السيروكسات يشعرني بالخمول.. فبماذا تنصحونني؟
2013-12-09 02:19:22 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته..
أولا: أود أن أشكركم على هذه الجهود التي تبذلونها .. جعلها الله في ميزان حسناتكم، كنت قد عانيت من الرهاب الاجتماعي، ولقد استخدمت سيروكسات 20 واندرال 10 ، ولكن بعد استخدامه بشهر تقريبا أصبحت أشعر بخمول مزعج جدا، وقطعت العلاج بعدها، واختفى هذا الشعور، لكن الآن انتكست حالتي، وأصبحت بحاجة أن أرجع للعلاج، ولكن أردت أن أعرف كيفية الرجوع له، وهل هناك علاج آخر يجعلني لا أشعر بالخمول أتناوله مع السيروكسات؟ وبماذا تنصحني؟
وجزيت خيرا أنت، وكل من ساهم في هذا الموقع.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ماجد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ما دام الزيروكسات قد سبب لك الخمول – وهذا نادرًا ما يحدث – لا أعتقد أنه سوف يكون العلاج المناسب بالنسبة لك، لأن العامل النفسي سوف يظل موجودًا، أي حتى وإن لم يؤثر عليك الدواء سلبًا من حيث فعاليته الكيمائية إلا أن القلق التوقعي وانتظارك لحدوث الخمول سوف يؤثر عليك، مما يؤدي إلى الشعور الإيحائي بالخمول، ففي مثل هذه الحالات أنا دائمًا أحسم الأمور بأن ينتقل الإنسان لدواء آخر.
الدواء المشابه جدًّا للزيروكسات هو عقار (زولفت)، والذي يعرف علميًا باسم (سيرترالين) دواء رائع جدًّا في علاج الرهاب الاجتماعي، وأعتقد أنك يمكن أن تبدأ في تناوله بجرعة صغيرة جدًّا متحفظة.
الحبة من الزولفت تحتوي على خمسين مليجرامًا، ابدأ في تناول جرعة نصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجرام – تناولها ليلاً بعد الأكل لمدة شهر، لا نريد أن نستعجل الأمور أبدًا، بعد ذلك اجعل الجرعة حبة واحدة ليلاً، وأعتقد أنك لن تواجه أي آثار جانبية، وأعتقد أن جرعة الحبة الواحدة سوف تكون كافية جدًّا بالنسبة لك، علمًا بأن الجرعة الكلية هي أربع حبات في اليوم.
فإذًا أمامنا الحمد لله تعالى فسحة واسعة كبيرة جدًّا من حيث الجرعة العلاجية لهذا الدواء، وأريدك أن تكون في الحد الأدنى والمفيد -إن شاء الله تعالى- وهي حبة واحدة، تناولها ليلاً لمدة أربعة أشهر، بعد ذلك اجعلها نصف حبة ليلاً لمدة شهرين، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
هنالك دراسات الآن تشير أن عقار (بروزاك)، والذي يعرف علميًا باسم (فلوكستين) دواء يعالج الرهاب الاجتماعي، لكن يجب أن تكون الجرعة أربعين مليجرامًا على الأقل في اليوم.
يعرف عن البروزاك أنه دواء يزيد من درجة اليقظة لدى الإنسان، أي أنه لا يؤدي إلى الخمول أبدًا، فهذا أيضًا خيار أمامك، وهو أن تتناول البروزاك بجرعة كبسولة واحدة في اليوم صباحًا أو مساءً، تناولها بعد الأكل، وبعد شهر تجعل الجرعة كبسولتين في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفضها إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم كبسولة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
لكن أفضل أن تتناول الزولفت على الأقل هو الأقرب إلى الزيروكسات، أما بالنسبة للإندرال فلا مانع من أن تتناوله بجرعة عشرة مليجرام في اليوم لمدة شهر أو شهرين.
أيها الفاضل الكريم: نصيحتي لك قطعًا هي أن تلتزم بالآليات العلاجية الأخرى، تحقير فكرة الرهاب، تصحيح المفاهيم حول الرهاب، بمعنى أن لا أحد يقوم بمراقبتك، وأنت لست أقل من الآخرين في أي شيء، الإصرار على المواجهات، هذا مهم جدًّا؛ لأن ذلك فيه تطوير للمهارات، وعليك الحرص الشديد على الآليات والتطبيقات المهاراتية الاجتماعية التي تجد منها خيرًا كثيرًا، وأهمها الصلاة مع الجماعة، وأن تمارس رياضة جماعية، وأن تُكثر من زيارة المرضى، وكذلك زيارة أرحامك، وإن استطعت أن تنخرط في حلقة من حلق تحفيظ القرآن أيضًا هذا فيه إضافة علاجية عظيمة لك، وأيضًا الانخراط في أي جمعية ثقافية، أو اجتماعية سوف يكون له عائد كبير على صحتك النفسية، ولا شك أن الرفق بالوالدين وبرهما والإحسان إليهما أيضًا من بواعث طمأنة النفوس -بإذن الله تعالى- .
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.