كيف أتعامل مع زوجي الذي يؤذيني بكلامه رغم ادعائه محبتي؟
2013-12-04 04:46:12 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
مشكلتي مع زوجي يقول: إنه يحبني جدا، ولكن لا أرى ذلك الحب في تصرفاته وأسلوبه معي، ينتقدني كثيرا في تفكيري، وأن كل شيء عندي عادي، مثلاً في الجامعة توجد رحلة لمصنع، قال: إذا فيها رجال واختلاط لا أسمح لك ولن أسامحك طول عمري، قلت له: لا علم لي، وأكيد في مشرفات نساء معنا، الأمر عادي، يغضب في نفسه ويصمت، وحينما يحدث شيء آخر يجمعها مع بعض! مثلاً: بعد هذا الموقف بيوم يقول بطنك صار كبيرا من الإجهاض، قلت له سأسجل في نادي رياضي، لأجل أن يرجع جسمي رشيقا، وأضحك، ولم أكن أعرف أن الأمر يزعجه جدا!
يقول: نادي نسائي كله ضياع، وقلة أدب، عمرك سمعت عن أحد من العائلة يدخل النادي؟ قلت طيب عادي، فزادت الأمور، وأنا ألزم دائما السكوت، لأجل استمرار الحياة فقط، وأبكي بصمت، لكي لا يسمعني، لا أحب أن أحدا يراني وأنا بدموعي.
بالنهاية حصلت على كلام مؤلم للغاية، مثل: تفكيرك جاهلة أنت مثل الأولاد نادي ورحلات، أين الأنوثة؟! كأني متزوج ولد!
لا أعرف لماذا يعاملني هكذا؟ وأخيراً اعتذر لي، ويبرر أن كلامه كان من ضغوط عليه، والحمد لله الحياة مستمرة، ولكن كيف أتعامل مع شخصيته وتفكيره؟
في الأيام القادمة أتوقع المزيد من الرفض لأي شيء، هل لأني أمزح معه كثيرا، وأضحك، وأنفذ ما يريد؟ هل هذا الذي أستحقه فعلاً؟ لا أقول شيئا حين يجرحني بكلامه، فأسكت لأن دموعي تكون قريبة.
زواجي لم يمض عليه6 أشهر، وأفكر كثيرا بالمستقبل إذا حدثت لي مشاكل معه، وكيف ستمضي الحياة؟ خصوصاً أنني لم أنجب أطفالاً، وكيف ستكون معاملته لي أمام أطفاله؟ لأنني عانيت من رفع صوت أبي على أمي كثيرا بالطفولة.
الله يهدي الجميع لأحسن الأحوال.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكر لك التواصل مع الموقع، وقد أعجبني وأسعدني بدايتك في الاستشارة (زوجي يحبني جدًّا) واستغربت اعتبار هذه مشكلة، ونحن نقول: هنيئًا لمن فازت بمثل هذه المشاعر من زوجها الحلال، ونحب أن نؤكد أن ما يحدث طبيعي، لأن الحب الشديد جدًّا معه غيرة شديدة، ولا يتصور وجود حب بدون الغيره.
أنت ينبغي أن تتفهمي طبيعة هذا الزوج، وحاولي الاقتراب منه، ونعتقد أن مشوار الحياة طويل، وستة أشهر غير كافية لفهم هذا الرجل.
حاولي أن تتفهمي وضعه أولاً، لأن الحياة الزوجية تبدأ بالتعارف، كل طرف يتعرف على الآخر، ما الذي يُعجبه؟ ما الذي يُحزنه؟ ما هي الطريقة التي يريد أن يعيش بها؟ ما هي خلفيته؟ ثم بعد ذلك يأتي التأقلم، وهذا مهم مع الوضع، لابد من التأقلم مع الوضع.
الإنسان عنده قدرة عالية على التأقلم، حتى ولو كان في البيت مجنونا فإن الناس يتأقلمون معه، ليس لأنهم يحبون الجنون، لكن ليعرفوا ترتيبه، ووضعه، ومتى ينام، وكيف يحمون أنفسهم منه (وهكذا)، وهذا معنى مهم.
لن يحصل التأقلم إلا بالتنازلات، يعني لن تجدي ما كنت تجدينه في بيت أهلك مائة بالمائة، ولن يجد ما كان يجده هو في أسرته ومع أصدقائه مائة بالمائة، فلابد من التنازل ليكون الملتقى في منتصف الطريق.
بعد ذلك يأتي التفاهم، يأتي التعاون، يأتي التوافق، وصولاً إلى التوافق التام، بحيث تنسجم الأفكار، وتصبحون تفكرون بطريقة واحدة، ثم يأتي بعد ذلك الصداقة وتصبحين صديقة له، ثم يأتي بعد ذلك (مثلاً) تكونين مستشارة له، وهو مستشار لك، وهي درجات ومراحل مهمة ستمرين بها.
لذلك لابد أن تعرفي الخطوط الحمراء، ولابد أن تطمئنيه، قبل أن تقولي أريد أن أذهب للسباحة، لابد أن تقدمي أن هناك ناديا نسائيا مائة بالمائة، وأن هناك ضوابط، وأن الجوّالات ممنوعة، وأن كذا وأن كذا وأن كذا.
أيضًا هناك بدائل لهذه الرياضة، فيمكن رياضة تمارسينها في البيت، يأتي لك زوجك بأجهزة رياضة في البيت، تطرحين بدائل.
كذلك الزيارات في الجامعة، نحن نعرف أن هناك مشرفات وأن هناك كذا، لكن ينبغي أن تؤكدي له على هذا الجانب، لأن المرأة التي عندها زوج غيور ينبغي أن تطمئنه، وإذا كان الزوج عنده زوجة غيورة ينبغي أن يكون معها واضحًا وصريحًا.
لذلك نحن نعتقد أنك بحاجة إلى اكتساب هذه المهارات التي أشرنا إليها، وليس هناك داع للانزعاج، ولا تكتمي هذه المشاكل في نفسك، لكن يُعجبنا أنك تسكتين لما يغضب، لكن بعد يومين، بعد ثلاثة، في لحظات حميمية، تنتقي الكلمات، تقولين (حبيبي أنا أحبك، لكن الكلمة الفلانية يعني ضايقتني، والكلمة الفلانية أحدثت فيَّ) عندها يقول (أنا آسف، ولم أقصد) وقد أشرت إلى أنه يعتذر، لكن لابد أن نعرف متى نطرح المشكلة، لابد أن نعرف متى نناقش، وكيف نناقش، لا نريد أن تكتمي هذه الأشياء السالبة في نفسك لأنها ستنفرج، ولا نريد أن تتركي الملفات مغلقة دون أن تُحل، ولكن لا نريد طرحها في لحظات الخصام والجدال (وكذا) حتى تتطور الأمور.
نسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يلهمك السداد والرشاد، وحاولي أن تتعاوني معه على الطاعة، وأن تكونوا أكثر قُربًا لله، فإن الحب من الرحمن والبغض من الشيطان يريد أن يُبغض لكم ما أحل الله لكم، واعلمي أنك تستطيعين أن تؤثري على زوجك بالحكمة، فحاولي أن تجعلي معه برامج للقراءة والمناقشة والسماع فيما يتعلق بالبرامج الأسرية، لأن هذه من الأهمية بمكان، ولا تظهري له أنك تعلمينه، ولكن اطلبي منه أن يأتي بأشرطة وبدورات، والحمد لله الآن التسجيلات والسديهات كلها موجودة، لتستمعوا جميعًا، والسماع جماعي له أثر كبير جدًّا ومفيد جدًّا.
نسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير، وأن يعينك على كل أمر يُرضيه، هو ولي ذلك والقادر عليه، ونحن سعداء بهذا التواصل، ونتمنى ألا تتصرفي أي تصرف إلا بعد العودة إلى موقعك، وأيضًا وجهيه إلى هذا الموقع لعله يتراسل معنا ويتواصل معنا، ومن حقه أن يستفهم، لأن الرجل يأخذ عن الرجل، وكثير من الرجال بكل أسف لا يريد من زوجته أن تعلمه، فاربطيه بموقعك، وهنا سيسمع الإجابات وسيجد ما يُرضيه، وسنكون أفضل حكم بينكم.
نحن لا نريد للمشاكل أن تذهبي بها إلى بيتك، ولا أن يذهب هو بها إلى بيته، ولكن من النجاح أن نحل مشاكلنا وحدنا، فإن عجزنا فإلى مستشار وإلى موقع ليس خالاً لك وليس عما له، ولكننا نحكم بما يُرضي الله تبارك وتعالى.
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.