أعاني من الضغط ولا أستطيع النوم، ما العلاج؟
2013-06-04 02:06:01 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا امرأة أعاني من الضغط، وربة بيت لا أستطيع النوم ليلاً، وتستمر لثلاث ليالي ولا أعرف السبب، سيما وأني أفكر بأولادي وزوجتي كثيراً، وأخاف عليهم، ولا أحبذ استخدام الأدوية.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أم وليد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
شكراً لك على الكتابة إلينا.
النوم عادة هو نتيجة طبيعية لنمط الحياة، فالشخص الذي يشعر بالحماس لأمر ما، ويتطلع إليه، فإن هذا الأمر سيُذهب عنه النوم، ونراه يستيقظ مبكراً لمباشرة هذا العمل الذي يتطلع إليه، بل يصبح من أكره الأمور لنفسه هو الخلود للنوم، بينما الذي لا يشعر بالحماس والشوق لأمر ما، فقد لا يشعر بالرغبة من الاستيقاظ، ونراه يقضي الساعات الطوال في النوم.
على عكس هذا في الذي لا يستطيع النوم، أو النوم بالشكل الكافي، حيث يشعر بعد الاستيقاظ بالتعب والإنهاك، وكأنه لم ينم، وقد يشعر الإنسان بالأرق بسبب أمر يشغل باله كخوفك على أولاده وزوجه، وخاصة بسبب الأحداث والقتل المنتشر في العراق، فكيف له أن يستطيع إغلاق الموضوع والاستسلام للنوم.
هناك أشياء كثيرة تتعلق بنظام النوم، والذي يمكن أن تحسن النوم كثيراً، ومنها على سبيل المثال:
-حاولي أن تعيدي ترتيب برنامجك اليومي، بحيث تتركين هناك وقتاً لنفسك من الرياضة والهوايات، ووقتاً للعمل المنزلي، ووقتا للأسرة.. بحيث تشعرين في نهاية النهار بالشوق للنوم، والخلود للراحة، ولكن وبنفس الوقت تشعرين بالهمة والنشاط في الصباح للاستيقاظ والعمل.
-الاستعداد للنوم ساعة قبل موعد النوم، وخاصة تهدئة جو البيت، لأن الإنسان يحتاج من أجل القدرة على النوم إلى الاسترخاء رويداً رويداً، حتى يدخل النوم.
-الابتعاد عن المنبهات كالشاي والقهوة أو التخفيف منها، وخاصة عدة ساعات قبل النوم.
-الإقلال من البهارات لأنها من المنبهات.
-شرب بعض المهدئات كالنعناع مثلاً، مما يساعد على الهدوء.
-عدم ممارسة الرياضة أو غيرها من الأنشطة التي فيها بذلك جهد قبل ساعتين من النوم، لأن الإنسان بعد الجهد الرياضي يشعر بالنشاط الزائد.
-التحكم في جو الغرفة، فلا تكون باردة كثيراً ولا شديدة الحرّ.
-خفض الأضواء، فلا تكون غرفة النوم شديدة الإنارة.
-خفض الأصوات، بحيث لا تكون هناك أصوات مزعجة.
-عدم أخذ الأعمال من لاب توب أو أي باد، أو جوال إلى السرير، وتخصيص غرفة النوم للنوم، وليس للعمل.
-القراءة الخفيفة قبيل النوم، وليس مما يثير من أفكار ومشاعر.
بعد كل هذا إذا لم يتحسن نومك فيمكنك مراجعة طبيب، ليعرف سبب ضعف النوم، سواء كان سبباً عضوياً بدنياً أو نفسياً معنوياً.
هناك بعض الأدوية المهدئة، والتي تساعد على النوم، إلا أن خطورتها أنه يمكن أن تعتادي عليها، فيصعب عليك التوقف عن استعمالها، أنا أنصح عادة باستشارة طبيب متخصص قبل البدء بتعاطي أحد الأدوية المهدئة أو المنومة.
للنوم علاقة وثيقة بعدد من الأمور الفيسيولوجية والنفسية وغيرها، ومن الأمور الفيسيولوجية الهرمونات ووظائف الدماغ، بحيث يقال إن هناك دورة فيسيولوجية للنوم، تجعل الإنسان ينام في وقت ويستيقظ في أوقات أخرى، وهو ما نسميه "سركيديان رثم" أو الإيقاع الذي له علاقة ببعض كيميائيات الدماغ والغدد الصم.
لذلك أنصحك أيضاً بمراجعة طبيب للغدد، الذي يمكن أن يطلب بعض الاختبارات في عيار الهرمونات.
أعانك الله، ويسّر لك الأمر.