أنا دائمة التفكير والتساؤل في كل ما يحدث لي، فهل هذا طبيعي؟
2014-03-03 23:22:43 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
عندي مشكلة، وأريد أن أعرف هل هذا الشيء طبيعي أم غير طبيعي؟
مشكلتي هي أنني عندما أفكر بشيء معين؛ بعد عدة دقائق أسأل نفسي: ما الذي كنت أفكر فيه قبل قليل؟ وعلى هذا الحال دائما أفكر وأتساءل عن الأشياء التي كنت أفكر فيها قبل قليل، أي قبل لحظات، وبعض الأحيان لا أستطيع تذكر ما الذي كنت أفكر فيه، فهل هذا مرض نفسي؟ وما أسبابه؟ وما اسمه؟ وما طريقة علاجه وأنواعه؟ أريد معرفة كل شيء عنه.
وبعض الأحيان تأتيني حالة لا أعرف هل هذا الأمر حدث معي وشاهدته وسمعته اليوم أم في الأمس؟ وكثيرا ما أنسى الأشياء التي أفكر بها، وأردت السؤال عنها.
كذلك أهتم كثيرا بما أفعله وأشاهده، حتى أنني أهتم بسجلات البحث التي قمت بها على الانترنت واليوتيوب، ولا أمسحها إلا بعد مشاهدتها جيدا، وأحس بالتوتر والقلق والخوف عندما أحاول تذكر الأشياء والأحداث التي حدثت لي وقمت بها وحصلت حولي، خاصة الأشياء التي لم أنتبه لها، وألوم نفسي كثيرا لأنني لم أنتبه لهذا الشيء، ولم أسأل عنه.
أرجو المساعدة، وشكرا لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نوير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ما تحدثت عنه من ظواهر تحدث لك هي ليست مرضًا نفسيًا، إنما هي ظواهر نفسية، ولكنها ظواهر مهمة.
والذي يأتيك هو نوع من حديث النفس ذو الطابع الوسواسي، ومحاولة تأكيد الأشياء، والتدبر فيها، والتأمل، وتساؤلاتك المتكررة لنفسك، ومحاولتك تشريح وتدقق في بعض الأفكار، وشعورك بالقلق والتوتر والخوف، والإصرار على الاهتمام بما تفعلينه وتشاهدينه مثل اهتمامك بسجلات البحث التي قمت بها على الانترنت واليوتيوب، ولا تقومين بمسحها إلا بعد مشاهدتها جيدًا، هذه كلها ظواهر قلقية وسواسية بسيطة.
إذًا نكون قد أجبنا على سؤالك: أريدُ معرفة كل شيء عنه –أي عن حالتك– فهذه حالتك، وهي ظاهرة، وليست مرضًا، تحدث لكثير من الناس في مثل عمرك، وتختفي تلقائيًا، فلا تشغلي نفسك بها.
وحتى نعجّل بزوالها، والتقليل من حديث النفس الوسواسي يمكنك أن تذهبي إلى طبيب نفسي ليصف لك دواءً بسيطًا مضادًا للقلق الوسواسي، ومن أفضل الأدوية دواء يعرف تجاريًا باسم (فافرين) ويسمى علميًا باسم (فلوفكسمين)، والجرعة المطلوبة في حالتك هي خمسين مليجرامًا، يتم تناولها ليلاً بعد الأكل لمدة شهر، وبعد ذلك تُرفع الجرعة إلى مائة مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة شهرين، ثم خمسين مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم تتوقفين عن تناول هذا الدواء.
أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وأشكرك مع إسلام ويب.