كيف يمكنني تكوين صداقات والتخلص من الضعف الذي أعانيه؟
2013-07-25 02:38:57 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكلتي يا سيدي أنني شخص جبان، لربما لست جبانا، لكني أفتقد إلى عزيمة القرار، لطالما تعرضت إلى مضايقة الكثير من الناس، وطالما حاولت يائسا تجاهل ذلك، حقيقة لم أعد أقوى التحمل، لكل منا طاقة، وطاقتي قاربت على النفاذ.
منذ انتقالي للمرحلة المتوسطة صار تكوين الصداقات أشبه بالمستحيل، لا أدري السبب لعله شكلي، صوتي أو ربما شخصيتي، أكملت دراستي في المتوسطة، وعدد أصدقائي لا يتجاوز الأربعة، تسميتهم أصدقاء ضرب من المبالغة ربما.
اليوم أنا طالب في الثانوية، أصبح تشكيل الصداقات صعبا للغاية، عدد أصدقائي 6 على الرغم من أن طلاب الثانوية يتجاوز عددهم المئات.
حاولت دائما أن أكون المبادر في الحديث، لكن ثقتي معدومة، أخاف أن يسخروا من صوتي، ستتساءل يا سيدي: ما خطب صوتك؟ سأجيبك يا سيدي: ما المسؤول أدرى من السائل؟ لا أدري ما خطب صوتي ولا شكلي، ولا حتى شخصيتي!
والذي نفسي بيده، أني شخص مخلص، قولي هذا ليس من باب المجاملة ولا الغرور، لكن ورب العزة أنني مستعد لأقدم أي شيء حتى أحصل على أصدقاء حقيقيين.
ابتعادا عن مشكلة تكوين الصداقات، كيف لي أن أتخلص من مضايقة الناس لي؟ يستمرون بمضايقتي ونعتي بأسوأ الصفات؛ لأنني شخص جبان لا أعرف كيف أتصرف، أستمر بالتجاهل كأني لم أسمع شيئا، ليس لدي الجرأة حتى لأرى وجه الشخص الذي شتمني.
لربما انت الآن، تعلو وجهك ملامح من خيبة الأمل والاشمئزاز من شخصيتي، حتى أنا نفسي أكره شخصي وضعفي، ليس لي عذر لأمنعك!
جزاك الله خيراً أتمنى منك المساعدة، فموضوع كهذا أخجل أن أفتتحه وأقرب الناس إلي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ akram حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فربما النظرة السلبية والاعتقاد الخاطئ عن نفسك هو سبب مشكلتك، والعلاج يبدأ بتغيير هذه النظرةعن نفسك.
أنت مؤكد لك صفات طيبة وحميدة، ربما لا تكون عند كثير من الناس، والعبرة ليست بكثرة الأصدقاء، وإنما بمن تصادق، وقد قال الشاعر:
ما أكثر الإخوان حين تعدهم ولكنهم في النائبات قليل
فقلة الأصدقاء لا تعني أنك ضعيف أو جبان؛ فهذا مفهوم خاطئ، رب صديق واحد تجد فيه كل ما تحتاجه من ينابيع الصداقة والأخوة، فاتصف أنت بالصفات الحميدة يلتف الناس حولك, فبادر بإفشاء السلام وإعانة ومساعدة الآخرين واحترامهم وتقديم الهدايا لهم ولو بالقليل، والثناء على أفعالهم وشكرهم إذا استحقوا ذلك، وكن كعود الصندل يزيده الإحراق طيباً، ولا تنزل إلى مستوى السفهاء؛ فإنهم يقللون من قدرك ومكانتك.
اقتد بسيرة المصطفى- صلى الله عليه وسلم- وسيرة صحابته، واقرأ عن سيرة العلماء وتشبه بهم؛ فإن التشبه بالرجال فلاح.
والله الموفق.