أشكو من آلام في الصدر بسبب التدخين، فماذا أفعل؟
2013-11-13 02:51:29 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عمري 37 عاما، مدخن ولم أستطيع تركه بمحاولات كثيرة.
أعاني من آلام مختلفة في الصدر من جهة اليسار وفي المنتصف، وكذلك بجوار الإبط الأيسر وفوق الثدي الأيسر لثوان وتزول، عملت أشعة إيكو واختبار جهد و-لله الحمد- كان سليما، ويوجد لدي غازات وكثرة الوسواس بالسكتة القلبية.
وشكرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الطريقة الفعالة للإقلاع عن التدخين تتطلب أولا الاعتراف بأنه خطر داهم على الصحة من خلال تأثير التبغ على الأوعية الدموية، وبالتالي يضر الجسم كله ضررا بالغا، ومن خلال السموم الموجودة في السجائر؛ حيث يقدر عدد المواد السامة داخل السيجارة بحوالي 4000 مادة سامة، منها 400 مادة معروفة لدى العلماء، والباقي غير معروف، ومن تلك المواد المعروفة ما يقرب من 40 مادة مسرطنة، أي تؤدي في النهاية إلى السرطان، ومن أشهر السرطانات التي تصيب الإنسان بسبب التدخين هو سرطان الرئة.
ولذلك معرفة الضرر الناشئ عن التدخين، بالإضافة إلى الرغبة الأكيدة في الإقلاع عن التدخين، هما المدخل الحقيقي لمن يرغب في الإقلاع، ولقد قال أمير الشعراء أحمد شوقي:
وَما نَيلُ المَطالِبِ بِالتَمَنّي" "وَلَكِن تُؤخَذُ الدُنيا غِلابا
وَما استَعصى عَلى قَومٍ مَنالٌ" "إِذا الإِقدامُ كانَ لَهُمْ رِكابا
يبقى بعد ذلك الإرادة الصلبة والعزيمة القوية، وهذه وتلك تمثل العلاج الحقيقي للإقلاع عن التدخين، ونحن نعلم أن التدخين حالة من حالات الإدمان؛ حيث تعتمد الخلايا على المواد المنشطة في عملها، وتصاب بحالة التوتر بسبب نقص تلك المواد، ولكن العزيمة الصلبة تقهر حالة الإدمان، ويكفيك 10 أيام بدون سيجارة تتحمل فيها حالة الشوق والرغبة في السيجارة حتى تفك خلايا الجسم من عقالها، وتعود لعملها المعتاد بدون المنشطات الموجودة في السيجارة.
وسوف تتغير حياتك تماما وتحمي جسمك من أمراض كثير وخطيرة، وعلى رأسها السرطان وفشل الرئتين والضعف الجنسي وتصلب الشرايين، وارتفاع ضغط الدم والسكري، وضعف الإبصار، والقائمة طويلة أكثر من أن تحصى، ولا مانع من استخدام علكة النيكوتين في المراحل الأولى من الإقلاع تحت إشراف طبي.
والآلام الموجودة في الصدر لها علاقة بآلام عضلات الصدر، ولها علاقة بالكحة الناتجة عن التدخين والبلغم في الصدر، ولها علاقة بالأنيميا المصاحبة لحالة فقدان الشهية الناتجة عن التدخين.
وأمراض القلب عموما لا تأتي للشباب أو الرجال في مقتبل العمر إلا إذا كانت أمراضا موجودة منذ الولادة، وطالما أن الإيكو والتحاليل جيدة، فلا قلق من ناحية القلب، و-بعون الله- مع الإقلاع عن التدخين سوف تختفي تلك الآلام مع اختفاء الكحة، وتوقف تأثير سموم السيجارة.
الغازات تنتج عن تخمر بعض أنواع من الغذاء، مثل البقوليات كالعدس والفاصوليا واللوبيا، وكذلك البصل والثوم والمقليات والشبع، خصوصا في العشاء، ويجب قدر الإمكان ترك هذه الأطعمة والاعتماد على الفواكه واللبن الزبادي في العشاء، مع أكل الخبز الأسمر، والحبوب مثل الشوفان والقمح النابت والجريش وشرب الماء بكثرة، مع تناول السلطات.
ومسألة الوسواس تعالج بالمعرفة، وكما قلت لك فإن القلب لا يمرض بسهولة، وهو ماكينة صنعها الله لا تكل ولا تمل من العمل ليل نهار، وبها مولد كهربائي خاص بها يؤدي إلى إحداث تيار من الإشارات الكهربائية تقوم بانقباض وانبساط غرف القلب الأربعة بطريقة تسمح بدخول الدم وخروجه بطريقة إعجازية، ويجب في الأصل أن نحمي ذلك القلب الذي نخاف عليه، لا أن ندمره ليل نهار بالتدخين، ثم نخاف من السكتة!
وعموما السكتة لا تحدث في سن الشباب، ولكن مع تقدم العمر وزيادة نسبة الكوليسترول والتدخين وترك الحركة قد تحدث السكتة لأي إنسان، وكما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- للأعرابي الذي سأله عن ناقته: أعقلها وتوكل، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفقك الله لما فيه الخير.