هل أبيع الأرض أم أتجه إلى القروض لتغطية تكاليف الزواج؟
2013-03-29 12:10:14 | إسلام ويب
السؤال:
أنا أعمل في جهة محترمة براتب جيد، وأحتاج مبلغًا يعينني على تكاليف الزواج، وأمامي خياران: الأول: أن أبيع أرضًا آلت لي من ميراث والدي - وهي كل ما أمتلكه فعليًا – أو أن أتجه إلى القروض.
علمًا أني سأنفق هذا المبلغ في تكاليف زواجي, فماذا أفعل؟
أفيدونا - جزاكم الله خيرًا -.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ diaa seliem حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:
مرحبًا بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يقضي حاجتك، ويفرج همّك.
لا شك أن القرض إذا كان ربويًّا فإنه من كبائر الذنوب التي يستحق صاحبها اللعنة – والعياذ بالله تعالى – فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لعن الله آكل الربا, وموكله, وكاتبه, وشاهديه) وقال: (هم سواء).
فإذا كان هذا القرض بالربا فلا يجوز الإقدام عليه، وكن على ثقة بأن الله سبحانه وتعالى سييسر لك الأمور إذا اتقيته، وسيُخلف عليك ما تُنفقه من الأموال الحاضرة، فإنه من يتقي الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب.
أما إذا كانت هذه القروض بغير فوائد، أو كانت عن طريق شراء أشياء من المصارف الإسلامية بثمنٍ مؤجل, ثم يبيعها بعد ذلك هذا العميل في السوق بثمن أقل بسعرٍ حالٍّ، فهذا تورق، وهو جائز عند أكثر العلماء، فلا بأس به، لا سيما إذا دعت الحاجة إليه.
وعلى كل حال فإذا كانت الحاجة داعية لبيع هذه الأرض للزواج فكن على ثقة بأن الله سبحانه وتعالى سيتولى عونك, وسيُخلف عليك خيرًا منها، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث: (ثلاثة حقٌ على الله عونهم) ومنهم (ناكح يريد العفاف) وقد وعد الله تعالى في كتابه المتزوج بالغنى، فقال سبحانه وتعالى: {وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يُغنهم الله من فضله}.
أقدِمْ على الزواج، وإذا احتجت إلى أن تبيع هذه الأرض التي عندك فنرجو أن يُخلف الله تعالى عليك خيرًا منها، ولكن نصيحتنا لك ووصيتنا ألا تستعمل أموالك في الإسراف وفيما لا فائدة فيه، فحاول أن تكون نفقات الزواج بما تدعو إليه الحاجة، فلا تُضيع مالك الموجود بين يديك بصرفه وإتلافه في مظاهر لا حاجة إليها, ومصارف هي من قبيل الإسراف والترف الذي لا داعيَ له، فبهذا تضر نفسك وتفقد مالك، فإذا أنفقت من مالك شيئًا فيما لا بد من الإنفاق فيه في نكاحك فاحتسب هذا عند ربك، وأحسن ظنك بالله أنه سيخلفه عليك، وسيخلفه الله عز وجل بمشيئته.
نسأل الله تعالى أن يفتح لك أبواب الخير، وأن يقدر لك الخير حيث كان.