طفلي يحب ضرب وعض الآخرين، هل هذا طبيعي؟
2013-05-22 15:19:05 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا أم لطفل يبلغ من العمر سنتين، كثير الحركة وفي أحيان كثيرة لا يطيعني، مما يسبب لي إحراجاً لعدم خوفه مني، بعكس والده الذي يخاف منه ويسمع كلامه من أول مرة، أعاني جدا من صفة بدأت تظهر فيه منذ أن كان عمرة سنة، فهو دائم الضرب والقرص والدفع، سواء لي أو للأطفال، مهما تكلمت معه بهدوء وبحنية أقول له: (ماما حبيبي حبوو .. أزعل؟) فيقبلني وبعدها بفترة قليلة يعاود الضرب والعض، أحياناً أضربه على هذا -سلوك الضرب- وأصرخ في وجهه، أما في حالة العض فأقرصه في فمه وأبعده عني، فيزيد الضرب ويبكي، حتى حاولت أن أعاقبه بأن أضعه بمكان ليس بجانبي، فيبكي وأنا لا أعطيه أي اهتمام، وفجأة يقوم ليقبلني، حتى لدرجة عند مشاهدته لقناة أطفال فهو لا شعورياً وبدون انتباه يقرص يدي، وعند النوم كذلك يعض ويقرص، لم أعرف ما الحل المناسب لهذه الصفة التي أكرهها فيه، فقد جربت معه الشدة واللين ولم تنفع، وشيء آخر لديه وهو عند النوم ينتف شفتيه، لا أدري ما السبب، فقط يفعلها عند النوم.
سؤال آخر: أنا حامل في الشهر الخامس، وبقي القليل لحضور طفلي الجديد، ما طريقة التعامل المناسبة مع طفلي الأول؟ وكيف أخبره وأفهمه؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم حمزة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكراً لك على الكتابة إلينا.
الطفل الصغير في هذا العمر يحتاج إلى حدود واضحة للسلوك، وأن يعرف وبكل وضوح ما هو مسموح، وما هو غير مسموح، ووضوح هذا الأمر ومن دون أي التباس أو شك أو تردد، لا يعني بالعنف أو الضرب وإنما أن يقال له وبكل هدوء ووضوح، أن السلوك بهذا الشكل غير مسموح به أبداً، وأن يعلم وهو يستمع إليك، ومن خلال نبرة صوتك ونظرة عينيك في عينيه ومن دون ابتسام، أنك جادة تماماً فيما تقولين له.
وأفضل من المنع عن العمل السلبي، هو أن نشجعه على القيام ببعض الأعمال البديلة عما لا نريده أن يفعل، أي أن نملأ وقته بما هو مفيد ومسل، فلا يحتاج للمزيد من الإثارة عن طريق مخالفة كلماتنا والقيام بالعمل السلبي.
وسأشرح هنا شيئاً أساسياً يمكن أن يكون نقطة تحول في طريقة تربيتك لطفلك: إن من أكثر أسباب السلوك المتعب عند الأطفال، وربما كثير مما ذكرته في سؤالك عن سلوك طفلك ينطبق عليه هذا، هو الرغبة في جذب الانتباه لنفسه، ومن المعروف أن الطفل يحتاج لانتباه من حوله كما يحتاج للهواء والطعام والماء، وإذا لم يحصّل الطفل هذا الانتباه على سلوكه الحسن، فإنه سيخترع طرقاً سلوكية كثيرة لجذب هذا الانتباه، والغالب أن يكون عن طريق السلوكيات السلبية.
ولماذا السلوكيات السلبية؟
ببساطة لأننا -نحن الآباء والأمهات- لا ننتبه للسوك الإيجابي، وكما قال أحدهم: "عندما أحسن العمل، لا أحد ينتبه، وعندما أسيء العمل، لا أحد ينسى"! وما يمكن أن تفعليه مع طفلك، عدة أمور منها:
- أن تلاحظي أي سلوك إيجابي يقوم به طفلك ومهما صغر هذا العمل، وأن تـُشعريه بأنك قد لاحظت هذا السلوك الإيجابي، ومن ثم تشكريه عليه.
- أن تحاولي تجاهل بعض السلوك السلبي الذي يمكن أن يقوم به طفلك، إلا السلوك الذي يعرض فيه نفسه أو غيره للخطر، فعندها من الواجب عدم تجاهل الأمر، وإنما العمل على تحقيق سلامة الطفل والآخرين مباشرة.
وأما بالنسبة لعناد طفلك، فربما كثير من هذا أيضا هو سلوك لجذب انتباهك وانتباه من حوله، فحاولي التعامل معه كمجرد سلوك لجذب الانتباه، ويمكنك توجيه انتباهك إليه عندما يتجاوب معك ومن دون عناد، وحاولي صرف انتباهك عنه عندما يصل عناده لحدّ لا ترتاحين له، وعلى فكرة فالصفة التي تتعبنا في الطفل وهو صغير قد تكون هي نفسها الصفة التي ستكون وراء نجاحه وتفوقه في قابلات الأيام، فنحن لا نهدف إلى تحطيم هذه الثقة والعناد، وإنما تطويعها لمصلحة الطفل ومصلحة من حوله.
وبالنسبة للسلوك الثاني من "نتف شفتيه"، فيبدو أن طفلك قد تعلم ولسبب ما في بداية الأمر أنه نام وهو يلمس شفاهه، فشعر أن هذا يساعده على النوم، فالغالب أنها حصلت مرة، ومن ثم ثانية وثالثة وهكذا حتى اعتاد على هذه العادة، وطبعاً كان يجب منذ البداية أن لا نستمر في مجاراته في هذه العادة كي لا تتأصل عنده، وإنما نحاول صرفه عنها لسلوك أكثر صحة.
ماذا نفعل الآن؟
كما تعلم هذه الطفل هذه العادة، فعلينا الآن أن نزيل هذا التعلم، ونعلمه سلوكا آخر، والأمر ممكن وإن كان قد يأخذ بعض الوقت، ولكن إذا بدأنا التطبيق الجديد فلابد من الاستمرار مهما حصل، طبعاً سيحاول الطفل وكما فعل في مرات كثيرة سابقة، سيحاول إفشال "مخططكم" هذا ويعود لأسلوبه السابق، وما عليكم إلا الثبات والاستمرار في التنفيذ، وستلاحظون أنه ما هو إلا وقت قصير إلا وقد اعتاد الطفل على ما عودتموه عليه.
وبشكل عام ربما يفيد الاطلاع على كتاب في مهارات تربية الأطفال، لأن ما تحدثنا عنه هنا ما هو إلا جانب من جوانب التربية، وهناك جوانب أخرى كثيرة.
حفظ الله طفلك، ومبروك المولود الجديد قريباً.