أبكي إذا رأيت منظرا محزنا.. فماذا أفعل؟
2014-01-06 11:39:11 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا أعزب، عمري 28 سنة، عندي مشكلة ولم أجد أحدا يساعدني فيها، وأتمنى أن أجد الإجابة عندكم.
أنا إذا رأيت على التلفاز مشهدا مبكيا؛ أجلس وأبكي وأحزن كثيرا جدا، ولا أحب أن أرى أحدا ينكسف، حتى لو لم أكن أعرفه.
المهم: أنا كما قلت لكم، أشاهد مشاهد حزن فأبكي، وإذا رأيت مشهدا فيه فرح أبكي ولا أسيطر على نفسي، فأنا من ناحيتي تعقدت نفسيتي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعود فهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على الكتابة إلينا، والتواصل معنا.
بصراحة، تمنيت لو أن عندنا المزيد من الناس الذين يتأثرون بواقع الناس ومعاناتهم، فها نحن قد اعتدنا مشاهدة أكثر المناظر إيلاما وإزعاجا، ومع ذلك فقد لا يتحرك الإنسان بدمعة أو تفاعل.
والإسلام يشجعنا على البكاء، وإن لم يبكِ الإنسان فليتباكى.
ومن الطبيعي أن يميل بعض الناس إلى شيء من الحساسية في شخصيتهم، ويبدو أنك واحد من هؤلاء، حيث تتأثر بالأحداث والكلام الذي يجري من حولك، وساء في واقع الحياة أو على التلفاز.
ونرى عادة هذا الشخص يفكر طويلا فيما جرى أو فيما قيل له أو أمامه، ويرتبك أمام الآخرين، وقد ينفعل وحتى بالشكل الجسدي فتسيل دموعه مثلا وكما يحدث معك.
ولعل ما يمرّ بك هو بسبب هذه الحساسية الزائدة.
وما يعينك على التكيف مع هذا الحال عدة أمور، ومن أهمها مثلا أن لا تحاول جاهدا في تغيير هذا الحال، فالمحاولة الشديدة قد تأتي بالنتائج المعاكسة.
الأمر الثاني الذي يمكن أن يعينك هو أن تذكر أنك في 28 من العمر، وأن أمامك الوقت لتتجاوز بعض هذا الحال، وخاصة إن بادرت باتخاذ بعض الخطوات التي تعينك على تجاوز هذا.
تذكر أن التجنب، كتجنب مشاهدة المشاهدة المحزنة أو المؤثرة، هذا التجنب لن يحلّ المشكلة وإنما سيزيدها شدة، فحاول التعرض أكثر ربما لمثل هذه المشاهد، ولا شك أن المحاولات الأولى ستكون صعبة بعض الشيء حيث إنك تعاني منها الآن، إلا أنك ستلاحظ أن الأمر قد بدأ يخفّ، وهكذا خطوة خطوة ستتعلم مشاهدة مثل هذه المشاهد، وبأنك تتأثر لحدّ ما ولكن من دون أن تشعر بالحرج أو الارتباك.
وثالثا مما يعينك أيضا وخاصة عندما تشعر بأن الارتباك قادم، يمكنك القيام ببعض تدريبات الاسترخاء، من مثال الجلوس في حالة استرخاء والقيام بالتنفس العميق والبطيء، فهذا سيساعدك على ذهاب أعراض الارتباك والتأثر، ولو لحدّ ما.
ونصيحة، حاول أيضا أن تحافظ على بعض هذه الحساسية وهذا التأثر، فبعضه أمر مطلوب.
وفقك الله ويسّر لك تجاوز ما أنت فيه، وما هي إلا مرحلة عابرة، وستتجاوزها، عاجلا أو آجلا.
والله الموفق.