ما سبب رغبتي المفاجئة في الالتزام؟
2014-01-14 04:13:35 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله.
أريد الاقتراب من الله -عز وجل-، وأن يكون ربي راض عني، وأن يجعلني من أهل الفردوس -بإذن الله-، ولكن بماذا أبدأ؟ فأنا أصلي وأصوم ولكن هناك شعور في قلبي أريد أن أفعل كل ما يتوجب علي للتقرب من الله، وأكون من عباده الصالحين، فبدأت أحاول المواظبة على صلاة الليل وصلاة الصبح حاضرا، وعلى قراءة القرآن، وحفظ السور القصيرة، ولكن أشعر بأني أريد أكثر، وهذا الشعور يقلقني وهو التغير المفاجئ من سيدة عادية أصلي وأصوم إلى سيدة تريد أن تتعمق في الإيمان، فهل هذا شعور جيد أو أنه دليل على أن أجلي قد اقترب؟ فأنا أشعر بفرح وخوف في ذات الوقت من هذا التغير المفاجئ، فماذا يتوجب علي أن أفعل؟
وجزاك الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Hanadi حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأهلا بك -أختنا الفاضلة- في موقعك إسلام ويب، ونحن سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك من كل مكروه، وأن يرزقك التقوى والإخلاص.
الأخت الفاضلة: جميل منك أن تشعري بهذا الشعور الصادق، فمهما فعل العبد لا يستطيع أن يوفي مولاه شكرا على نعمه، وقد قال الله تعالى: {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها}، والشعور بالتقصير مع الانشغال بالعمل من سيم الصالحين، ونحسبك -إن شاء الله- على الدرب سائرة، وقد أحسنت -أختنا الفاضلة- حين أقبلت على الله، ونسأل الله لك مزيد التوفيق.
وهنا لا بد أن نبين عدة أمور:
1- الإيمان يزيد وينقص كما قال أهل العلم، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، وعليه فكلما أقبلت على الله، ونوعت في صنوف العبادات، ولم تكتفي بلون واحد من العبادة فهذا أثبت على الطريق، فمن الصلاة إلى قراءة القرآن إلى الذكر إلى الصدقة إلى النصح إلى طلب العلم، إلى بر الوالدين وصلة الأرحام، وغير ذلك، تستطيعين ببساطة أن تجعلي حياتك كلها محرابا للطاعة.
2- عليكم من الأعمال ما تطيقون، وهذا يعني أن يجتهد المرء ولكن دون كلفة حتى لا يرتد عن الطريق، فعن عائشة -رضي الله عنها- أَنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا امْرَأَةٌ فقال: « مَنْ هَذِهِ »؟ قَالَتْ فُلاَنَةُ، تَذْكُرُ مِنْ صَلاَتِهَا، قَالَ « مَهْ، عَلَيْكُمْ بِمَا تُطِيقُونَ، فَوَاللَّهِ لاَ يَمَلُّ اللَّهُ حَتَّى تَمَلُّوا »، وَكَانَ أَحَبَّ الدِّينِ إِلَيْهِ مَا دَامَ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ " رواه البخاري ومسلم في الصحيح واللفظ للبخاري.
وعنها أيضا قَالَتْ: " لَمْ يَكُنِ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- يَصُومُ شَهْرًا أَكْثَرَ مِنْ شَعْبَانَ، فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ، وَكَانَ يَقُولُ: « خُذُوا مِنَ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ، فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا، وَأَحَبُّ الصَّلاَةِ إِلَى النبي -صلى الله عليه وسلم- مَا دُومَ عَلَيْهِ، وَإِنْ قَلَّتْ » وَكَانَ إِذَا صَلَّى صَلاَةً دَاوَمَ عَلَيْهَا".
3- الشعور بالتقصير أمر محمود إذا كان يدفعك إلى مزيد من العمل من غير تكلف، وهو أمر مذموم إذا تدخل الشيطان فثبطك عن العمل، فانتبهي بارك الله فيك.
نرجو منك الالتحاق بعض المراكز الإسلامية والاجتهاد في مصاحبة الصالحات فإن هذا سيكون دافعا جيدا لك.
وأخيرا لا تربطي الهمة باقتراب الأجل أو عدمه، فالأصل أننا جميعا يوما ما سنذهب إلى الله، إلى من نحبه، إلى من نعبده، وهذه سعادة الصالحين، جعلنا الله وإياك منهم.
والله الموفق.