كيف أجدد توبتي وأتعاهدها؟
2013-06-27 05:08:15 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أحببت أن أطرح مشكلتي هنا علي أن أجد حلا منكم بعد الله.
أنا فتاة أبلغ من العمر21 عاما، ألهمني الله التوبة بعد اقتراف ذنوب ومعاصي مترتبة دامت من 3 - 4 سنوات، وهي أني (أهاتف الشباب) ضايقني ما كنت عليه، ولا أخفيكم أرهق نفسيتي بحال لا يعلمه إلا الله؛ لأنه كان آنذاك يأنبني ضميري على فعلي.
في بعض الأحيان أحن لتلك الأيام، علما أني لن أعود ومن المستحيل أن أعود لذلك الطريق، ومؤمنة بقناعتي بعد مشيئة الله أنه من باب الدين، أصبحت أتقزز، لكن مشكلتي هي: كيف أتخلص من إحساسي العاطفي وإشباعه، فلا تخفيكم الفطرة!! رغم أني لم أخرج من تلك العلاقات بتعلق قلب، كما أني أهاب الموت وأخاف أن أموت وأنا إيمان ضعيف كـأدائي لصلاتي، كيف وهي عمود الدين؟
إني -والله- أتمنى أن أكون عابدة صالحة لا تغرها فتن الدنيا وتفتن، فأرشدوني من فضلكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ بدور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك هذا الوضوح في الطرح، وهذه الصراحة في التعامل، وهذ الثقة في الموقع، وشرف لنا أن نكون في خدمة أبنائنا وبناتنا، ونهنئك بهذه التوبة والرجوع إلى الله تبارك وتعالى، ونوصيك بأن تستري على نفسك، فإن الإنسان غير مطالب بأن يفضح نفسه ويتكلم بما كان منه من أعمال غير صحيحة.
كذلك نتمنى طي هذه الصفحة والاجتهاد في نسيان ما حصل، وإذا ذكّرك الشيطان ذلك الماضي فجددي التوبة، واعلمي أن هذا العدو همّه أن يُحزن الذين آمنوا، وليس بضارهم شيئًا إلا بإذنِ الله، لكن هذا العدو الحقير الضعيف يحزن إذا تبنا، يندم إذا استغفرنا، يبكي إذا سجدنا، فعامليه بنقيض قصده.
واجتهدي في التخلص من آثار وأرقام وذكريات تلك الأيام المظلمة؛ فإن التخلص من آثار المعصية وبيئة المعصية ورفقة المعصية مما يعين الإنسان على الثبات، مما يُثبت صدقه في توبته ورجوعه إلى الله تبارك وتعالى، وقد عرفت الآثار الضارة وشؤم المعاصي وخطورتها على قلب الفتاة المؤمنة.
ولذلك أنت -ولله الحمد- على علم بالآثار والأخطار، فعليك بالاجتهاد في التخلص من ذلك الماضي، وفتح صفحة جديدة مع الله، وعمّري هذا القلب بحب الله تبارك وتعالى، واعلمي أن حب الله أغلى، وأن حب الله أعلى، وأن ما عند الله هو المقصد والمطلوب ليفوز الإنسان برضوان الله تبارك وتعالى، وتذكري أن هذا القلب نعمة من الله، وأنه هبة عظيمة من الله تبارك وتعالى، وأنه لا يستحق أن يُعمَّر إلا بما يُرضي الله تبارك وتعالى، فلا تعمري قلبك بمثل هذه الوساوس والأمور السيئة، فإنه خصم على سعادتك في الدنيا وفي الآخرة.
نسأل الله لك التوفيق والسداد، ونوصيك بالبحث عن صديقات صالحات، والاشتغال بطاعة رب الأرض والسموات، وكثرة الاستغفار، وشغل النفس بالمفيد قبل أن تشغلك بالشر، والتخلص كما قلنا من آثار وذكريات المعاصي والأيام المظلمة، والإقبال على كتاب الله تبارك وتعالى، والدخول في مجتمع الصالحات، وأظهري بينهنَّ ما وهبك الله من عواطف وفتنة وجمال ودلال، واعلمي أن كل صالحة لها أخ أو محرم أو ابن يبحث عن الصالحات من أمثالك، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، وبشرى لك، فإن من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه.
نسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي يُسعدك ويُنسيك كل ما حصل وكل ما يجد من آلام؛ لأن سعادة المرأة في أن تكون مع زوج يُكرمها، تُقبل عليه ويُقبل عليها، تحابا في الله، ويتعاونا على طاعته.
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.