تعرفت على شاب يمر بظروف صعبة.. هل أكون مذنبة إن تركته؟
2013-07-03 02:12:12 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعرفت على شاب، وأتمنى الزواج منه، ولكنه حاليا لا يقدر على الزواج؛ لأنه في مثل عمري ويدرس، وأنا أتمنى أن أتزوج عن حب مثل باقي صديقاتي.
أنتم نصحتموني أن أبتعد عنه -والحمد لله- اقتنعت بنصيحتكم، وحاولت أن أبعد عنه حيث حذفته من جهاز البلاك بيري، وغيرت رقمي، وكل شيء، وحتى حسابي في التوتير غيرته، ولكنه يعود ويتواصل معي عن طريق حسابي في التوتير يبحث عني حتى يجدني، وعندما يجدني يكلمني، ويحزنني كلامه، حيث أنه يمر بظروف جدا سيئة، وأمه جدا قاسية، وأنه يحبني، ولا يجد أحدا بجانبه إلا أنا، وليس لديه أصدقاء.
أنا أعلم ظروفه من قبل أن أتركه، وكان يبكي وهو يكلمني بكاء شديدا، فرجعت إليه مرغمة، أذكره أن ما نفعله حرام، وأني لا أريد الحرام فيبكي، ويحلف بالله أنه يريدني بالحلال، ولكن حتى يتخرج، ولو أني أعلم أن أهلي سيوافقون عليه وهو بدون شهادة لكان تقدم لي، تحزنني ظروفه جدا، ونحن معا نتحدث دائما عن الصلاة وعن ذكر الله -والحمد لله- نحاول أن نبعد عن الحرام.
سؤالي لكم: هل ما أفعله معه في ظروفه الحالية الصعبة يعتبر ذنبا؟ وهل لو تركته وهو بهذه الحالة هل علي ذنب؟ لأني وعدته بأن أبقى وأسانده، ولكني خذلته، أرجوكم أرشدوني إلى الصحيح والطاعة، لا أريد المزيد من الذنوب، ولا أنكر أني أحبه، ولكن أريد راحتي وراحته في الدنيا والآخرة.
أرجوكم ساعدوني بأقرب وقت، أرجوكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رغد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الموقع، ونشكر لك هذا التواصل وهذا النضج، وهنيئًا لك بالاستجابة لما طلبنا منك، ونؤكد لك أن راحته وراحتك في الدنيا والآخرة في إيقاف هذه العلاقة حتى توضع في إطارها الصحيح، فأرجو أن يعلم أنك له، وكوني أنت له، وليكن لك، لكن عليه أن يأتي البيوت من أبوابها في التوقيت المناسب، في الوقت المناسب، وعند ذلك -إن شاء الله تعالى- سيُقدّر الله تبارك وتعالى لكما الخير إذا تبتم ورجعتم وتوقفتم عن هذه الممارسة الخاطئة.
ولا تظني أن التفاعل معه والتواصل معه فيه مصلحة لك أو له، فإنا نريده أن يواجه الصعاب التي في حياته، وسيجد من الأصدقاء الصالحين من يعينه على تجاوز تلك الظروف، وأرجو أن يبدأ في أن يكون له أصدقاء، ونحن على سعة واستعداد في أن نكون له أصدقاء، مُرشدين، وناصحين، وندعو له، ونؤكد لك وله أن هذا الموقع مليء بالحفاظ بكتاب الله، بالعلماء، بالأطباء النفسانيين، بالتخصصات المختلفة، وكلهم يحبون من يتواصل معهم، بل شرف لنا أن نكون في خدمة شبابنا، فلماذا لا يعرض مشاكله على المختصين؟ ولماذا لا يعرض المعاناة التي عنده لأهل الشرع حتى يعاونوه على الوصول إلى الحلول الصحيحة.
وكون هذا الشاب يريد أن يترك الأصدقاء جميعًا ليتواصل معك: هذا أيضًا ليس فيه مصلحة لك ولا له، فإن الرجل ينبغي أن يتواصل مع الرجال، ويعيش معهم، هناك مراكز، هناك أخيار، هناك فضلاء، كما في النساء فاضلات من أمثالك هناك فضلاء سيأخذون بيده ويعاونوه، فمن مصلحته أن يخرج من هذا الجو الذي يعزل فيه نفسه، هذا السياج الوهمي الذي يمنعه من اتخاذ أصدقاء من الرجال وناصحين من الرجال، ثم جاء ليستمتع بسماع كلامك وبالتواصل معك، نؤكد لك أن هذا ليس فيه مصلحة لك، ولا له لا في الدنيا ولا في الآخرة.
ونؤكد مرة ثانية وثالثة ورابعة أن هذه العلاقة التي تبدأ بهذه الطريقة الشيطان حاضر فيها، والشيطان هو الذي يأتي بمثل هذا الكلمات والنظريات حتى يدوم هذا الوصال بهذه الطريقة الغير صحيحة، فليس في مصلحتك، ولا في مصلحته أن تتعمق هذه العلاقة دون أن نعرف أنها يمكن أن تصل إلى نهايات، ويمكن أن يكون هناك موافقة، ويمكن أن ترضى أمه (الصعبة) بأن يتزوجك، أو يرضى به أهلك زوجًا لك، يعني هناك أشياء كثيرة جدًّا، نحن عندما نقول لا بد أن يتهيأ ولا بد أن يأتي يطرق الباب في الوقت المناسب، هذه أمور أساسية، نحن ننظر للأمور بأبعادها كلها.
لذلك مرة أخرى نؤكد لك ضرورة التوقف، ونحن نعرف أنه يعاني، وأنك ستتألمين، ولكن هذا الألم أخف ملايين المرات من الألم الذي يمكن أن يحدث في حال التهاون والتساهل في هذه العلاقة التي ليس لها من الشرع ما يؤيدها، وليس لها من العقل ما يدعو إليها، وليس لها من الحكمة ما يمكن أن يقبلها كعلاقة حتى لمجرد علاقة عامة بين الناس، حتى في بلاد الغرب أيقنوا أن مثل هذه العلاقات غير رسمية هي خصم على سعادتهم وخصم على حياتهم المستقبلية.
إذن نؤكد لك أن التوقف ضروري، وأنك ينبغي أن تقولي له: (أنا معك بالدعاء، لا مانع عندي من أن تطرق بابنا في الوقت المناسب، علينا أن نكمل دراستنا، أريد منك أن تتفوق وتشتغل بدراستك، وتكون لك رغبة في الوجود في الحياة، تكون لك علاقات، تكون لك تواصل وأصدقاء) فأنت لن تتزوجي رجلاً لا يعرف أحدًا في هذه الأرض إلا أنت، رجلاً لا يستطيع أن يتجاوز ويتفاعل مع أمه التي يدعي أنها صعبة، وما يُدرينا لعل الأم تشتد عليه؛ لأنه ُعاق، لأنه ليس له علاقات، لأنه مقصر، فأنت تنظرين للمشكلة من جانب واحد، لا تعلمين هل كلامه صحيح أم أنه يقوله ليقنعك وهو يعلم أنك حساسة جدا وتتأثرين بكلامه، ولذلك ليس من المصلحة أن تستمري في هذه العلاقة.
نؤكد لك ما قلنا، ونشكر لك هذا الحرص، ونحذركم من الاستمرار والتمادي، فإن الإنسان إذا مضى في مثل هذه العلاقة قد يأتيه خذلان، والشيطان حاضر، وكثير من الشباب والفتيات بدأوا بالتذكير بالصلاة والأذكار والتعاون، لكن كانت النهاية مؤلمة، والحياة كانت مخيفة، وما بُني على خطأ لا يمكن أن يوصل إلى الصواب وإلى الحق.
ولذلك ندعوكم إلى أن تتوقفوا، وتتوبوا إلى الله تبارك وتعالى، ثم عليه أن يتواصل مع من حوله، يتواصل معنا في الموقع، نساعده في حل المشكلات، ثم عليه أن يجتهد في دراسته وحياته، وينجح، ويجمع ما يستطيع من الأموال، ثم يطرق بابك ويقابل أهلك الأحباب، وعند ذلك نستطيع أن نعينه، والله تبارك وتعالى عند ذلك يعين الناكح الذي يريد العفاف.
نسأل الله لك وله التوفيق والسداد.