أعاني من الوسواس وأن أتحول للشذوذ
2013-11-06 04:46:32 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا فتاة أدرس في المرحلة الثانوية، وقد أصبت بوسواس فكنت دائما أوسوس أني يمكن أن أكون عقيماً أو لا أنجح، ووسواس عن الربوبية، فكنت أتساءل كيف أوجدت الأرض؟ وكدت أن أقع بالإلحاد، لكن شفيت منه، ومنذ أن دخلت الثانوية وأنا حريصة بشكل غير طبيعي، فأخاف من كل شيء، وما فاجئني وجود فتيات شاذات، وقد زاد خوفي عندما رأيت أنه لا تخلو مدرسة من هذا البلاء، كأنه وباء، وكل خوفي أن يحصل لي ما حصل لديهن، فهل هذا وسواس أو ضعف في الدين؟
أريد أن أرتاح من القلق والخوف، وأنا أعلم يقين العلم أنه حرام وغير فطري، وأكره هؤلاء الناس، لكن خوفي الشديد كيف أنهن تغيرن فجأة وأصبحن شاذات، وأخاف من التغير فجأة، كيف أحل مشكلتي؟ أخاف لدرجة فكرت أن أترك المدرسة!
علما بأني أصلي ولا أضيع فرضاً، وأنا حريصة أشد الحرص على ديني، ولا أسمع الأغاني، وأحرص على أن لا أصاحب صديقات السوء، لكن هذا الخوف لا يجعلني أدرس، وجعل حياتي كلها ضيق، وأريد أن أتخلص من هذا الشيء، بماذا تنصحونني في ديني لكي أكمل مسيرتي التعليمية؟
وأشكركم جزيل الشكر، ووفقكم الله.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جمانه حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكراً لك على التواصل معنا والكتابة إلينا، حفظك الله من كل سوء.
مما لا شك فيه أن ما عرضته في السؤال هو بشكل أساسي وسواس وأفكار قهرية، لست مسؤولة عنها، فهي تأتي رغماً عنك وتحاولين دفعها، إلا أنها تعود وتفرض نفسها عليك، وهذا هو تعريف الوسواس القهري.
يبدو أن الأفكار القهرية المتعلقة بالدين والذات الإلهية قد تحسنت -ولله الحمد-، إلا أنها تطورت، أما ما ورد في سؤالك من انشغالك المستمر بموضوع الفتيات الشاذات، وهذا التحول في شكل ومضمون الأفكار القهرية عادي، وكثيراً ما يحصل عند المصاب بالوسواس القهري، وانشغالك بموضوع هذه الفتيات ليس ضعفاً في الإيمان، بل على العكس ربما مؤشر لحرصك على سلامة دينك ومسلكك، وهذا أيضاً ما يحدث عند من يصاب ببعض الأفكار القهرية.
ربما ما قوى عندك هذه الأفكار القهرية هو الخوف ربما الزائد قليلاً، ولذلك مما يفيد أن ينتبه الإنسان للمخاطر التي يمكن أن تعترض طريقه، إلا أنه ربما عليه أن لا يزيد هذا الخوف عن الحدّ المعقول، فأحياناً ما زاد عن حده انقلب إلى ضده، فالخوف الشديد يشغل البال، ويجعل الإنسان عرضة للأفكار القهرية، طالما أنت متمسكة بعباداتك وصلاتك، وطالما أنك تخافين الله تعالى، وأنك حريصة على سلامة سلوكك، فالله لن يضيّعك، وسيحفظك من أي سوء، فقد قال: {والذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سبلنا، وإن الله لمع المحسنين}.
أنت أعلم الآن كما يبدو عن طرق التكيّف مع الأفكار الوسواسية القهرية، وكما فعلت في الماضي مع الأفكار السابقة، فافعلي ذات الشيء الآن، وما هو إلا وقت قصير حتى تجدين الأمور أصبحت أقل إشكالاً من السابق.
وفقك الله وحفظك من كل سوء، وجعلك من المتفوقات.