أصبحت لا أستطيع أن أتخذ قراراً! ما نصيحتكم؟
2013-05-05 01:25:22 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا كنت طالباً متميزاً في صغري، ودائماً أحصل على المركز الأول أو الثاني في الفصل، وكنت جاداً في أموري، ودائماً أحب أن تكون أموري ممتازة، وكنت خجولاً أمام الطلبة والناس.
مشكلتي الآن أنني أصبحت لا أستطيع أن أتخذ قراراً! فمثلاً لي الآن سنتان وأنا أحاول أن أختار سيارة لأشتريها، ودائماً أجد أن السيارة التي أبحث عنها فيها مشكلة، إما أقول غالية جداً، أو أقول غير مناسبة أو....الخ.
دائماً أجد صعوبة في كل فرصة، ولا أرى إلا الجانب السلبي في الموضوع، لا أستطيع أن أحدد ولا أختار لأنني أخاف أن يصبح اختياري هذا خاطئاً، فمثلاً لي سنة، وأنا أحاول أن أقرر شراء أرض لكي أبني عليها سكناً لي، ولكن دائماً أجد صعوبة في اتخاذ القرار، حتى أصبحت عاجزاً جداً عن اتخاذ أي قرار، حتى في شراء ملابسي أحتار بين الأنواع!
أرجوكم أفيدوني وحلوا مشكلتي، وهل هناك تمارين تجعل الشخص جريئاً على اتخاذ القرار؟ علماً بأنني لا أستطيع الذهاب إلى أي طبيب نفسي للخوف من كلام الناس.
وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
شكراً لك على الكتابة إلينا والتواصل معنا.
يبدو أن عنوان الموضوع هو التردد في اتخاذ القرار، والغالب أن هذا بهذا الشكل الذي عرضت هو شكل من الوسواس القهري، وبشكل خاص منه من الحيرة والتردد والشك في رأيك، وفيما إذا كنتَ قد اتخذت القرار الصحيح، ومن ثم الشك في هذا القرار، وهل هناك أفضل منه، وهكذا دواليك.
فما العمل الآن؟
إن تجنب اتخاذ القرار أو تأجيله وتسويفه لا يحل المشكلة، وإنما يجعلها تتفاقم وتشتد، وتزيد في ضعف الثقة بالنفس، ويمكنك مثلاً أن تحدد زمناً محدداً لاتخاذ القرار، وستجد من خلال الزمن أن ثقتك في نفسك أفضل وأفضل، وستجد أن اتخاذ القرارات أسهل بكثير مما كانت عليه في السابق.
هكذا فالعلاج الفعال لهذه الحالة هو العلاج السلوكي، والذي هو ببساطة التشجع على اتخاذ القرار، ومهما كانت النتائج، ولعل هناك مشكلة في النزعة للكمال، ولعله عندك مشكلة عدم تقبل الأمور إلا أن تكون كاملة ومع كثرة الممارسة سيسهل الأمر حتى تعتاد على هذا وتزداد ثقتك في نفسك، وبحيث يمكن أن تصل إلى حالة تستطيع معها اتخاذ القرار، وبكل ثقة وارتياح.
بالإضافة للعلاج النفسي المعرفي هناك حالات نصف فيها أحد الأدوية التي تساعد في هذا، وخاصة إن وجد مع الرهاب شيء من الاكتئاب، والذي يحدث بسبب الانسحاب من المجتمع وضعف الحياة الاجتماعية.
أرجو أن لا تمنعك "الوصمة الاجتماعية" من زيارة الطبيب النفسي من مراجعة الطبيب، والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أمرنا بالتداوي، وكما هو الحال مع طبيب القلب والصدر وغيرهما.
وفقك الله، وخفف عنك ما أنت فيه.