أفكار ووساوس تشككني في عقيدتي، كيف أتعامل معها؟
2013-07-09 03:19:02 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة يبلغ عمري 17 عاما، تراودني دائما أفكار تشككني في عقيدتي، أحاول كل مرة أن أردعها، لكنها لا تتوقف، هذه الوساوس تشككني في ألوهية الله، وأحاول أن أتفكر في الكون، وأقول من المستحيل أن يكون هذا الكون من دون إله، لا أدري كيف أتعامل مع هذه الأفكار عذبتني، وأخاف أن تخرجني من الملة، ودائما تأتي على شكل خواطر سريعة عن ذات الله، وذات الرسول عليه الصلاة والسلام، وهذه الوساوس تلازمني أكثر عندما أصلي، وأحيانا أقطع الصلاة بسببها، أرجو أن تقولوا لي كيف أتعامل مع هذه الوساوس؟
سؤال آخر: أريد أن أعرف كيف أخرج نفسي من حالة الخجل والخوف من القراءة أمام الأستاذ والطلاب في الصف؟ المشكلة هي أني أتلعثم في الكلام، وأشعر بسرعة في ضربات القلب عند القراءة أمام الأستاذ، وإذا سألني الأستاذ عن سؤال أسكت حتى لو كنت أعرف الجواب، وأخجل من الذهاب إلى مكتب الأستاذ، كما أني لا أعرف كيف أسأل الأستاذ عن سؤال يدور في ذهني، يعني لا أدري كيف أبدأ السؤال؟
وأريد أن أعرف كيف أحل مشكلة النوم الثقيل والاستيقاظ بسهولة؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
البنت الفاضلة/ سماح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مشكلة الوساوس القهرية معروفة جدًّا، ووساوس العقيدة كثيرة، -وإن شاء الله تعالى- هي خير؛ لأن الوساوس أصلاً تنشأ مما تعارف عليه الناس، وما اعتقدوا فيه، والوساوس الدينية كثيرة وموجودة.
الوساوس تكون بشعة جدًّا في محتواها خاصة الوساوس الفكرية هذه، وحتى صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اشتكوا من هذه الوساوس، فقد حدث أن أحد الصحابة قال للرسول -صلى الله عليه وسلم-: (لزوال السموات والأرض أحب من أن أتكلم به) وقطعًا هذا الصحابي -رضوان الله عليه- كان يُشير إلى الوسواس القهري وقبحه ونوعية الأفكار التي تراوده، طمأنه الرسول -صلى الله عليه وسلم- قائلاً: (أوجدتموه؟ ذاك صريح الإيمان).
الوسواس حين يأتي للإنسان يجب أن يعرف الإنسان أن هذا وسواس وليس حقيقة، ويبتعد بُعدًا كاملاً من تحليل هذا الوسواس ومناقشته، والبحث في تفاصيله أو محاولة مجاراته حتى يصل الإنسان إلى الحقيقة من خلال منطق معين، هذا كثيرًا ما يزيد في هذا النوع من الوساوس؛ لذا العلاج هو: أن تستعيذي بالله تعالى من الشيطان الرجيم، أن تقرئي المعوذتين، وأن تقولي للوسواس: (أنت وسواس حقير، لن أناقشك أبدًا، ولن تستدرجني بهذه الطريقة، فأنت وسواس حقير) ولا تناقشيه أكثر من ذلك.
ابعثي هذه الرسائل الإيجابية دائمًا لنفسك، وهنالك تمارين سلوكية كثيرة جدًّا: مثلاً هذا الوسواس دون أن تناقشيه اقرنيه بشيء آخر، بشيء مؤلم، شيء مرفوض، شيء قبيح، مثلاً قومي بالضرب على يدك بقوة وشدة شديدة، اضربي يدك على الطاولة حتى تحسين بالألم، هنا هذا الألم الذي يأتيك في جسدك حين تربطيه بالفكرة الوسواسية سوف تضعف الفكرة الوسواسية، كرري هذا التمرين مرات عديدة.
أطمئنك جدًّا أن الوساوس الفكرية تستجيب للعلاج الدوائي بصورة جيدة وممتازة جدًّا، لذا أرجو أن تتحدثي مع أهلك وتقولي لهم: أنك في حاجة لمقابلة الطبيب النفسي، وإن كنت في الخرطوم فهنالك الكثير من الأطباء النفسانيين المتميزين، وعلاج الوساوس القهري معروف لديهم، وبسهولة جدًّا سوف يعطوك دواء يسمى (فلوكستين) هذا ممتاز وممتاز جدا ليخفف هذه الوساوس، بل يزيلها تمامًا، وفي ذات الوقت هذا الدواء سوف يساعدك في المخاوف التي تعانين منها.
أنت لديك خجل، وهذا نسميه بالخوف الاجتماعي، وهذا يعالج بواسطة تناول الدواء الذي ذكرناه لك، أو أي دواء آخر يراه الطبيب مناسبًا، وفي ذات الوقت حقري أيضًا فكرة الخوف، وتواصلي مع زميلاتك ومع صديقاتك، ولا تتركي أي مجال للفراغ أبدًا؛ لأن الفراغ يجعل هذه الأفكار تتداخل على الإنسان وتُطبق عليه مما يسبب له الكثير من الإزعاج.
فأرجو -أيتها الفاضلة الكريمة- أن تذهبي وتقابلي الطبيب النفسي، وأؤكد لك مرة أخرى أن حالتك سوف تُعالج، والوسواس مرتبط بالمخاوف؛ لأن القلق هو العامل المشترك بينهما، الوسواس فيه قلق، المخاوف فيه قلق، وكلاهما يؤدي أيضًا إلى نوع من عدم الارتياح النفسي، لدرجة أن الإنسان قد يدخل في اكتئاب بسيط، والوساوس والمخاوف أيضًا تؤدي إلى ضعف التركيز، لكن بعد أن تتناولي العلاج الدوائي وتطبقي ما ذكرناه لك سوف تحسين -إن شاء الله- براحة وسعادة وأن هذه الأفكار قد ذهبت عنك تمامًا.
أنا أتفق معك أن الأفكار هذه سخيفة ومؤلمة، لكن إن شاء الله تعالى سوف تزول، فلا تقطعي صلاتك أبدًا، حافظي عليها دون أي تردد؛ لأن الإنسان إذا تخلى عن عباداته خوفًا من هذه الوساوس، هذا يعني أنه قد كافئ هذه الوساوس مكافئة إيجابية، وهذا هو الذي يريده الشيطان، وهذا هو الذي تريده الوساوس، فقفي وقفة قوية وصامدة، وحقري هذه الوساوس، وإن شاء الله تعالى سوف تجدين أن حياتك أصبحت طيبة وسعيدة، وليس هنالك ما يزعج أبدًا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.