كيف أتفوق في دراستي وأتميز في النجاح؟
2013-05-22 01:46:56 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا شاب عمري ٢٣ سنة، دخلت كلية الطب، وكنت أرغب في ذلك، وكنت متفوقا في مرحلة ما قبل الجامعة، لكني لا أعرف ماذا حدث معي في الجامعة، لم أعد أطيق المذاكرة، رسبت ثلاث سنوات في الفرقة الثانية، ونجحت في الأولى بشق الأنفس، ولا أعرف سبب ذلك، أريد أن أذاكر، ولكني أشعر بعدم قدرتي، أقراني سبقوني، مما زاد الطين بلة، وزاد من حزني وألمي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
شكرا لك على الكتابة إلينا، وعلى هذا الأسلوب الواضح والمختصر في الكتابة.
طبعا ليس هناك حاجة في محاولة إقناعك بضرورة وأهمية العلم، والجامعة، ودراسة الطب البشري، فهذا موجود عندك، وخاصة أنك مصمم على متابعة الدراسة، وإتمام كلية الطب، لتصبح طببيبا تعالج آلام الناس.
يا ترى ما هي أسباب قلة الرغبة في الدراسة التي حدثت معك؟ ما هي ظروف حياتك الأسرية والاجتماعية في أمريكا؟ هل لديك صعوبات في التكيف مع المجتمع من حولك؟ وما هي طريقة دراستك؟ وهل لديك صعوبات لغوية؟ وما هي اهتماماتك وهواياتك الأخرى إلى جانب دراستك الجامعية؟ وما هو نمط حياتك اليومي؟
كل هذه الأسئلة هامة؛ لأنه من الصعب أن نفصل بين كل هذه المواضيع وبين وضعك الدراسي، هل هناك ما يشغلك عن الدراسة كقضاء الوقت الطويل مثلا على النت والألعاب الالكترونية؟ أنا أسأل فقط ولا أفترض بالضرورة أن هذا موجود، ولكنه مرّ معي بما يتعلق بالكثير من الشباب أمثالك.
لا شك أنه يوجد عندكم في الكلية مرشد أكاديمي يمكن أن تجلس معه، وتراجع كامل وضعك في الكلية، وتبحث معه عن الخيارات المتاحة أمامك، وأن تسأله عن تقييمه لهذا الوضع، وخاصة أنك رسبت في ثلاث سنوات، وتحدث معه كيف يمكنك السير الأفضل في الدراسة، واسمح لي أن أقول أنه لا توجد وصفة سحرية، ولا توجد طريقة ليس فيها الدراسة الجدية، والعمل، والتعب، وبذل الجهد! ولكن وكما يقولون باللغة الانكليزية (If there is a will, there is a way)
ولا شك أن هناك أمورا كثيرة يمكنك القيام بها من أجل تحقيق هذه الدراسة بالشكل المناسب، ومما يمكن أن يفيد، والتي يمكنك أن تبدأ بها اليوم، وليس غدا:
- تقسيم الوقت للدراسة في النهار أو المساء إذا كنت ممن يفضلون الدراسة مساء، بحيث يتخلل ذلك دقائق من الراحة.
- تحديد المادة المطلوبة للدراسة، وقبل أن يحين الوقت الذي حددته للدراسة، بحيث لا تحتار كثيرا في اختيار المادة التي تدرسها في هذه الفترة.
- تناول الطعام والشراب باعتدال قبل الدراسة، بلا جوع وبلا تخمة، فكلاهما مما يدعو للنوم.
- تهيئة جو الغرفة، فلا تكون باردة ولا حارة، وإنما الاعتدال، وكذلك من ناحية الأصوات.
- هناك الكثير من الطلاب يحبون الدراسة في مكتبات الكلية، ولديكم في معظم الكليات الأمريكية مكتبات في غاية التنظيم والهدوء والجو المريح.
- محاولة زيادة المدة المخصصة للدراسة وبالتدريج، كي يعتاد جسمك على هذا الجهد.
- أن تبدأ الجلسة بمراجعة ما درسته في الليلة، أو اليوم السابق، فهذا مما قد يزيد حافزيتك للدراسة.
- لا بأس أن تأخذ كوبا من الشاي أو القهوة أو الشكولاتة الساخنة أثناء الدراسة مما يزيدك نشاطا.
- إذا شعرت ببعض النعاس أو التعب أثناء الدراسة، لا بأس أن تأخذ بعض الوقت للاستراحة، وأن تقوم من مكانك، وربما تقوم ببعض الحركات الرياضية الخفيفة لمجرد التنشيط.
- أن تضع اللابتوب أو جهاز الكمبيوتر، وربما الهاتف الجوال (والبلي ستيشن) بعيدا عنك.
- مما يعين كثيرا أن تدرس مع صديق، أو أحد أفراد الأسرة، فهذا مما يدعوك للنشاط، ولكن انتبه أن لا يصبح هذا بابا للانشغال، وإضاعة الوقت.
- لا بد من التأكيد كثيرا على حضور المحاضرات، وأخذ ملاحظات مختصرات للمحاضرة.
- والأمر الأخير: يفيد جدا أن تخفف عنك من ألم وصعوبات الغربة عن طريق الاقتراب أكثر من المركز الإسلامي، والمسجد القريب منك، وحاول أن تتعرف على طلاب مسلمين آخرين، فقد يكون لهم أثر إيجابي عليك، وأنت أيضا تؤثر فيهم بشكل إيجابي.
أرجو أن يكون في هذا ما يعين، وأدعوه تعالى لك بالتوفيق والنجاح، لنراك طبيبا معنا خلال سنوات.