الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ khaoula حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
إن التغيرات الحياتية النفسية والعاطفية والوجدانية والمعرفية والهرمونية والجسدية كثيرة، وكثيرًا ما تكون مرتبطة بالمرحلة العمرية للإنسان، وكذلك ظروفه البيئية، ومن أهم المحددات التي تُحدد التكوين النفسي للإنسان هي شخصيته، الشخصية تعتبر ركيزة أساسية لتحديد سلوكنا وطبائعنا وطريقة تعاملنا مع الآخرين.
أنا أعتقد أن شخصيتك تحتاج لشيء من التحليل والتقييم والقياسات النفسية، فإن استطعت أن تقابلي مختص نفسي – وأنا أثق أن الجزائر بها الكثير من المختصين المتميزين – أعتقد من خلال التقييم العلمي لشخصيتك يستطيع المختص أن يوضح لك جوانب القوة والضعف في شخصيتك.
الملامح العامة - حسب ما ورد في رسالتك – أنه لديك امتعاض كبير، رفض لما حولك، وتخير أشياء ليست ذات مغزى كبير لتكون متنفسا لك في حياتك (موسيقى الروك، والميتال) ومحبتك للمواضيع التي تتحدث عن الحياة والموت والوحدة والحروب، هذا منحى معرفي، لكنه منحى واحد، فالحياة أوسع من ذلك كثيرًا، وأنت اتخذت هذا النموذج لتتمركز حوله كل أحاسيسك ومشاعرك ووجدانك وعواطفك، وأعتقد أن هذا هو الخطأ الكبير، فأنت على النطاق الشخصي جعلت هذا النموذج والقدوة لحياتك، أي الانشغال وعشق هذه الموسيقى، وعلى النطاق الخارجي – العالم الخارجي – أصبحت ثقتك مبددة، لا تثقين في من حولك.
فأمرك يحتاج لمراجعة كبيرة من وجهة نظري، إذا كانت هناك علة حقيية في شخصيتك فلابد أن تبذلي جهدًا كبيرًا جدًّا لتقوي من نفسك، ليحدث لك تكيف وتواؤم اجتماعي.
من الواضح أنك تفتقدين ذلك، وأنا أنصحك بشيء مهم جدًّا، وهو أن تسعي لأن تحسني الظن بالناس، ويجب أن تقبلي الناس كما هم لا كما تريدين.
هذه نصيحة سيكولوجية مهمة جدًّا، أعرف أنها صعبة التطبيق، لكن الإنسان يحاول، وهذا لا يعني أبدًا أنك سوف تتنازلين عن مبادئك أو سمات شخصيتك، لا، الحياة أخذ وعطاء، والتفاعل الإنساني هو اتجاه ليس من شق واحد، إنما هو ذو شقين، تأخذ وتعطي، تتفاعل ويتفاعل معك، فهذه هي المنهجية التي يجب أن تتبعيها في حياتك، ويجب أن تسيري عليها.
أنا أنصحك أيضًا ببذل جهد كبير جدًّا لتنظيم وقتك، تنظيم الوقت وبصورة إيجابية وأن تُعددي من أنشطتك على النطاق الأكاديمي، التواصل الاجتماعي، الترفيه على النفس بما هو مشروع وطيب وحلال، الجلوس مع الصالحات من الشابات، والتمازج الاجتماعي الممتاز، هذا يدفعك دفعًا إيجابيًا، مشاركتك لأسرتك في كل الأنشطة المنزلية.
هذه النفرة الاجتماعية التي تعاني منها وهي عدم قبولك للآخرين يجب أن تضعي برامج حقيقية لتقربي من الآخرين وإليهم، وهذه البرامج يمكن أن تكون من خلال الانخراط في العمل الطوعي، هذا وجد أنه يُليّن القلوب كثيرًا، ويجعل الإنسان يقبل من حوله.
أسعي هذا المسعى، وقطعًا أنصحك بأن تكوني حرصة على صلواتك، وتلاوة القرآن، والدعاء، والتقرب إلى الله تعالى، هذا يفرج عليك الكثير من الهموم والكُرب.
كما نوصيك بمراجعة الروابط التالية حول حكم الموسيقى والغناء وكيفية التخلص من ذلك: (
280589 -
280738 -
233029 –
17189 ).
هذا هو الذي أنصحك به، وأسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.