ما هي أحسن منهجية لطلب العلم الشرعي؟
2013-09-05 04:46:08 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
في البداية أود أن أشكركم على الجهد الذي تبذلونه في خدمة الإسلام والمسلمين، عبر هذا الموقع وخدماته.
أود أن أبدأ بطلب العلم، وقد وضعت لنفسي منهجاً أسير عليه، ولكن تحيرت في بعض نقاط سأذكرها لكم.
أنا أسكن في منطقة حدودية، ولا يوجد شيوخ هناك، لذلك قررت الاعتماد على الشروح المسجلة، لكن لا أدري هل الدروس الصوتية أفضل بحيث أجعل المكتوبة للمراجعة أم المكتوبة؟
خطتي الدراسية أن أحفظ خمسة أحاديث يومياً مع قراءة شرح مختصر لها، ثم أقرأ تفسير ثلاث صفحات من القرآن، ثم أدرس متن اليوم، فأستمع إلى درس واحد فقط وأضبطه وأحفظه، ثم أراجعه مع ما حفظت من الأحاديث في اليوم التالي، ونهاية كل أسبوع أراجع ما حفظ، فهل هذا القدر جيد أم قليل؟ وهل هناك ما يجب علي مراعاته أثناء الدراسة؟
فما هو أفضل شرح صوتي لتحفة الأطفال؟
أنا أميل في دراسة التفسير إلى تفسير السعدي، ولكن أرى معظم المنهجيات ترشح التفسير الميسر، ورغم أنه تفسير سهل ومفيد، إلا أن تفسير السعدي أوسع منه، ولا يقتصر على المعنى فقط، وأيضاً إن أردت معرفة العلاقة بين الآية وخاتمتها لن أستفيد من التفسير الميسر، فما الأفضل لي؟
هل بلوغ المرام يشمل جميع أحاديث عمدة الأحكام؟ وإن كان كذلك هل أدرسه مباشرة بعد الأربعين النووية؟ البعض يقول إن دراسة البلوغ تكون بعد العمدة لأن في البلوغ أحاديث ضعيفة، فهل الصعوبة تكمن هنا فقط؟ وهل أنا بحاجة إلى حفظ من أخرج الحديث؟ وما هو أفضل شرح مختصر له؟
من أكثر العلوم التي تحيرت في وضع منهجيتها علم العقيدة؛ لأني لا أعرف متناً يضع أصول هذا العلم كاملاً، وإنما يركز كل متن على جانب معين، ولكني اخترت دراسة الأصول الثلاثة ثم القواعد الأربع ثم كتاب التوحيد للمرحلة الأولى، بحيث أركز في هذه المرحلة على توحيد العبادة، ثم أدرس عقيدة الأسماء والصفات في الواسطية والحموية في المرحلة الثانية، ثم أدرس الغيبيات بلمعة الاعتقاد، فهل هذه المنهجية مناسبة؟
هل ستمر بي القواعد الفقهية أثناء دراستي لزاد المستقنع؟ وهل هذا يغنيني عن دراسة منظومة القواعد الفقهية للسعدي؟
في مصطلح الحديث اخترت دراسة نخبة الفكر، وأنا أود أن أدرس النزهة معها، لكن ما هو أفضل وأوضح شرح للنزهة؟ وهل شرح العلامة ابن عثيمين المكون من ستة عشر شريطاً للنزهة أم للنخبة؟
وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نرحب بك ابننا الكريم في الموقع، ونشكر لك هذا الحرص على الخير، وهنيئًا لك بهذه الرغبة في طلب العلم، فإن العلم هو أول مطلوب، قال العظيم في كتابه: {فاعلم أنه لا إله إلا الله} وثانِيه {واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات} وبوّب البخاري (باب العلم قبل القول والعمل).
قد أحسنت في متابعة هذه الدروس وفي المنهجية التي وضعتها، ونحن نعتقد أن السماع أفيد من القراءة وأوسع، لأن الشيخ يشرح ويتوقف ويناقش ويحاور، وأرجو أن تعتمد شروحات الشيخ ابن عثيمين – رحمة الله عليه – لما فيها من ميزات كبيرة جدًّا في الشرح في ربط قواعد المسائل بأصولها وبفروعها، وفي بساطة ذلك الشرح، وفي توسع الشيخ في شرح تلك المسائل.
نعتقد أن أفضل الشروح (زاد المستقنع) وأفضل الشروح لبلوغ المرام هو شرح العمدة، وشرح الشيخ البسام، وغير ذلك من الشروح، وإذا كنت تتابع المشايخ فنحن نرى أن المنهجية الموضوعة مناسبة، ونعتقد أنك أيضًا ينبغي أن تنوي أو تخطط مستقبلاً للالتقاء بالمشايخ والأخذ عنهم، أو على الأقل تسافر للمدن لتعرض ما فهمته من هذه الكتب على المشايخ الذين درسوها، ويناقشونك في بعض المسائل، حتى يُدركوا إلى أي مدى أنت استوعبت هذه الدروس، وبعد ذلك يمكن أيضًا تبحث عن طلاب العلم، فستجد طلاب علم في مسألة المدارسة والمذاكرة الخاصة بينكم.
نسأل الله أن يزيدك حرصًا وخيرًا، وأن يلهمك السداد والرشاد، ونؤكد لك أن دراسة العقيدة لصالح آل الشيخ من الأهمية بمكان، ثم بعد ذلك تأتي مرحلة دراسة الواسطية واللُّمعة وغيرهما من شرح الشيخ ابن عثيمين – رحمة الله عليه – وكذلك (القواعد المثلى في شرح أسماء الله الحسنى) وغيرها مما تركه الشيخ من تراث عظيم جدًّا.
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد، ونشكر لك هذا الحرص على التواصل مع الموقع، ونسأل الله لنا ولك الهداية والثبات.