الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
هذه غالبًا تكون عادة مكتسبة، يعني أنها ليست ناتجة من مرض عضوي، والذين تأتيهم أو يعانون من مثل هذه الظواهر، غالبًا يكون لديهم حساسية نفسية وقلق بصورة مضخمة ومجسمة جدًّا، بمعنى آخر: أنك حساسة نحو هذا الموضوع، نعم قد يكون هناك صوت عند البلع، لكن ليس بالشدة والقوة التي تتصورينها، هذا مهم جدًّا، ويجب أن تستوعبي هذه النقطة، وهي نقطة علاجية ضرورية وأساسية، لذا وددت أن أبدأ بها، بمعنى: أن تتجاهلي الأمر وتسعي لذلك، أعرفُ أنه يسبب لك بعض الحرج، لكن الاشتغال به ومراقبته، هذا سوف يجعلك تحسين بأنه فعلاً يوجد صوت، نعم الصوت قد يكون موجودًا، لكن ليس بالعلو الذي تستشعرينه أنت، لذا التجاهل -كما اتفق علماء النفس- يعتبر شيئًا أساسيًا.
النقطة الأخرى هي: أن تتدربي على تمارين الاسترخاء، في بعض الأحيان تكون عضلات الرقبة والحلق مشدودة بعض الشيء، لذا قد تؤدي إلى الشعور بهذا الصوت عند البلع، وهذا قطعًا يعالج من خلال تمارين الاسترخاء، هنالك تمارين للتنفس التدرجي، وهنالك تمارين لانقباض العضلات وشدتها ثم استرخائها، وبهذه المناسبة موقعنا أعد استشارة تحت رقم (
2136015)، أرجو أن ترجعي إليها، وتطلعي على كل تفاصيلها وتطبقيها بحذافيرها، ولا تستعجلي النتائج، لأن الفائدة الحقيقية لتمارين الاسترخاء تأتي بعد أن يستمر عليها الإنسان لفترة معقولة، لا تقل عن أسبوعين أو ثلاثة.
أريدك أيضًا أن تواصلي حفظ القرآن الكريم، ويمكن أن تستفيدي من الأخت الداعية التي تقوم بتدريسكم في التأكد من مخارج الحروف، والتدرب على ذلك بصورة متقنة، هذا يساعدك في أن تكون عضلات الحلق مسترخية، وفي نفس الوقت تكون لك علاقة إيجابية بين التنفس والبلع والكلام، هذه الثلاثة متناسقة ومترابطة جدًّا، لكن في بعض الأحيان قد يختل هذا التناسق مما يؤدي إلى علة هنا أو هناك، فواصلي حفظ القرآن، بل على العكس تمامًا ركزي على التجويد، وكما ذكرت لك: مخارج الحروف، وهذا سوف يعتبر علاجًا أساسيًا بالنسبة لك.
ليس هنالك ما يدعوك للحزن -أيتها الفاضلة الكريمة–، وكما أكدت لك أعتقد أن مشاعرك الحساسة والمرهفة، هي التي جعلتك تتحسسين حول هذا الموضوع، لا أحد يُعلق عليك تعليقًا سخيفًا، لكن أتفق معك يجب أن تتخلصي منها، وأعتقد من خلال ما ذكرته لك يمكنك الاستفادة كثيرًا.
هنالك دواء جيد يساعد في إزالة هذا القلق الوسواسي، وما يتبعه من مشاعر جسدية سلبية، إذا كان عمرك أكثر من عشرين عامًا تناولي الدواء، يعرف باسم (فافرين) واسمه العلمي (فلوفكسمين)، الجرعة صغيرة جدًّا، خمسين مليجرامًا فقط -حبة واحدة- يتم تناولها ليلاً بعد الأكل لمدة ثلاثة أشهر، ثم تناوليها بمعدل خمسين مليجرامًا يومًا بعد يوم لمدة شهر، وبعد ذلك توقفي عن العلاج الدوائي.
مهم جدًّا أن تصرفي انتباهك أيضًا عن هذا الذي تعانين منه، وصرف الانتباه يكون من خلال: التفكير الإيجابي، وحسن إدارة الوقت، وأن يضع الإنسان أهدافًا ويضع آليات توصله لهذه الأهداف، ويكون حريصًا على التطبيق والسعي نحو التميز.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والشفاء، وكل عام وأنتم بخير، ونشكرك على الثقة في إسلام ويب.