خسرت أشياء كثيرة بسبب الهم والقلق وانعدام الثقة!
2013-03-09 10:51:52 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لقد عانيت مدة عشر سنين من أعراض مؤلمة دمرت حياتي, فبعد أن درست واجتهدت ولم أضيع وقتًا؛ لم أحصل في النهاية إلا على درجات متدنية, وأنا الآن لا زلت أعاني من تلك الأعراض, وهي حزن دائم من دون سبب, وقلق زائد بشكل كبير على أشياء تافهة، وذاكرتي متعبة، ودائم النسيان.
أشعر بآلام عضلية في القسم الأيسر من الجسم في الجهة اليسرى من الصدر, وقد كشفت على كل جسمي، وعلى قلبي، ولم يظهر أي ضرر جسدي, وأنا في توتر دائم, وعصبية, وذهاب النوم أحيانا, وأفكار سلبية هدامة, ووسوسة, ولوم نفس, والشعور بالذنب دون ضرورة, وانعدام الثقة, وكوابيس ليلية خلال النوم, وعدم التركيز, وخمول, وكسل, وصداع, واضطراب في المعدة, وعدم القدرة على مواجهة الصعاب, والهياج، وعدم الاستقرار البدني, وعدم المبالاة والاكتراث بشكل عام.
لقد خسرت أشياء كثيرة مادية ومعنوية في الحياة، وأنا الآن عمري 27 سنة, وأعمل في السعودية, مغتربًا عن بلدي, ولعدة أسباب لم أستطع الذهاب إلى الدكتور, منها: أن راتبي قليل, وتكاليف العيادة عالية؛ لذلك لجأت إلى الله، ثم إلى موقعكم, وكلي ثقة بالله, ثم بكم أن ترشدوني إلى الطريق الصواب.
جزاكم الله خيرًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.
أرجو منك ألا تدع الإحباط يسيطر عليك، فأنت -والحمد الله- شاب في هذه الأمة المحمدية العظيمة تبلغ من العمر (27) عاماً، وتعمل، وحتى إن كان الراتب قليلاً فأسأل الله تعالى أن يبارك فيه، فانظر إلى حياتك بشيء من الإيجابية، وسوف تجد أن هناك أشياء طيبة كثيرة، ولا تصغِّر، ولا تُحَقَّرَ الإيجابيات؛ لأنك إذا اتبعت هذا المنهج سوف تسيطر عليك السلبيات حتى وإن كانت بسيطة.
أخي الكريم، ادفع عن نفسك دفعًا إيجابيًا، فهذا مهم لك، وأنصحك أيضًا أن تكون لك رفقة طيبة، وكن حريصًا على صلاة الجماعة، والاستغفار، فهو ذلك خير عظيم للإنسان، فهو يزيل الهم والغم، ويفتح باب الرزق، فهذه المقدمة الإرشادية من وجهة نظري ضرورية جدًا إن أخذت بها وتأملت فيها سوف تجد أن حياتك تغيرت للأفضل.
الأمر الآخر: أنا لا أنكر أن لديك مشاعر اكتئابية، ودرجة الاكتئاب الذي لديك بحاجة لعلاج دوائي، وهنالك دواء -بسيط جدًا- يعرف بـ[موتيفال] وهذا الدواء متوفر في مصر، وهو رخيص الثمن جدًا، ولا أعلم إن كان متوفرًا في السعودية أم لا؟ وهو من الأدوية الطيبة، والبسيطة، والمحسِّنة للمزاج، والتي تساعد كثيرًا في علاج الأعراض الجسدية ذات الطابع النفسي التي تعاني منها مثل: الصداع، واضطرابات المعدة، والكسل.
والجرعة التي تحتاجها هي: حبة واحدة ليلاً، تناولها -أخي الكريم- لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك اجعلها حبة صباحًا ومساءً لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك خفض الجرعة إلى حبة واحدة ليلاً لمدة شهرين، ثم توقف عن تناول الدواء.
أخي الكريم، حاول أن تمارس أي نوع من الرياضة حتى وإن كانت بسيطة مثل: المشي مثلاً مسافة (2 أو 3) كيلو مرتين في الأسبوع؛ فهذا ينشط لديك الدورة الدموية، وينظف جسدك من الشوائب الكيميائية السلبية، ويجعلك تحس بالنشاط، والإقدام على الحياة، فحاول أن تمارس الرياضة، واتبع بقية الإرشادات التي ذكرتها لك، وأنا على ثقة تامة أنك -إن شاء الله- سوف تكون بخير، وعلى خير.
أسأل الله لك العافية، ولنا جميعًا، وأسأله أن يجعلنا من الحامدين، والشاكرين على نعمة العافية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.