هل أقبل بالرجوع لرجل طلقني بلا سبب؟
2013-10-22 03:21:50 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
تقدم لخطبتي رجل يكبرني بعشر سنوات، وسألوا أهلي عنه، وعلموا أن زيجاته لا تستمر أكثر من أربعة أيام، ومع ذلك تمت الموافقة وتزوجته.
قبل الزواج كان يتحدث معي طبيعي، وبعد الزواج تغير، لم يعد يتكلم ولا يضحك، وتغيره من أول ليلة معي.
كنت أشعر بالغثيان وقت الجماع، وهو يشعر بألم في الكلى، وبعد أربعة أيام انفصلنا.
هو إنسان هادئ، وكانت تصرفاته عادية جداً، رغم أنه داوم من أول يوم زواج، وكان قد أخذ الإجازة لمدة شهر، ولم يكن يأكل بالبيت إلا مرة واحدة، ثم ادعى أنه سيسافر ويجب علي الاتصال بأخي ليأخذني لبيت أهلي.
لم يقابل أحدا من أهلي لبيان سبب الانفصال، ولم يوضح الأمر، واكتفى بإرسال رسالة لأخي يخبره بانتهاء العلاقة بيننا، رغم ادعائه بأنه مقتنع باختياره لي.
وبعد خمسة شهور أرسل رسائل يقول فيها أنه نادم على فعلته، وأنه سيعوضني عما حدث، وطلب مني أن أكلمه ولكني رفضت الرد عليه رغم استمراره بالاتصال.
بعد ثلاثة أشهر، أجبت على اتصاله مرتين، بالأولى لم يكن كلامه واضحاً, ولم أفهم ما يريده، وبالمرة الثانية اعترف بخطئه وأغلق الخط.
أصبحت أشك بالأمر إن كان هو المتصل أم شخص آخر.
سؤالي: بماذا تنصحوني؟ وكيف أتصرف حيال هذه المشكلة؟
جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ن . و حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك - ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يعوضك خيرًا، ونشكر لك هذا الاتزان وحسن العرض لهذه الاستشارة، وهذا الهدوء الذي يتضح عليك والنضج في عرض المشكلة، ولعل هذا النجاح هو الذي جعله يندم على فراقك ويفكر في الرجوع إليك، ولكننا لا نؤيد فكرة الرجوع، ولا نؤيد التجاوب معه إلا إذا جاء إلى داركم من الباب وقدم اعتذارًا واضحًا، وبيَّن أسباب ما حصل، إلا بعد أن تسألوا عنه أكثر وأكثر حتى يزول هذا الغموض.
ونحن نحب أن ننبه أولياء البنات بأنهم مسؤولون أمام الله - تبارك وتعالى-، لأن الخطاب يتوجه إليهم (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه – دينه وأمانته – فزوجوه) فلا بد عندما يأتي الخاطب لأي فتاة – أختًا كانت أو بنتًا – لا بد من أوليائها أن يسألوا عن الشاب، يسألوا عن الإنسان المتقدم، يتعرفوا عليه، يسألوا في مكان العمل، يسألوا أصدقائه، يبحثوا عن تاريخه، يسألوا في المسجد المجاور لمنزله هل هو من روّاده، لأن هذه أمور كاشفة وأمور أساسية، والشريعة تهتم بهذا الجانب غاية الاهتمام، لدرجة أنها تُبيح للإنسان أن يغتاب في مثل هذه الأحوال، أن يذكر العيوب، يقول (فيه كذا) يقول في البداية (ابتعدوا عنه) فإذا أصروا وسألوا لماذا؟ يقول: (فلان فيه كذا وفيه كذا، خير لكم تتركوه) يُبيّن، وهذا واجب من الناحية الشرعية، وتعتبر من المواطن التي تُستثنى فيها الغيبة، لأن المستشار مؤتمن.
ولكن بعض أولياء البنات يتساهلون في هذه المسألة، ويكفي أنهم يسمعون كلامًا من أي أحد، ويحكموا على الإنسان من جلسة واحدة، أو من مظهره، أو من بعض التصرفات، وهذه أمور نحتاج أن نقف عندها طويلاً، ومع ذلك فإنا نعتقد أنك - ولله الحمد- خرجت بطريقة سهلة مُيسّرة وفي بداية المشوار، ولم تتورطي معه في حياة تكون لها نتائج، فقد لا يتحمل بعض المسؤوليات، ونسأل الله - تبارك وتعالى- أن يعوضك خيرًا، وإذا أراد أن يعوضك خيرًا أو يعوضك عن هذا الألم الذي حدث لك فعليه أن يتواصل مع محارمك، ونسأل الله - تبارك وتعالى- لنا ولكم التوفيق والسداد.
ونحب أن نؤكد أن عدم التواصل معه هو الذي يُشجعه على أن يتقدم خطوة، بخلاف تقديم التنازلات والكلام معه، لأنه أصبح خارجًا من دائرة المحرمية بالنسبة لك، وعليه إذا أراد أن يطلبك بطريقة رسمية، ولن يستطيع أن يردك إذا انتهت مدة العدة إلا بعقد جديد وبمهر جديد، أما إذا كان في داخل فترة العدة فبإمكانه أن يرجع إليك، لأن الفرصة لاتزال أمامه، وعلى كل حال فإنا نريد قبل الرجوع أن تتثبتوا من كثير من الأمور، وأن تدخلي حياتك الجديدة أو تعودي إليه على بيّنة ووضوح تام ومعرفة تامة، حتى لا تفاجئين بمثل هذه الأمور التي اتضحت لك – وبكل أسف – في وقت متأخر جدًّا، وإلا كيف يزوج الأخت والبنت من رجل لم يجلس مع أي امرأة أكثر من أربعة أيام كما ورد في السؤال.
نسأل الله - تبارك وتعالى- أن يعينك على الخير، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يهيئ لك من أمرك رشدًا، هو ولي ذلك والقادر عليه.