أعاني من التكيسات والرحم المقلوب.. فهل يؤثر على الحمل؟
2013-11-05 02:03:34 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم...
أنا فتاة عمري 24 سنة، أعاني من السمنة المفرطة؛ حيث أن وزني 104 كيلوجرام، وأصبت منذ سنة بمقاومة الأنسولين، وبالتالي تكيسات بالمبيض، لم تتبين التكيسات بالسونار البطني، ولكنها ظهرت في التحاليل.
راجعت العديد من الأطباء، ولم أجد لديهم علاجاً غير ( الجلوكوفاج )، فعملت تحليلاً، وكانت النتيجة (amh=3.40 ng/m )، فأخبرني الطبيب بوجود نسبة تكيس، وأن النتيجة الطبيعية تكون واحداً صحيحاً.
الدورة الشهرية كانت منتظمة حتى ثلاثة شهور مضت؛ حيث أصبحت غير منتظمة، وهي تأتي ما بين الأيام ( 25 إلى 34 )، مع التقليل في عدد أيام نزولها.
كما أعاني من الرحم المقلوب، والذي يصعب معه الحمل.
سؤالي: ما هو تشخيصكم لحالتي؟ ومتى يكون الرحم المقلوب خطراً؟
شكراً لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الراجية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فزيادة الوزن من أكثر الأشياء خطراً على مسألة الحمل والإنجاب، ووزن ( 104 )، أدخلك في نطاق السمنة المفرطة؛ حيث أن معدل كتلة جسمك قارب على ( 40 )، ويجب أن يصل وزنك تقريباً ( 70 ) كيلوجرام، ويجب الاجتهاد في إنقاص الوزن عن طريق الإكثار من السلطات، والخضروات، والفواكه، والحبوب، مثل: جنين القمح - القمح النابت -، وتلبينة الشعير المطحون المغلي مع الحليب، وهو بالإضافة إلى كونه يعالج الإمساك، ويساعد في إنقاص الوزن؛ فإن له دوراً في تحسن التبويض.
مع الإقلال من السكريات، والحلويات، والدهون، والوجبات الزائدة، وتجنب تناول الطعام أمام التليفزيون، وتجنب شراء وطبخ ما لا يلزم من الأطعمة، حتى لا تضطري - آسفة - إلى التهام ما تبقى من الطعام خوفا من إلقائه في القمامة، وهذا يحدث كثيراً، والانتظام في ممارسة الرياضة، سواء المشي، أو شغل المنزل، أو قفز الحبل، أو صعود ونزول السلالم، أو الصالات الرياضية، المهم أن تكوني دائمة الحركة، حتى تفقدي المزيد من السعرات الحرارية؛ لأن العمل على إنقاص الوزن، هو مفتاح العلاج، ويجب أن تضعي هدفاً، وليكن ما بين ( 2 إلى 4 ) كجم شهرياً، والعمل على تحقيق هذا الهدف في مدة عام واحد فقط.
الإرادة، والعزيمة، والرغبة في مساعدة النفس - بعون الله وقوته -، دون الاعتماد على الآخرين، وكل ذلك يساعد على انتظام الهرمونات، خصوصا هرمون الذكورة، وهرمون الأنسولين، وهرمون الحليب، وبالتالي تحسن التبويض، وانتظام الدورة الشهرية.
أما عن وجود التكيس: وفيه لا تخرج البويضات من جدار المبايض السميكة، بل تظل حبيسة في الداخل، وهذا يؤدي إلى خلل في التوازن الهرموني، وبالتالي تأتي الدورة الشهرية مضطربة، وهناك حبوب ( دوفاستون 10 ملغ )، تساعد على إعادة التوازن الهرموني، بين هرمونات الدورة الشهرية، وهي هرموني إستروجين وبروجيستيرون، وتؤخذ في اليوم ( 16 ) من بداية الدورة، وحتى اليوم ( 26 ) من بدايتها، وذلك لمدة ( 3 إلى 6 ) أشهر، وهي لا تمنع التبويض، ولكن تنظم الدورة الشهرية، وتساعد في بناء بطانة رحم جيدة.
ويجب مبدئياً عمل تحليل لهرمونات الغدة الدرقية ( TSH FREET4 )؛ لأن الكسل في وظائف الغدة الدرقية يؤدي إلى خلل، واضطراب في الدورة الشهرية، ويجب فحص هرمونات الغدة النخامية ( FSH LH )، بالإضافة إلى هرمون الحليب ( PROLACTIN )، وهي التحاليل التي نعتمد عليها في الأساس، لبيان حالة المبايض، والغدد المسؤولة عن الدورة الشهرية، وعرض نتائج هذه التحاليل على طبيبة متخصصة في علاج، ومتابعة حالات تأخر الحمل، بالإضافة إلى متابعة الرحم، والمبايض، بالسونار.
وفي الفترة القادمة، ولزيادة فرص الإنجاب - بأمر الله تعالى -، وبالإضافة إلى إنقاص الوزن، يجب الاستمرار على تناول حبوب ( جلوكوفاج 500 ملغ ) مرتين يومياً، وهي حبوب لعلاج مرضى السكر، ولكنها هنا لعلاج التكيس، وتحسن التبويض.
وقد يفيدك في المرحلة القادمة، تناول شاي أعشاب البردقوش، والمريمية، وحليب الصويا، وتلبينة الشعير المطحون، وتناول الفواكه، والخضروات؛ لأن كل ذلك يحسن التبويض، بالإضافة إلى تناول حبوب ( فوليك اسيد)، والحديد، وهناك كبسولات ( TOTAL FERTILITY )، قد تفيد في تقوية المناعة، والجسم، وتحسن التبويض - إن شاء الله -.
والرحم المقلوب لا يمنع الحمل، وهي عبارة تطلق على وضع الرحم إذا كان جسم الرحم يتجه للخلف، وليس للأمام، فوق المثانة البولية، ولا شيء في ذلك، ومع الحمل، يكبر حجم الرحم، ولا يؤثر اتجاه الرحم إلى الأمام، أو الخلف، في نمو، وحجم الجنين - إن شاء الله - فلا داعي للقلق، خصوصا وأن الحالة النفسية السيئة لها دور في اضطراب، وخلل الدورة الشهرية؛ ولذلك أكثري من الدعاء، والصلاة، والذكر، وقراءة القرآن، وأكثري من الاستغفار، قال الله - تعالى -: ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا ).
حفظكم الله من كل مكروه وسوء، ووفقكم لما فيه الخير.