الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Nisreen حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.
الحمد لله أولاً على الهداية والطاعة، والحمد لله أنك ما زلت مكافحة ومناضلة ومقاومة لكل الوساوس والإحباطات، هكذا حال المؤمن في هذه الدنيا، امتحانات وابتلاءات، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم، وكما جاء في الحديث عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه –رضي الله عنهما- قال: (قلت: يا رسول الله أي الناس أشد بلاء؟ قال: الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه) الحديث وفيه: (حتى يمشي على الأرض وما عليه خطيئة) أخرجه الحاكم من رواية العلاء بن المسيب عن مصعب أيضاً، وقال تعالى: {الم*أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ} (العنكبوت: 1-2).
ولذلك نقول لك -أختي الكريمة-: أنت في مجاهدة مستمرة خاصة في بلد الغربة، فلا تستسلمي، فحاولي تغيير التفكير السلبي والنظرة التشاؤمية لما حولك، وللحوادث التي تحدث لك، فانظري للجانب المشرق وتفاءلى دائماً وتذكري {إن مع العسر يسرا}، وأن كل شيء بيد الله وهو المعطي وهو المعين، وعنده خزائن السموات والأرض وهو الرازق للصحة والعافية، وهو الرازق للعلم والمعرفة، وهو الرازق للمال والسعادة، لذلك علينا أن نعمل بالأسباب أولاً، ثم نلح في الطلب من المولى عزّ وجلّ ولا نيأس، فالدعاء إما أن يُستجاب، أو يرفع بلاء أو يُدخر.
ونقول لك -أختي الكريمة-: برك وطاعتك لوالديك هما مفتاح سعادتك في الدنيا والآخرة، فصبرك على ردود أفعالهم فيه خير كثير -إن شاء الله-، وهذا في حد ذاته امتحان واختبار فلا بد من التفكير في اجتيازه.
أما موضوع العزلة فنقول لك: الحاجة أمّ الاختراع، فحاولي البحث عن المراكز الإسلامية في ذاك البلد واتصلي بهم، وتعرفي برامجهم ونشاطاتهم، وماهي الأعمال التطوعية التي يمكن أن تشاركي فيها؟ فربما يفيدك هذا في القضاء على العزلة، ويتيح لك فرصة للتعارف وتكوين الصداقات مع الصالحات -إن شاء الله-.
أما ما رأيته في المنام، فأنقل إليك هدي الني -صلى الله عليه وسلم- في التعامل مع الرؤيا والحلم الموجود في الفتوى رقم (
936) في موقع الشبكة الإسلامية، وهي:
"اعلم وفقك الله تعالى لما فيه الخير أن الرؤيا تسر ولا تضر -إن شاء الله تعالى-، فإذا رأيت أمرا ما تكرهه، فإن عليك ألا تحدث به أحدا، وتستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وتتفل عن يسارك ثلاث مرات، وإذا رأيت ما تحب فحدث به من تحب، لما روي البخاري في صحيحه عن أبي قتادة -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "الرؤيا الصالحة من الله، والحلم من الشيطان، فإذا حلم أحدكم حلماً يخافه فليبصق عن يساره، وليتعوذ بالله من شرها فإنها لا تضره" وروى أحمد في مسنده عن أبي سعيد -رضي الله عنه- أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إذا رأى أحدكم الرؤيا يحبها فإنما هي من الله، فليحمد الله عليها وليحدث بها، فإذا رأى غير ذلك مما يكره فإنما هي من الشيطان، فليستعذ بالله من شرها ولا يذكرها لأحد فإنها لا تضره."
وفقك الله وسدد خطاك.