أرشدوني للتعامل بإيجابية مع مشكلة سوء علاقتي مع أخواتي وأمي
2014-02-27 01:50:10 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أعيش مع أخوات يحملن لي الحقد والغيرة والكره، ولا أعلم ما السبب؟ حتى بنات خالتي مثلهن، مع أني إنسانة طيبة، وقلبي طيب وأحب المحادثة مع الناس، وفي الجامعة الناس يحبونني، والأقارب من الطرف البعيد يحبونني –والحمد لله-، لكن مشكلتي مع أخواتي عندما أتحدث تبدأ المراقبة من طرفهن على حديثي، وأمي كذلك أيضاً، والسبب لكون أمي هكذا بسبب شكوك أخواتي الخاطئة تجاهي، في الماضي كانت أمي تحبني أما الآن فتغيرت معاملة أمي تجاهي بسببهن، وعندما أضحك مع الناس بصدق وأحبهم بصدق يقولون أخواتي لي: إني منافقة وكاذبة.
بصراحة تعبت من مراقبتهن لمحادثاتي مع الناس، فأنا في وجودهن أتحدث ولا يهمني كثيراً ما يحملن من أفكار خاطئة تجاهي؛ لأني أعرف نفسي وواثقة منها، لكن الآن بدأ الوضع بالتفاقم وتعبت من هذه المشكلة، ولا أرتاح لوجودهن؛ لأنهن يظلمنني كثيراً.
وأحيانا عندما أتحدث مع إحدى قريباتي يتدخلن ويقطعن كلامي، لا يحترمنني أبداً أبداً، وأحيانا يضحكن علي ويحطمنني، وأنا لا أهتم؛ لأني أعرف ما هو الطريق الصحيح وأنا مستمرة في السير فيه؟ وأحياناً يسخرن ويحاولن إيجاد أي زلة لي، لماذا؟ لا أعلم.
في الآونة الأخيرة بدأت أصمت ولا أتكلم معهن، ولا مع الناس، ولا أريد من أي شخص القرب مني!! إذا كن أخواتي يظلمنني بتلك الأفكار وهن أقرب الناس لي.
أريد حلاً، بألا يهمني كلامهن فعلا، ولا تهمني نظرات الكره والغيرة منهن والحقد، وكيف أتعامل مع هذه المشكلة بإيجابية وأحس بالارتياح النفسي؟
ساعدوني بارك الله فيكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Manal حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنرحب بك -ابنتنا الكريمة- في الموقع، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير، ونشكر لك حسن العرض للاستشارة، وهذا يدل على أنك -ولله الحمد- متمكنة واثقة من نفسك، وهذا ما نريد أن تستمري عليه، فالمؤمنة واثقة من نفسها بعد ثقتها في ربها تبارك وتعالى، وإذا كنت -ولله الحمد- متميزة بين الزميلات وبين الناس فكل ذي نعمة محسود، ولا بد أن تكوني أكبر من هذا الذي يحدث بالنسبة لك.
وأسعدنا وأعجبنا أنك كنت أكبر في تعاملك، ونريد أن تستمري على ما كنت عليه من الخير والإصرار على الاستمرار، والإنسان إذا تابع الناس مات همًّا، وإذا انتظر رضا الناس فإنه قد يتعب، ودائمًا الحسد والحقد وهذه الأمور إنما تكون بين الأقارب والزميلات، ولذلك الإنسان لا ينبغي أن ينتبه لمثل هذه الأمور، ويعامل الناس بالحسنى، بل عليه أن يقابل إساءتهم له بالإحسان ليفوز برضا الملك الديَّان الذي لا يغفل ولا ينام، سبحانه وتعالى.
فاستمري على ما كنت عليه، ولا تتأثري بما يحدث منهنَّ، فإن كل نجاح له ثمن، والإنسان الناجح في حياته وفي علاقاته، هناك من سيحسده على هذه النعمة، ولكن المؤمنة ترتفع فوق هذه الأحقاد وهذه المعاني وتحمل المشاعر النبيلة، وتوقن أن من يحسد الناس أو يحقد عليهم، أو يتمنى زوال النعمة التي عندهم هو مسكين يحتاج إلى شفقة، ويحتاج إلى عطف منا، ونسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يُديم عليك النعم.
واجعلي همَّك رضا رب الناس وليس رضا الناس، فإن الله إذا أرضى عنك الناس وأمر جبريل أن ينادي في أهل السماء أن الله يُحب فلان فأحبوه، ثم يُلقى له القبول في الأرض، قال العظيم في كتابه: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وُدًّا} فقلوب الناس ومودة الناس لا تُنال حتى بإعطائهم الهدايا والدراهم والدنانير، لكنها هبة الوهاب القائل: {لو أنفقت ما في الأرض جميعًا ما ألفت بين قلوبهم ولكنَّ الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم}.
وندعوك إلى أن تكوني إيجابية، ولا تتوقفي عند المواقف السالبة، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.