أعاني من التعلق الشديد بأي أنثى أراها في التلفاز.. ولا أستطيع الزواج!
2013-06-23 02:16:30 | إسلام ويب
السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عمري 18 سنة، أعاني من مشكلة -إن شاء الله- تكون بسيطة، ولا أدري هل هو مرض نفسي أم هي حالة عادية بسبب ظروفي!
المشكلة يا سيدي: أني كلما أرى ممثلة أو مغنية أتعلق بها تعلقا شديدا، ولا أنساها إلا بصعوبة، مع أن جمالها يكون عاديا، أنا لم أقع في حياتي بعلاقة مع بنت؛ فأنا من مجتمع محافظ جدا في السعودية،
ولا أعرف بحياتي أنثى سوى أمي التي تبلغ من العمر 70 عاما، والفرق شاسع بيني وبينها، فهي من جيل وأنا من آخر، ولا تفهمني إلا بصعوبة!
هذه المشكلة لا أعرف حلها! فكلما رأيت فتاة جميلة في التلفاز أتعلق وأتيم بها، وأعشقها وأفكر فيها حتى في الاختبار، وكلما رأيت رجلا يتكلم مع فتيات حتى لو كلاما عاديا -ليس فيه أي علاقة- أتحسر ويحترق قلبي على شيء لا أعلم ما هو بالضبط، لدرجة أني أحيانا أتجنب بشدة رؤية ممثلين يتكلمون مع ممثلات ويضحكون؛ بسبب أني عندما أرى هذه المشاهد يحترق ويضيق صدري، وأقول في نفسي: ما هذا الحظ النحس!
والزواج بالنسبة لي مستحيل؛ لأن جميع إخواني الـستة تزوجوا في عمر الثلاثين، يعني أنني لن أتزوج قبل 12 سنة من الآن، وهذا يسبب لي إحباطا كبيراً، وأشعر أنني بمنزلة المجنون والأقل عن باقي أقراني.
أرجو مساعدتي؛ فهذه هي طريقتي الوحيدة في الاستشارة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مسلم عربي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فهذا التعلق بالصور النسائية خاصة للممثلات أو المغنيات ناتج من مشاعرك الذكورية حيال المرأة، وبالرغم من أنك من أسرة محافظة وقطعًا - إن شاء الله تعالى – أنت شاب متدين، لكن تصورك وتخيلك أن الزواج بالنسبة لك مستحيل، ولن يتم إلا بعد اثنتي عشرة سنة من الآن هو الذي جعلك تتعلق بما تشاهده من صور ومناظر حول الممثلات والمغنيات، يعني أنك ترى أن الشُّقة بعيدة جدًّا بينك وبين المرأة، لدرجة أنها تعلقت في خيالك بما نسميه بـ (شبه المعدومية أو الاستحالة) يعني أنك لن تصل لامرأة، وهذا جعل -لا أقول مشاعر الحرمان- لكن تعلقك أصبح وسواسيًا بما تشاهده من مناظر.
ولا شك أن البدايات تكون لديك باهتمامك بجمال أحد مَن شاهدتهنَّ على التليفزيون، وأنت في سن ومرحلة عمرية حرجة، مراحل البلوغ وما بعد البلوغ ووجود طاقات غريزية كبيرة، مثل هذه التجربة، حتى وإن لم تلحظها أو تعطيها اعتبارًا، لكنها ترسخت لديك.
ومن وجهة نظري أن مشكلتك قد بدأت من هنا، وكثيرًا ما تتسارع في نفوس الناس – خاصة الشباب – أمور الخير وأمور الشر، وقد ينتصر الشر في بعض الأحيان، لكنه - إن شاء الله تعالى – مهزوم في نهاية الأمر.
نفسك أمرتك بالسوء في لحظة من اللحظات، وبعد ذلك توالت التفسيرات والتحليلات للمشاهد التي تراها.
إذن ما يحدث لك هو تشوق وتعلق مرضي، بمعنى أنه مكتسب ومتعلم، لكنه يجب أن يُرفض، وقطعًا النصيحة التي أنصحك بها هي أن تُحقر هذه الأفكار، وأن تتجنب مشاهدة هذه المناظر. فعلاً أنت تحتاج لأن ترفع همتك في هذا السياق، لأنه وبكل أسف المناظر الخلاعية كثيرة في التليفزيونات وفي غيرها، لكن بالعزيمة والصدق مع النفس وتقوية الكوابح الذاتية الداخلية تستطيع - إن شاء الله تعالى – أن تتخلص تمامًا من هذه الإثارة والاستثارات التي اكتسبتها من خلال مشاهداتك.
لا شك أن الاستمرار في مشاهدة هذه المناظر يُكافئ ويقوي مشاعر التعلق لديك، لذا يجب أن تلجأ إلى ما نسميه بالتعريض أو بالتعرض العكسي، وهو الابتعاد تمامًا عن هذه المشاهدات، وعليك أن تُكثر من الاستغفار، وأن تكون حازمًا جدًّا مع نفسك، وأن تعلم أن الله تعالى أمر المؤمنين بقوله: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون}، وضع أمامك قوله تعالى: {ألم يعلم بأن الله يرى} وقوله تعالى: {ألم يعلموا أن الله يعلم سرَّهم ونجواهم وأنَّ الله علام الغيوب}.
لا تشغل نفسك أبدًا بموضوع أنك لن تستطيع أن تتزوج إلا بعد فترة طويلة أسوة بإخوتك، فعلى العكس تمامًا؛ أنا متأكد أنك إذا عرضت على أسرتك أنك تريد أن تتزوج الآن، وبما أنك أصغر إخوتك فأعتقد أن الجميع سوف يفرح لهذا الموضوع ويقدم لك يد المساعدة.
أيها الفاضل الكريم: أنت أيضًا محتاج أن تُدخل على حياتك أنماطًا جديدة، أنماطًا تتواصل فيها مع الشباب الصالح، تكون لك زمالة، وتكون لك نماذج، وقدوة طيبة في الحياة... هذا يصرف انتباهك تمامًا عن ما ابتليت به من مشاهدات وتعلق.
اجعل النجاح هو هدفك، النجاح في كل شيء، وعلى وجه الخصوص فيما يخص التميز العلمي، المعرفة نور ومفتاح خير كبير للإنسان، والإنسان لا يستطيع أن ينافس في هذه الدنيا حقيقة إلا من خلال علمه ودينه، تنافس تنافسًا شريفًا، تعيش حياة كريمة، عالي الهمة، مرفوع الرأس، وهذا يُبعدك عن سفاسف الأمور.
لابد أن تحسن أيضًا من إدارة الوقت، وقتك يجب أن تصرفه للقراءة، للرياضة، لصلة الرحم، لبر الوالدين، للعبادة، للاطلاع - كما ذكرنا - والفراغ كثيرًا ما يجلب للناس المعاصي والتفكير فيما هو سيء ومشوه أو حتى ممارسته.
أريد أن أطمئنك كثيرًا أن مثل التجربة التي تمر بك إن شاء الله هي عارضة، وسوف تزول، لكننا نريدك أن تعجل في تغيير سلوكياتك من خلال ما أوردناه لك من نُصح وإرشاد.
نسأل الله لك التوفيق والسداد.