بعد وفاة شقيقتي الصغرى أصبت بالخوف من الجن
2013-11-08 22:00:14 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة وبركاته ..
أنا فتاة بعمر 16 سنة، منذ 7 أشهر توفيت أختي التي تصغرني، وكنت أهمل كثيراً من الأشياء الدينية، وبعد شهرين تقريباً بدأت أتوجه لله الذي فطر السموات والأرض، وأحافظ على صلواتي، أعاني من مشكلة الخوف من الجن، يعني كلما عملت شيئاً خفت أن هناك جنيا سوف يتلبسني، حتى إذا ضربت الأرض بليل أو صرخت أخاف، وأفكر دائماً، وعندما أصلي صلاة الوتر في الثلث الأخير من الليل أشعر بالخوف، رغم أني أحصن نفسي بأذكار الصباح والمساء، وقبل التوبة لم أكن أفكر بهذه الأفكار، فهل أعاني من حالة نفسية أو الوسوسة -لا قدر الله-؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ marooom حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله تعالى لأختك الرحمة والمغفرة، وعليك بالصبر الجميل، لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى، فلتصبري ولتحتسبي.
قطعًا نحن سعداء جدًّا بحسن توجهك وعزيمتك القوية في الالتزام بدينك، ونسأل الله تعالى لك التثبيت والقبول لنا جميعًا.
المخاوف لها عدة أنواع، والخوف من المجهول هو أحد المخاوف الشائعة جدًّا، والمجهول يكون مرتبطًا أحيانًا بعالم الغيبيات، الخوف من الجن شائع جدًّا في مجتمعاتنا، وذلك لأن الناس لا تلتزم بالثوابت حول الجن، إنما هنالك الكثير من الإضافات والقصص الخيالية والمسميات الخاطئة، وهذا قطعًا يجعل الإنسان أو بعض الناس في حالة من الفضول والتشوق، والمهابة والبحث لمعرفة تفاصيل أكثر عن عالم الجن، وهنا تختلط الحقائق بالخرافات وأمور الشعوذة، مما يجعل الناس في مثل عمرك –أي عمر التكوين النفسي والوجداني– في حيرة، وربما تحدث مخاوف كما حدث لك.
أنت حالتك ليست حالة نفسية، وليست وسواسية في ذات الوقت، هي ظاهرة مخاوف قائمة على موروثاتنا الاجتماعية التي فيها الكثير من الأخطاء، وهذا النوع من الخوف يتخلص منه الإنسان بمعرفة الحقائق الشرعية الثابتة حول عالم الجن، وأن تكوني حريصة على أذكار الصباح والمساء، وأن تسألي الله تعالى أن يحفظك، وفي ذات الوقت أن تفهمي وتكوني على يقين قاطع أن الإنسان هو أكرم مخلوقات الله تعالى، بهذه الكيفية وبهذا المنهج في التفكير، وبناء قناعات داخلية صحيحة، لن تحسي بأي شيء من الخوف -بإذن الله تعالى-.
كوني على هذا الطريق، وفي ذات الوقت أشغلي نفسك بما هو مُجد وبما هو مفيد، ركزي على دراستك، نظمي وقتك، شاركي أسرتك في أنشطتها، كوني بارة بوالديك، واحرصي دائمًا على الصلاة في وقتها، -والحمد لله- أنت حريصة على أذكار الصباح والمساء، اجعلي لنفسك وردًا قرآنيًا ثابتًا، ومن وجهة نظري سوف تتبدل الأمور وتختفي هذه المخاوف -بإذن الله تعالى-.
سيقوم أحد الأخوة المشايخ بالمزيد من الشرح وإسداء النصائح لك، أما من الناحية النفسية فأؤكد لك أنك غير مريضة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة الدكتور محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان.
وتليها إجابة الشيخ موافي عزب مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصرف عنك كيد شياطين الإنس والجن، وأن يحفظك بما يحفظ به عباده الصالحين، وأن يجعلك من الصالحات القانتات، إنه جواد كريم.
وبخصوص ما ورد برسالتك -ابنتي الكريمة الفاضلة– فالذي يبدو منها أنك قد تعرضت لنوع من المس، وأنك في حاجة إلى رقية شرعية، لأن المس عادة –كما ذكر الرقاة والمؤلفون في هذا المجال– يكون في حالة من الحالات التالية:
• إما حالة الخوف الشديد.
• وإما حالة الحزن الشديد.
• وإما حالة الفرح الشديد.
• وإما حالة الغضب الشديد.
هذه أربع حالات إن وقع واحد منها قد يتعرض الإنسان للمس، ويبدو أنك قد حزنت حزنًا شديدًا على وفاة أختك –رحمها الله تعالى–، فاستغل الشيطان هذه الفرصة ودخل إلى جسدك، ولذلك جاءك هذا الخوف الذي بدأت تعانين منه هذه المعاناة.
أحب أن أقول لك بداية: ينبغي أن تعلمي أنك أقوى من الجن، وأنك أقوى من الشيطان، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم– هو الذي قال لنا ذلك، فرسول الله -صلى الله عليه وسلم– قال: (إن الشيطان ليفرك من المؤمن) ومعنى يفرك أي يخاف، فأنت أقوى منه، وينبغي أن تعلمي أنه لن يستطيع أن ينال منك أي شيء أبدًا دون إرادة الله عز وجل، فالجن كالإنس، ليس لديه صلاحيات أو قدرات خارقة كما نتوهم، وإنما إن أراد الله شيئًا وقع، سواء أكان من الجن أو من الإنس، أما نخاف من الجن على أن لديه القدرة على كذا وكذا كما يفعل العامة، فهذا كله نوع من الوهم والكذب والدجل، ولا علاقة له بالواقع لا من قريب ولا من بعيد، وإنما على المسلم فقط أن يأخذ بالأسباب، وأن يدع النتائج على الله تعالى، وأن يعلم أن الجن مربوب لله تبارك وتعالى، كما أن الإنس مربوب له.
كل الذي عليك وأنصحك به الآن، ضرورة عمل رقية شرعية، إما أن تقومي بذلك بنفسك بأن تقومي برقية نفسك إن استطعت إلى ذلك سبيلاً، وهذا حسن، أو يقوم بها أحد محارمك في البيت، أو قريب من الأرحام، إذا لم يتيسر ذلك فلا مانع من الاستعانة بأحد الرقاة الرسميين المعروفين عندكم بسلامة المعتقد، والمشهور عنهم أنهم أهل دين وصلاح، ولا يستعملون وسائل غير مشروعة، -وبإذن الله تعالى- سوف تذهب هذه النوبة من الخوف، وتُصبحين بعافية كما كنت من قبل وفاة أختك -رحمها الله تعالى-، فأمرك سهل جدًّا وبسيط.
وأنصحك كذلك بالمحافظة على الصلوات في أوقاتها، والإكثار من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وبالمحافظة على أذكار ما بعد الصلاة، كذلك المحافظة على أذكار الصباح والمساء بانتظام، ولو من خلال كُتيب أو مطوية صغيرة تكون معك في حقيبتك، أو في يدك أو قريبة منك، حتى إذا ما نسيت شيئًا ذكرته، وأنا واثق بأنك بذلك -إن شاء الله تعالى– سوف تتمكنين من قمع هذا الشيطان الذي بدأ يفعل معك هذه الأشياء.
من الممكن أن تستمعي إلى الرقية الشرعية الصوتية للشيخ محمد جبريل عن طريق الإنترنت، إذا لم تيسر لك الوصول إليها من المكتبات الإسلامية، فلو كتبت في موقع البحث جوجل (الرقية الشرعية الصوتية للشيخ محمد جبريل) سوف تظهر أمامك، وهذه من أقوى الرُّقى التي يرقي بها المسلمون مرضاهم، وأسأل الله تبارك وتعالى أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء، إنه جواد كريم.
هذا وبالله التوفيق.