هل يمكن أن أرجع أثق بزوجي بعد أخطائه في حقي؟
2014-01-20 00:25:43 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم...
حصل أن اكتشفت بالصدفة أن زوجي على علاقة بامرأة بالنت، ويغازلها ويتبادلان الحب والغرام، ثم حصلت بيننا بعض الخلافات، ثم هدأت الأمور، رغم أنني أصبحت لا أثق به الآن أبدا، وأشك فيه وفي تصرفاته، ومع الوقت بدأت أكرهه، وأصبحت أبغضه فعلا، لكنني لم أظهر له ذلك وأعامله معاملة طيبة، لأنه كان يقول لها كلمات حب في الحرام، ولم يقل لي كلمة حب في الحلال، كان سيء العشرة، ولا يعجبه شيء، ودائما ساخط، وكنت معه طيبة وأسايسه وأطيعه في كل الأمور، حتى مالي يتصرف به كما يشاء، لكن الآن لم أعد أحتمل وجوده معي، رغم أنني أحاول جاهدة أن أنسى، خصوصا بعد تغيره للأفضل، يعاملني أفضل من السابق بكثير، بعد اكتشافي بعلاقته، لكن دون جدوى، وبدأت تظهر علي بعض العلامات النفسية كالاكتئاب، فأنا فعلا أبغضه.
هل يمكن أن أرجع أثق فيه، وأحبه من جديد؟ أرجو الإجابة جزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم ماهر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك هذا النضج في التعامل مع الموقف رغم صعوبته، وأتمنى أن تقتربي من زوجك أكثر وأكثر، واعلمي أن الذي يحمي الزوج من الخيانة من العوامل الأساسية هو تفنن الزوجة في التزين له والقرب منه والدخول إلى حياته، وإيجاد القواسم المشتركة في الاهتمامات بينهما، وهذا ما نرجو أن تقومي به الآن، حتى تكوني عونًا لزوجك على الشيطان وليس العكس، واعلمي أن الاستمرار في الكره والنفور هذا من الشيطان، الذي لا يسعد إلا إذا خرَّب البيوت، إلا إذا نشر العداوة والبغضاء.
فاجتهدي في أن تعاملي زوجك كما تغيّر، لا بد أن تُقبلي عليه، وأنت تُشيري إلى أنه قد تحسن، فكوني أنت الأحسن، كوني له أمَةً يكن لك عبدًا، كوني له أرضًا يكن لك سماءً، احرصي دائمًا على حمايته من الشر وأهله، أشعريه بأنه صاحب مقام وصاحب منزلة، وتعوذي بالله من هذه المشاعر السالبة، واعلمي أن هذا الكره يعرفه الرجل ويدعوه إلى النفور والضياع.
فلذلك أرجو أن تنتبهي لهذا الذي يحدث وتذكري أنه من الشيطان، الذي يريد أن يحول بينك وبين المتعة الحلال، الذي يريد أن يُفسد عليكم حياتكم الزوجية، لا بد من طي صفحة الماضي، واعلمي أن الله -سبحانه وتعالى- يغفر لمن يُخطئ، فلماذا لا نسامح نحن من يُخطئ؟ ولماذا لا نتجاوز؟ لماذا لا نتعامل بشيء من المرونة؟ حتى نكسب نحن في نهاية المطاف.
وينبغي أن تعيني زوجك على الخروج من هذا النفق المظلم، ما فعله الزوج لا يُرضي الله أولاً، ولكن الله يعفو عنه إذا تاب، ما فعله الزوج ليس فيه ضرر لك فحسب، بل فيه ضرر على نفسه، وأولى الناس بهدايتك ونُصحك وإرشادك هو هذا الزوج. إذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:( لأن يهدي الله بك رجلاً خير لك من حُمْر النعم) فكيف إذا كان الرجل هو الزوج؟
ومن وسائل هدايته وعودته وبلوغه العافية: أن تُحسني التعامل معه، وأن تقتربي منه، وأن تبتسمي له، وأن تتعوذي بالله من الشيطان يريد أن يذكرك ما حصل في الماضي من أجل أن يشوش عليك، وحاولي أن تعرفي الأشياء المفقودة وفّريها في بيته، فما الذي فقده في البيت وبحث عنه في الخارج؟
كم تمنينا لو أن المرأة الصالحة من أمثالك عندما يحصل من زوجها تجاوز تحاول أن تراجع نفسها أولاً، وتحاول أن تُقبل على زوجها، وتحاول أن تبحث عن الشيء المفقود في البيت الذي يبحث عنه رجلها في الخارج، لأنها بهذه الطريقة تكون قد بدأت في التفكير الصحيح، طبعًا مع التذكير بالله والتخويف من عقابه، وحرمة ما يحصل منه أو يحصل من بعض الرجال.
نسأل الله أن يرد الغافلين إلى الصواب، وأن يُلهم الأزواج السداد والرشاد، وأن يعين الزوجات على التفنن في إظهار ما وهبهنَّ من مفاتن وجمال.
كوني واثقة أنك الأجمل في عينه، وإلا لما اختارك على سائر النساء، لكن بعض بناتنا وأخواتنا بعد الزواج وبعد مجيء الأطفال تُهمل نفسها، وتُهمل زوجها، والزوج معرض لكثير من الفتن، طبعًا هذا لا يُبرر للزوج، لكن هذا ما يعين على الفساد، وما يعين على الضياع، فاهتمي بهذا الجانب، واعلمي أن هذا الرجل طفل كبير يحتاج إلى شيء من العناية، وهو الأهم من أبنائه، فشجعيه ليكون عونًا لك، واقتربي منه، وأظهري له ما وهبك الله من سحر حلال، فنحن في زمان تُظهر فيه الشقيات السحر الحرام بالتبرج، فلماذا لا تُظهر الزوجة المسلمة ما وهبها الله من جمال ومن سحر لزوجها بالحلال لتبلغ العفاف وتعين زوجها على بلوغ العفاف؟!
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد والهداية.