الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الإله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
جملة الأعراض التي تعاني منها وهي: حب تجنب الآخرين، والانعزال، والخوف عند المواجهات، والمشاعر السلبية حول الآخرين وأنهم يكرهونك، هذا كله نوع من القلق الاجتماعي البسيط، أنت لا تكره الناس بطبيعتك، لكن الذي يحدث لك هو أن بعض المخاوف قد تولدت لديك، وهذه المخاوف ربما تكون اكتسبتها من موقف سلبي معين، ولذا أصبحت تتجنب المواجهات والمناسبات الاجتماعية.
لفت نظري حقًّا: موضوع أنك حين ترد على الجوال على شخص اتصل بك مسبقًا تحس بتزايد في ضربات قلبك وتوتر، وهذا ناتج من القلق الذي تتوقعه، وهذا أيضًا جزءً من المخاوف الاجتماعية.
حالتك بسيطة -أيها الفاضل الكريم– أرجو أن تتبع الآتي:
1) تذكر أن الإنسان بطبعه مخلوق اجتماعي جدًّا، ويجب أن يكون اجتماعيًا.
2) لا تفكر أبدًا بأنك أقل من الآخرين؛ حيث إنك لست كذلك.
3) تطبيق بعض أنواع التواصل الاجتماعي التي سوف تعود عليك بفائدة كبيرة، وأهم تواصل اجتماعي حقيقي يفيدك في حل هذه المشكلة ولك الثواب العظيم -إن شاء الله تعالى– هو: أن تحرص على صلاة الجماعة في المسجد؛ لأن صلاة الجماعة تجتمع فيها مع الناس، وتجتمع فيها مع الصالحين من الناس، وكثيرًا من الذين يعانون من الخوف الاجتماعي عالجوا أنفسهم من خلال صلاة الجماعة، وبعد أن تنقضي الصلاة قطعًا في بعض الأوقات سوف تجد من تتحدث معه من الإخوة المصلين، أن تحيِّيه، تناقش مواضيع معينة... هذا كله يتم في جو رحب وسليم ومطمئن، وهذا يحسن الدافعية الاجتماعية.
4) عليك أيضًا بممارسة أي رياضة ذات طابع جماعي مثل: كرة القدم.
5) استفد من محيطك في العمل أو في الدراسة، وذلك من خلال التفاعل مع الآخرين، وأن تطور مهاراتك التخاطبية: أن تنظر إلى الناس في وجوههم، أن تقابل الناس ببشاشة، أن تحيِّ تحية الإسلام بصورة جيدة وفاعلة... هذا كله تواصل اجتماعي كبير.
6) وحتى في داخل المنزل يجب أن يكون لك وجود، يجب أن تكون لك مشاركات ومساهمات في كل ما يفيد الأسرة، هذا أيضًا نوع من التواصل.
7) يجب أن تفرض على نفسك أنك لا بد أن تذهب إلى الواجبات، الواجبات الاجتماعية مهمة وضرورية، مشاركة الناس أفراحهم، تذكر أهمية تلبية الدعوة، تذكر أهمية أن تزور المرضى، تذكر عظمة أن تمشي في الجنائز، وطبق ذلك -أيها الفاضل الكريم– هذا تواصل اجتماعي جميل وطيب ومهم جدًّا.
8) يجب أن تتدرب على كيفية الاسترخاء، وذلك من خلال تطبيق تمارين التنفس التدرجي، وقبض وفك العضلات التدرجي، وللتدرب على هذه التمارين اطلع على استشارة لموقعنا تحت رقم (
2136015) سوف تجد بها بعض الإرشادات التي سوف تفيدك.
9) أتفق معك أن العلاج الدوائي سوف يفيدك جدًّا، وهنالك دواء يعرف باسم (لسترال/زولفت/سيرترالين) وهو متوفر في المملكة العربية السعودية، وأعتقد أنه يمكن الحصول عليه دون وصفة، لكن إن كان لا بد من وصفة فإذا ذهبت إلى أي طبيب –حتى الطبيب العمومي– وذكرت له أنك تعاني نوعًا من الخوف الاجتماعي البسيط وقد نُصحتَ بهذا الدواء، لا أعتقد أن أحدًا سوف يردك.
الجرعة التي تحتاجها هي جرعة صغيرة جدًّا، وهي: أن تبدأ بنصف حبة –أي خمسة وعشرين مليجرامًا– تناولها ليلاً لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة، واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم اجعلها نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول هذا الدواء.
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع استشارات إسلام ويب.