ما هي المواصفات التي يطلبها الرجل في المرأة ليخطبها؟
2013-11-08 23:34:25 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أحبائي الغالين: أنا بعمر30 سنة، وأعمل في وظيفة براتب ممتاز، والحمد لله والمنة، وملتزم والحمد لله، وأواظب على الصلوات في المسجد، وأغض البصر، والحمد لله, وقد التحقت بالعمل منذ عامين تقريبا، ومنذ ذلك الحين وأنا أبحث عن شريكة حياتي.
لدي مواصفات مطلوبة، ذكرتها لوالدتي، مثل الدين والخلق الطيب، والبشرة البيضاء المحمرة، والجسم النحيل، وتربية الأبناء في المنزل, فهل أنا مبالغ كثيرا في طلبي؟
أنا أعلم بحديث الرسول عليه الصلاة والسلام (تنكح المرأة لأربع لمالها وحسبها وجمالها ودينها فاظفر بذات الدين تربت يداك) هل هذا يعني أني يجب أن أبحث عن ذات الدين فقط حتى ولو كانت ليست طلبي؟
الآن أنا محبط جدا، وأخبرت والدتي أني عزفت عن الزواج، ولا أريد الزواج في الحقيقة، وجدنا أكثر من عائلة ولكن لم يحدث نصيب مثل بعضهن مطلقات أو يرغبن في العمل بعد الزواج أو يوجد تخلف في العائلة أو مشاكل حكومية أو لم تعجبني البنت وقت الشوفة الشرعية من لبس العاري والجرأة في الكلام، وما إلى ذلك؟
ما نصيحتكم لي كشخص محبط، ومكتئب؟ ماذا أفعل؟ وأحيانا أقول لا أشترط هذه المواصفات، ولا يلزم أن تكون بيضاء مثلا، لكني أخاف إذا قلت لهم نعم أعجبتني وهي في الأصل لم تعجبني كثيرا فأخاف أن أتعبها بعد الزواج.
ما نصيحتكم لي كدكاترة وكآباء؟ وجزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ abu abdalah حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
حقيقة أنا شخصيًا مبسوط جدًّا وسعيد جدًّا بهذه الاستشارة، وأؤكد لك أنك لا تتزوج إلا من طلبك الخاص، وأريد أن أؤكد جدًّا أن الإسلام عندما قدَّم الدين لا يعني أن يغفل الإنسان جوانب الجمال، لأن من أهداف الزواج أن يعفَّ الإنسان نفسه، وأعتقد أن المواصفات التي ذكرتها ستوجد في بناتنا، ففي بناتنا ولله الحمد هذه المواصفات وأرفع من هذه المواصفات، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.
نحب أن نقول: إن الشريعة تريد للإنسان أن يتزوج صاحبة الدين وصاحبة الخلق، شريطة أن تكون أيضًا جميلة تناسبه.
ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا * وما أقبح الكفر والإفلاس بالرجل
نحب أن نؤكد لك أنك مطالب بمزيد من البحث ومزيد من السعي، وأرجو أن يكون لك أخوات وخالات وعمّات يشتغلن فريق بحث، ولا تتكلموا إلا بعد أن تجدوا المواصفات، يعني نحن ما نريد أن يكون في هذه المسألة مجاملة، شاهدوا فتاة تنطبق عليها المواصفات بدرجة عالية – ثمانين بالمائة، تسعين بالمائة – عند ذلك نبدأ المشوار، ولا تجعلهم يتقدمون دون أن توجد المواصفات، حتى لا يحصل الرفض.
نتمنى أيضًا أن تتوجه إلى الله تبارك وتعالى دائمًا، وأن تسأل الله تبارك وتعالى أن يُقدِّر لك الخير، لأن الدعاء والحرص على الطاعات من أبواب التوفيق بالنسبة للإنسان.
لستُ أدري لماذا الأسرة لا تريد أن تبحث لك عن الطلبات، هل وضعوا لك إطارًا معينًا؟ يعني هل يشترطون أن تكون الزوجة من العائلة؟ أو من القبيلة؟ أو ممكن أن يقبلوا من الجيران؟ ثم هذه المواصفات التي وضعتها إلى أي مدى يمكن أن تقبل فيها تنازلات؟ لأن هذا أيضًا قد يكون بابًا من الأبواب، لأنك إذا تنازلت عن شيء ستجد أشياء.
مَنِ الذي تُرضى سجاياه كلها *** كفى المرء نُبلاً أن تُعدَّ معايبه
ثم هل أنت عندك مواصفات عالية؟ يعني هذا أيضًا سؤال، ألا تعتقد أننا معشر الرجال فينا أيضًا نقص؟ ونتوقع أن يكون في أخواتنا النساء نقص؟ ولذلك الإنسان لا بد أن يكون واقعيًا في مثل هذه الأمور.
لا أريد أن تقدم تنازلات طويلة، ولا تتزوج إلا بمن ترضاها زوجة، ولكن أرفض فكرة اليأس، وأرفض فكرة التوقف عن البحث، وأرفض فكرة الخصام مع الأهل حول هذه المسألة، ونتمنى أن تجد من يعاونك على هذا الخير، وأن توسع دائرة البحث، وإذا لم تجد في العائلة فهل الأسرة على الاستعداد أن تخرج إلى عوائل أخرى، إلى أماكن أخرى؟
هل حاولت أن ترسل والدتك إلى جامعات إسلامية ومؤسسات شرعية لترى هناك الفتيات لتختار لك صاحبة الدين وصاحبة التخصص الشرعي، أو تذهب إلى كليات التربية لتختار لك المربية الناضجة الناصحة؟!
أنا أريد أن أقول: هذه المواصفات المطلوبة ستجدها، لكن ينبغي أن تبذل مزيدًا من الوقت ومزيدًا من البحث، طبعًا سيعاونك على هذا – كما قلنا – محارمك من أخوات وعمات وخالات وحتى النساء الكبيرات، ونتمنى أن تُخبرهم أننا نقول: من حقك أن تطلب هذه المواصفات، لأن الإنسان يريد أن يتزوج الزوجة التي يُعفُّها وتُعفُّه، لا يريد أن يتزوج زوجة ثم يحْدق وينظر في نساء الآخرين، بل ينبغي أن يختار ما يُعجبه، وينبغي أن يكون هذا الإعجاب مشتركًا، فالأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، بل يختار الإنسان المواصفات ويتزوج عن حب، فإن هذا من أسباب نجابة الذرية وتماسك الأسرة.
نحن نقر بمطالبك لكنا نرفض جدًّا أن تصل إلى اليأس، ونتمنى أن تتواصل معنا، ونريد أن نسمع عنك الخير، ونتمنى أيضًا أن تكون أخلاقك أيضًا سامية ومؤهلاتك عالية في هذا الجانب، لأن أي فتاة أيضًا تريد مؤهلات، إذا كنت ستختار وستنتقي وستضع شروطًا فمن حق الفتاة – الطرف الآخر – أيضًا أن يكون له شروط.
نتمنى أن ترتفع مستوى الشروط، ونتمنى أن تجد مَن تتناسب معك في شروطك؛ لأنك تريد أن تُثبت حقك كأي رجل يريد أن يتزوج، بل لأي فتاة تريد أن تتزوج، لا دخل لأحد في اختيارهما، ينظرن بأعينهما وحدهما، ولولا اختلاف وجهات النظر لبارت السلع، والجميلة ليست من تراها الأسرة جميلة، لكن الجميلة من تراها أنت جميلة، ليست من تُجبر على القبول بك ولكن من تقبل بك لأنها رضيتك وتلاقت روحها بروحك.
نسأل الله لك التوفيق والسداد، وأن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.