أختي الصغيرة عنيدة وكثيرة الحركة وتضحك بدون سبب!
2013-09-02 05:30:10 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أختي عمرها أربع سنوات، عنيدةٌ جداً، وعصبية، تتكلم بكلامٍ غير مفهوم إلا كلماتٍ بسيطة تعلمتها من طيور الجنة، لكنها تنطقها بوضوح، وعندما نتحدث إليها لا تتجاوب معنا، وكأننا لا نتحدث لأحد، لكنها عندما تسمع إعلاناً تلفزيونياً أو أنشودةً تأتي من بعيد، وفي بعض الأحيان تضع يديها على أذنيها عندما تسمع أصواتاً عالية.
هي كثيرة الحركة، وتضحك أحياناً بدون سبب، وتحب أن تمسك بالعلب الفارغة والمملوءة أياً كانت، وعندما نذهبُ لمكانٍ غريب، تريد أن تستكشفه، وتكره أن يمسكها أحد أو يقفل عليها الباب.
عندما كان عمرها سنة كانت تنادي أسماءنا، وتسمع كلامنا، فمثلاً أقول لها: "خذي السفرة واذهبي بها" فتفعل، لكن بعد ذلك دخلت أمي المستشفى، وبقيت فيه مدة شهرين، وكانت أختي تمسك ملابس أمي وتنام عليها، وبعض الأحيان تصحو من النوم تبكي، وبعض الأحيان تبكي وهي نائمة، وأصبح عندها خوفٌ شديد، وعندما خرجت أمي من المستشفى أصبحت حالتها هكذا.
ما هي أسباب حالتها؟ وما هو العلاج؟ علماً بأنها الآن تستخدم فيتامين أوميقا 3، وبدون استشارة طبية.
سوف نعرضها للطبيب بعد العيد إن شاء الله، ولكن نريد معرفه أي قسم يتوجب علينا عرض حالتها عليه؟ وعذراً على الإطالة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أشكرك على حسن اهتمامك بأمر ٍأختك، ونسأل الله تعالى لها العافية.
هنالك عدة أعراض تُعاني منها -هذه الصغيرة–، منها: كثرة الحركة، وربما شيءٌ من العناد، لكن لا أرى أنها تُعاني من أعراض التوحد أو الذواتية؛ حيث إنها تتفاعل اجتماعيًا، لكن بطريقتها الخاصة.
الضحك من الطفل لوحده ليس قضيةً كبيرة؛ لأن الحقيقة قد تختلط بالخيال لدى الطفل، مما يُضحكه في بعض الأحيان.
تمسكها بملابس الوالدة حين كانت الوالدة بالمستشفى هذا قطعًا تعويضٌ عما يمكن أن نسميه بالحرمان الوجداني المؤقت، ويُعرف أن فراق الأم مؤلم جدًّا من الناحية النفسية بالنسبة للصغار.
هذه الطفلة ربما تكون تمر بمراحل تطورية عادية، لكن في ذات الوقت يجب أن نكون حريصين؛ لأنها في عمرٍ حرج من حيث التطور التلقائي لمقدراتها، ولذا أرى أن عرضها على مختص ربما أفضل، فاعرضوها على طبيبٍ مختصٍ بالأطفال، وأنا متأكد أنكم سوف تجدون منه كل رعاية وتوجيه.
لا بد أن يتم اختبارات لذكائها ومقدراتها المعرفية، وكذلك إفراط الحركة لديها، فكلا الأمرين مهمٌ وضروري، ولا يمكن تحديده إلا من خلال التواصل مع المختص.
هنالك إرشادات عامة في مثل هذه الحالات تُساعد في تأهيل الطفل تأهيلاً إيجابيًا، فعلى سبيل المثال: من الضروري أن نعطيها الفرصة لتلعب مع الأطفال؛ لأن الطفل يتعلم من الطفل، كما أننا يجب أن نُكثر من المردود الإيجابي، وذلك من خلال تحفيزها وتشجيعها، والضحك معها، واللعب معها، ويا حبذا لو قمتم بالنزول إلى مستواها العمري والفكري، وتمت ملاعبتها ومداعبتها على هذا الأساس؛ هذا يُفرح الطفل جدًّا ويطمئنه، والطفل الذي يخاف كثيرًا هو طفلٌ غير مطمئن لمحيطه، وغير مطمئن لذاته، واللعب هو من الوسائل الممتازة جدًّا التي تطمئن الطفل، والتي تزيد من مداركه ومقدراته، وقد أصبح العلاج باللعب أحد العلوم السلوكية المطلوبة جدًّا في حياة كثير من الأطفال.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.