الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبده حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأشكرك على رسالتك هذه، وهي واضحة ومرتبة ومنظمة جدًّا، وباطلاعي على تفاصيلها أستطيع أن أقول لك: إن أعراضك هي: أعراض قلقية مع شيء من الوساوس، ويظهر أن شخصيتك أيضًا سريعة الانفعال، وهذا كله ترتب عليه قطعًا شعورك بشيء من الكدر أو عدم الارتياح.
هذه الحالات -أيها الفاضل الكريم– في مجملها لا نعتبرها أمراضًا نفسية حقيقية، إنما هي ظواهر لكنها تستحق الانتباه وتستحق المعالجة.
أولاً: -أيها الفاضل الكريم– أريدك أن تقوم بعمل فحوصات طبية عامة، هذه القاعدة قاعدة طبية ذهبية رصينة مهمة؛ لنتأكد من أن كل شيء سليم فيما يخص أجهزتك الجسدية المختلفة.
النقطة الثانية: أرجو أن تكون معبرًا عن ذاتك وتتجنب الكتمان؛ لأن الكتمان يؤدي إلى الاحتقان الداخلي، والاحتقان الداخلي يؤدي إلى الغضب وسرعة الانفعال.
ثالثًا: أرجو أن تطبق وتطلع على ما ورد في السنة المطهرة من علاج الغضب (
276143 -
268830 -
226699 -
268701)، وأنا أقول لك من جانبي: لا تغضب، لا تغضب، لا تغضب، كما أرشدنا الرسول -صلى الله عليه وسلم–وتعلم الصبر، الصبر قيمة عظيمة جدًّا، وحين تأتيك مشاعر الغضب الأولى يجب أن تُكثر من الاستغفار، وأن تغير مكانك، وأن تغير وضعك، وأن تتفل ثلاثًا على شقك الأيسر، وأرجو أن تجرب ولو مرة واحدة أن تُطفئ نار الغضب من خلال الوضوء وتصلي ركعتين.
نحن نحتم على هذا العلاج السلوكي النبوي العظيم، وفائدته معروفة وملموسة، ومن طبقه مرة أو مرتين وجد أن مجرد تذكره دون تطبيقه يعود على الإنسان بفائدة علاجية عظيمة جدًّا لإجهاض الغضب.
رابعًا: أريدك أن تتصور نفسك في مكان الشخص الذي انفعلت أمامه أو غضبت عليه، ضع نفسك في مكانه -أيها الفاضل الكريم– ضع هذا التصور النفسي المعرفي، وقطعًا سوف يعود عليك بفائدة كبيرة مما يترتب عليه تحكمك في مشاعرك.
خامسًا: من المهم جدًّا ومن الضروري جدًّا أن تمارس الرياضة، الرياضة نعتبرها قيمة علاجية عظيمة لمثل هذه الحالات، ويجب أن تكون البرامج الرياضية برامج علمية مرتبة ومنظمة وذات استمرارية.
أريدك أيضًا أن تطبق تمارين الاسترخاء، وذلك من خلال رجوعك إلى استشارة بإسلام ويب تحت رقم (
2136015).
العلاج الدوائي أعتقد أنه مطلوب في حالتك، وهنالك أدوية كثيرة جدًّا مفيدة ومفيدة جدًّا، أنت لم تذكر عمرك، إذا كان عمرك أكثر من عشرين عامًا فتناول الدواء، أما إذا كان أقل من ذلك فلا تتناول الدواء، ويفضل أن تراجع طبيبًا.
الدواء الذي أصفه لك يعرف باسم (سولبيريد Sulpiride) ويسمّى تجاريًا (دوجماتيل Dogmatil)، والجرعة المطلوبة هي: كبسولة واحدة، تتناولها ليلاً، وقوة الكبسولة خمسين مليجرامًا، استمر عليها لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها كبسولة صباحًا ومساءً، واستمر عليها لمدة شهرين، ثم كبسولة واحدة في الصباح لمدة شهر، ثم توقف عن الدواء.
وهنالك دواء آخر يعرف باسم (ريميرون Remeron) واسمه العلمي (ميرتازابين Mirtazapine) وهو في المقام الأول أحد مضادات الاكتئاب لكنه يحس المزاج، يزيل القلق، ويحسن النوم، وغير إدماني، وغير تعودي، الجرعة المطلوبة هي خمسة عشر مليجرامًا -أي نصف حبة فقط– تتناولها ليلاً ساعتين قبل النوم، استمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.
الإرشاد النفسي الأكيد والذي نحتم عليه دائمًا –وهذا ينطبق علينا جميعًا– أن نكون فعّالين، أن ندير وقتنا بصورة صحيحة، أن تكون لنا آمال في هذه الحياة وأهداف نسعى لتحقيقها، الإنسان يجب ألا يعيش حياة تعمها الفوضى وعدم الترتيب، هذا ليس بالجيد، تقوى الله والصحبة الطيبة نراها أمرًا ضروريًا، الحياة الصحية من حيث النوم المبكر، ممارسة الرياضة –كما ذكرنا– والتوازن الغذائي... هذه كلها تعود -إن شاء الله تعالى– عليك بالصحة والعافية.
فيما يخص موضوع السحر: السحر حق وهو موجود، لكن الله خير حافظا والله سيُبطله، فحصّن نفسك، وحافظ على أذكارك وتقواك لله تعالى، واستشف بكلام الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم عند الرقاة الموثوقين والمتبعين للسنة، وابتعد عن الدجالين والمشعوذين.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.