كيف أبتعد عن ممارسة العادة السيئة؟
2013-04-04 01:34:35 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا بفضل الله أحفظ نصف القرآن الكريم، وأصلي الفرض منذ صغري، وبفضل الله أغض بصري، وأتعامل مع الناس بتواضع، وأشعر بسعادة لذلك، ولكني ابتليت منذ سنتين بكابوس أرق علي حياتي، ألا وهو (العادة السيئة) لم أكن أعرف معناها، عرفت معناها في 3 إعدادي، ولكني بدأت فعلها في 2 ثانوي، من حينها وأنا أشعر بحزن عميق، وقررت ألا أفعلها أبداً، ولم أستطع، أصبحت أفعلها كل أسبوع مرة، ثم جاهدت نفسي وأصبحت لا أفعلها إلا كل 10 أيام مرة واحدة، ثم كل أسبوعين، ولا أقربها أبدا في رمضان، ولا أفكر فيها أصلا، ولكني الآن أفعلها كل أسبوع مرة واحدة، عندما أريد أن أفرغ الطاقة الزائدة، ثم بعدها أقوم وأغتسل، وأتوضأ وأصلي ركعتين استغفارا، ولكني أحتقر نفسي بعدها، ماذا أفعل بالله عليكم، أفيدوني، مع العلم أنني طالب، أي أن التعجيل بالزواج صعب جدا، أنا دائم الحزن الداخلي، ولا أعرف كيف أتصرف، وأحس أن الحياة متوقفة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ إسلام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك هذه المشاعر النبيلة، ونرحب بك وبأمثالك، ونسأل الله أن ينفع بك البلاد والعباد، ونتمنى أن تشغل نفسك وتكمل ما تبقى من حفظ كتاب الله، فأنت ولله الحمد على خير، فاحرص على أن تتعوذ بالله من الشيطان، وابتعد عن كل ما يُذكرك ويُثير فيك كوامن الشهوة، فإن الإنسان الذي يغض بصره ويتجنب مواطن الفحش ويتجنب مصادقة الأشرار ويشغل نفسه بالمفيد، ولا يأتي لفراشه إلا للنوم، ولا يمكث في فراشه بعد النوم، ويتجنب الوحدة، لأن الشيطان مع الواحد، ويجتهد في أن يشغل نفسه بالمفيد وبالهوايات النافعة التي يستنفذ بها تلك الطاقات، لا يمكن أن يقع إذا راقب الله في هذه المخالفة.
وعلى كل حال فأنت على خير، والدليل على ذلك هو هذا الشعور الذي حملك للكتابة إلينا، فمرحبًا بك في الموقع، وأنت ولله الحمد لك إرادة طالما كنت تبتعد عن هذه العادة السيئة في رمضان -تبتعد عنها عشرة أيام- وتستطيع أن تتدرج بنفسك إلى ما هو أعلى وأرفع، واعلم أن الإنسان الذي يستطيع أن يترك طعامه وشرابه لله يستطيع أن يترك هذه الممارسة التي لا تجر إلا الهيجان والسُّعار، فهي لا توصل إلى الإشباع، لكنها تترك مثل هذه الآثار النفسية الكارثية التي تُلحق الضرر بالإنسان وتؤثر على دراسته وحياته ومستقبل أيامه.
والمعصية دائمًا لها شؤمها، ولها آثارها المدمرة، لكن أنت ولله الحمد تحاول محاولات جادة، وأنت ولله الحمد على خير، فامض في هذا السبيل، واستعن بالله تبارك وتعالى، وافعل الأسباب التي تُبعدك عن هذه المخالفة، واجتهد دائمًا في أن تصرف عن نفسك الخاطرة قبل أن تتحول إلى فكرة، وطارد الفكرة قبل أن تتحول إلى إرادة، وطارد الإرادة قبل أن تتحول إلى عمل، فإذا غلبتك وأصبحت عملاً فعليك أن تسارع بالتوبة، واعلم أن الله غفار لمن تاب وآمن وعمل صالحًا ثم اهتدى.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يُلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير، وأن يشغلنا وإياك بطاعته، هو ولي ذلك والقادر عليه.