أشكو من عصبية خطيبي الشديدة واضطراري للاعتذار وإن لم أخطئ
2014-02-20 01:09:36 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة أبلغ من العمر 30 عاما، وأنا مخطوبة وملكت قبل 8 أشهر، تكمن مشكلتي في خطيبي فهو عصبي جدا ويغضب لأتفه الأسباب، وقبل فترة غضب مني ولم يعد يرد على اتصالاتي بسبب كلمة بسيطة، وأنا أعتبره سببا تافها، ولكنه مع ذلك كلما صارت بيننا مشكلة يهددني بالانفصال، مع أني أعتذر إن أخطأت وإن لم أخطئ في حقه، وأقدم التنازلات له ولو على حساب نفسي؛ لأني لا أريد أن أخسره لأنه مع عصبيته الشديدة إلا أن قلبه طيب، وأنا من أبادر دوما إلى مصالحته، لكنه لا يبدي اهتماما بي، أرجو منكم حل مشكلتي لأنني فعلا لا أدري ماذا أفعل؟
وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك -أختنا الفاضلة- في موقعك إسلام ويب، وإنه ليسرنا تواصلك معنا، ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك من كل مكروه، وأن يهديك لخير العمل وعمل الخير.
وبخصوص ما ذكرت -أختنا الفاضلة- فنحب نبشرك بأن ما أقلقك وأرق حياتك أمر طبيعي، وخاصة في فترة الخطوبة، ويكاد يجمع أهل الاختصاص على أن فترة الخطوبة والسنة الأولى بعد الزواج هي الأشد والأقسى على الزوجين، وبعد ذلك يقل الغضب وتقل العصبية بعد أن تتعارفا وتقتربا من بعض أكثر، فأملي في الله خيرا وأبشري، ولكنا نود منك عدة أمور:
أولا: الاعتذار خلق إسلامي رفيع، لا يقلل من شأن من قام به، بل على العكس تماما تعلو درجته، ونظرة سريعة على القرآن تخبرك أن خير خلق الله من رسل الله وأنبيائه قاموا بذلك، وقد ذكر القرآن الكريم نماذج كثيرة من الاعتذار، منهم على سبيل المثال خير خلق الله جميعا محمد -صلى الله عليه وسلم- وقص علينا القرآن الكريم موقفا لاعتذار النبي -صلى الله عليه وسلم- من رجل كفيف هو عبد الله بن أم مكتوم –رضي الله عنه- في مكة في أول عشر آيات من سورة عبس.
والمتأمل للآيات الكريمات يقف أمامها وقفة متأنية يجد عجبا، وهي خير مثال على شفافية الإسلام، ونموذج واضح لعتاب الله لنبيه -صلى الله عليه وسلم-، فـ (عبس) كما بين المفسرون: أي كلح، وهي حركة وجهية، لا يراها إلا المبصر، وابن أم مكتوم كفيف لا يرى، أي أن تحقق الأذى له لم يحدث، ولم يشعر بعبوس وجه النبي -صلى الله عليه وسلم-، فلماذا إذن يتنزل العتاب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في قرآن يتلى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها؟ وكان يكفي أن يترضى ابن أم مكتوم بكلمة تطيب خاطره على جانب، وفي الخفاء، إلا أن الله يريد للأمة أن تتعلم من هذا الموقف من حياة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الشجاعة الأدبية في الاعتراف بالخطأ، وفي علاج الخطأ بالاعتذار اللائق بمن أخطأنا في حقهم. وعليه فما تقومين به هو خلق الأنبياء أنت مأجورة عليه، فلا تتردي في القيام به متى ما شعرت بالوقوع فيه.
ثانيا: المسلم حين يفعل الطاعة يرجو الأجر من الله لا من غيره، وأنت حين تفعلين ذلك لا تنتظري من خطيبك أن يقوم بمثله، ذلك أن بعض الرجال يرى -إما لثقافة معينة أو بيئة غالبة- أن الاعتذار للمرأة لون من ألوان النقص، وأن الرجل حتى تكتمل رجولته لا بد أن يغضب ويثور، وكل هذه تفاهات تقل كما ذكرنا مع مرور الوقت.
ثالثا: هناك ما يسمى بفقه إدارة الخلاف، ومنها على سبيل العجالة ما يلي:
1- تحديد نقطة الخلاف: حتى لا يتشعب الأمر ويتشتت الذهن.
2- الانتظار حتى ينتهي من حديثه.
3- البدء بالثناء عليه قبل التوضيح.
4- عدم تصيد الأخطاء له.
5- الاعتذار عند الخطأ.
6- عدم النقاش أمام الغير.
رابعا: أكثري أختنا من الدعاء لله أن يهدي الله زوجك وأن يخفف حدة غضبه، وثقي أن الدعاء مفتاح الفرج، وأنه سهم صائب.
نسأل الله أن يوفقكم لكل خير.