحمد لله تبت إلى الله عز وجل, فعانيت من الوسواس, ومن اعتراض عائلتي والمجتمع؛ لأنهم لم يتقبلوا التزامي, وأنا الآن أريد أن أصلح ما فات, ولا أريد أن أرجع مثل ما كنت عليه من قبل.
بدأت أحفظ القرآن, ولكن بدأ اليأس يدخلني, والوسواس يسيطر علي حتى في صلاتي, ولم يعد الخشوع موجودا في جميع العبادات, أحاول مصاحبة صديقات ملتزمات ولكن بدأت أحس أني أرجع إلى الوراء؛ لأن لدي العديد من المشاكل, وأريد الحل والمساعدة؛ لأني أريد أن أكون مؤمنة صالحة, وأعمل خيرا لآخرتي.
أعتذر على طريقة الرسالة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان إدريسي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائما في أي وقت، وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى، وصفاته العلا أن يغفر ذنبك، ويستر عيبك، وأن يتجاوز عن سيئاتك، ونسأله تعالى أن يثبتك على الحق، وأن يزيدك صلاحا, وهدى، واستقامة، وإيمانا، وأن يصرف عنك كيد شياطين الجن والإنس، وأن يجعلك من الصالحات القانتات والمؤمنات المتميزات، وأن يجعلك من أهل الجنة، إنه جواد كريم.
وبخصوص ما ورد برسالتك أختي الكريمة الفاضلة: فإن الذي تشعرين به الآن إنما هو شيء طبيعي؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا فقال:(لكل شيء شرة، ولك شرة فترة)، ومعنى هذا الكلام -أن لكل شيء شرة- وأن كل شيء في أوله يكون له جذوة قوية، وله قوة، ثم بعد ذلك يحدث هنالك نوع من الفتور والهدوء، فلعل هذا الذي أنت فيه الآن هو المرحلة الثانية، وبإذن الله تعالى سوف تخرجين منها لتعود إليك القوة التي كنت فيها في أول الأمر -إن شاء الله- ولكن هذه من باب الاطمئنان فقط.
الأمر الثاني: أن الشيطان مما لا شك فيه لن يتركك في حالك, فلقد عشت في حزبه، وكنت من جنده فترة طويلة، وهي فترة الضلال الذي ذكرته، ثم بعد ذلك تريدين أن تتخلصي منه بين عشية وضحاها، هذا الأمر ليس سهلا -أختي الكريمة إيمان- فإن الشيطان يتشبث بك بكل ما أوتيه من قوة، ويشن عليك كل أنواع الحروب القذرة، وغيرها.
ولذلك هذه الوساوس التي تسيطر عليك، وعدم الخشوع الذي ذكرته؛ إنما هو نوع من الحرب الشيطانية على قلبك؛ لأن الشيطان يريد أن يحرمك لذة الطاعة والعبادة حتى ترجعي إليه، فاصبري، واثبتي، واعلمي أن هذه المرحلة -بإذن الله تعالى- سوف تنتهي, فمرحلة حرب الشياطين -إن شاء الله تعالى- سوف تتوقف إذا واصلت ما أنت عليه من طاعة وعبادة, حتى وإن لم تشعري بالخشوع لا تتوقفي عن العبادات أبدا, وخاصة الصلاة.
بل زيدي, بمعنى أن تصلي الفرض، وتصلي معه السنن، وإذا كنت تصلين مثلا ركعتين قبل الظهر فصلي أربعا قبل الظهر, وإذا كنت تصلين ركعتين بعد الظهر فصلي أربعا بعد الظهر -إذا كانت ظروفك تسمح- وإذا كنت لا تصلين السنة قبل العصر فصل أربعا قبل العصر, بمعنى أنك تتزودين من هذا؛ لأنه لن يعالج هذا الأمر إلا الإكثار من الطاعة والعبادة.
فأنت بارك الله فيك تتعاملين مع ضد ما يريد, فهو يريد أن يصرفك, فعليك أن تتمسكي وتزيدي من الأذكار, فإذا كنت تذكرين الله سبحانه؛ مثلاً تسبحين في اليوم مائة تسبيحة فاجعليها ألفا أو ثلاثة آلاف، وإذا كنت تصلين على النبي صلى الله عليه وسلم مائة مرة فصلي على النبي خمسمائة مرة، وإذا كنت تقرئين وردا من القرآن قليلا فاقرئي أكثر, المهم أن تملئي الفراغات التي عندك بمزيد من الطاعة والعبادة، وهذا كرد على الشيطان، وإشعاره بأنك لن تستجيبي له، ولن تخضعي له أبدا بإذن الله تعالى.
وعليك بالإكثار من الدعاء، والإلحاح على الله تعالى أن يعينك في هذه المعركة، وأن يقف معك حتى تنتصري على هذا الشيطان اللعين، واصلي عملية البحث عن الصالحات من أخواتك، وحاولي أن ترتبطي بهن، واجلسي في رحاب الصالحين والصالحات أكبر قدر ممكن من الوقت؛ لأن الصاحب ساحب، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)، وأوصانا بقوله: (لا تصاحب إلا مؤمنا، ولا يأكل طعامك إلا تقي).
فعليك بارك الله فيك بهذه الأسباب، وبإذن الله تعالى سوف تنتصرين على الشيطان، وتحققين نصرا رائعا بإذن الله تعالى.
إذن عليك بارك الله فيك أن تعلمي أن هذا الذي أنت عليه الآن شيء طبيعي، وأنها فترة سوف تنتهي.
والأمر الثاني: أن تعلمي أن هذه حرب من الشيطان يشنها عليك فلا تستسلمي.
والأمر الثالث: أن تجتهدي في العبادة، وأن تزيدي في العبادات والطاعات.
والأمر الرابع: عليك بالإكثار من الدعاء، وكذلك عليك أيضا الإكثار من الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام بنية دفع البلاء، وكذلك عليك بالإكثار من الاستغفار، وإذا استطعت أن تقومي ببعض العبادات مثل الصدقات أو الصيام يكون ذلك حسنا، وأبشرك بأن هذه مسألة وقت وسوف تنتهي نهائيا، وسوف يقوى إيمانك، وتصبحين أفضل بإذن الله تعالى.
هذا، وبالله التوفيق والسداد.