الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على الكتابة إلينا، والفضفضة قليلا.
لا شك أن طريقة تربيتك, وما تعرضت له من والدك وغيره مما أسميته "التحطيم" يفسّر الكثير من الصفات الشخصية التي وردت في سؤالك، ومنها الحساسية, وعدم الثقة بالآخرين, والرغبة في معرفة تفاصيل كل أمر قبل أن تقدم عليه، وسرعة التأثر والقلق, وربما الميل لبعض التشاؤم والسوداوية؛ مما جرَّأ بعض الناس على إيذائك في بعض المواقف.
ولكن العجيب أنه وبالرغم من كل هذه التجارب في الطفولة، فنعمة الله عظيمة في رعايته لك، فانظر إلى الصفات الكثيرة الطيبة، والتي أشكرك على أن ذكرتها لنا، لأن هذا يعطي مؤشرا قويا إلى أنك، وبعون الله ستسطيع التغلب على هذه الحالة التي وردت في أول سؤالك.
والسؤال الآن: هل يستطيع الإنسان تجاوز تجارب الطفولة؟
الجواب نعم، ليس الأمر سهلا، إلا أنه ممكن.
لا شك أن عليك محاولة تجاوز تجارب الطفولة من خلال العناية بنفسك الآن، وممارسة الأعمال التي تريحك وتساعدك على الاسترخاء، ومن خلال تقوية العلاقة بينك وبين الناس، مما يشعرك بالأمان، وهو الأمر الهام في حياة أي إنسان، وخاصة شاب مرّ بظروف صعبة في طفولته.
حاول أن تنظر وتركز على الإيجابيات في شخصك وفي حياتك كلها، أكثر من النظر إلى السلبيات، فهذه هي الخطوة الأولى لتجاوز صعوبات الحياة وتحدياتها.
وإذا وجدت صعوبة في التكيّف مع ذكريات الطفولة، فربما يفيد أن تراجع أخصائي نفسي للحديث معه، والفضفضة عما مرّ معك في الطفولة، وللعمل على تجاوز تلك المرحلة.
وللفائدة راجع هذه الاستشارات ذات الصلة: (
234086 -
259784 -
264411 -
267822).
أعانك الله، ورزقك التوفيق والنجاح.