أريد الزواج بابنة عمتي وبينها وبين والدتي مشاكل!
2014-03-09 05:32:53 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
عمري 15 عاماً، وأحب بنت عمتي جدا، وهي تكبرني بثلاث سنوات، وأريد الزواج منها، مع العلم أنه حدث بينها وبين والدتي بعض المشاكل، وهي الآن تقريبا تكرهني، فكيف أصالحها؟ وهل توجد مشكلة من الزواج في هذا السن وهي تكبرني؟
مع العلم أنني أعمل، ولي دخل شهري عال.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع.
وبخصوص ما ورد برسالتك –ولدي الكريم– من أنك في الخامسة عشر من عمرك، وتريد أن تتزوج من ابنة عمتك، وهي في الثامنة عشر، أي تكبرك بثلاث سنوات، وتقول: هل هناك مشكلة في الزواج في هذه السن؟
أقول: من حيث مسألة الزواج لا توجد هناك مشكلة، فأنت الآن رجلٌ بمعنى الكلمة؛ لأن الشرع يعتبرك الآن رجلاً، والدليل على ذلك أن الله سيسألك عن كل تصرفاتك خيرها وشرّها، وستحاسب عن كل أفعالك صغيرها وكبيرها، وأمثالك من الصحابة استطاعوا أن يقودوا الجيوش، وأن يُغيروا وجه التاريخ، فأنت الآن رجلٌ شرعًا بمعنى الكلمة، ولكن قضية الزواج ليس من هذا النوع، فالزواج مسؤولية دائمًا، وينبغي أن يكون الإنسان لديه نظرة شمولية، فإن الحب وحده – ولدي محمد – ليس كافيًا لإقامة حياة زوجية مستقرة، وإنما الحياة الزوجية تحتاج إلى خبرات طويلة يستطيع الإنسان من خلالها أن يُدير هذه المؤسسة الكبيرة، فإنك الآن أنت وابنة عمتك فردان، ولكن مع الأيام ستُصبح هناك أسرة ومسؤوليات، وتحتاج الحياة إلى نوع من الخبرة والقراءة والمعرفة بمتطلبات الحياة الزوجية، فهي ليست مجرد ارتباط ذكر بأنثى أو رجل بامرأة، وإنما هذه شركة معقدة جدًّا.
ولذلك أقول: لعل خبراتك ما زالت ضعيفة حتى وإن كنت وصلت إلى مرحلة البلوغ، والقضية أيضًا ليست أن لديك راتبًا؛ لأن قضية الحب وقضية المال ليست هي القضية الأساسية التي تقوم عليها الأسرة، وإنما هناك أيضًا قضية الدين والأخلاق، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم– قال: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه) وهذه المسائل مطلوبة في الرجل ومطلوبة في المرأة أيضًا، فهل ابنة عمتك هذه ملتزمة صالحة تعرف قدر الزوج عندها ومكانته، أم ستنظر إليك على أنك طفل بالنسبة لها؟ لأن ثلاث سنوات في سنك هذا تعتبر كبيرة، لو أن عمرك خمسة وعشرون سنة، وهي عمرها ثمانية وعشرون أقول من الممكن، أما الآن هي ستنظر إليك على أنك طفل، فأمثالك الآن مازالوا في الصف الثالث الإعدادي وهي قد انتهت من الثانوية (مثلاً)، تنظر إليك على أنك طفل صغير، وهذا الأمر قد يُهدد حياتك، خاصة وأنكما لا زلتما في مرحلة لم تصلا بعد إلى النضج الكامل.
ومن هنا فإني أقول: إذا كان فيها الشروط الشرعية التي بيّنها النبي - عليه الصلاة والسلام – فلا مانع من الارتباط بها، وأن تُعطي نفسك فرصة (مثلاً) لمدة عام أو عامين، أو تتركها حتى تكبر أنت قليلاً؛ لأن خمسة عشر عامًا – اسمح لي – الآن في هذا الزمن صعب، قديمًا كان فعلاً الرجل يتزوج في هذا السن، وهناك الأسرة التي تقف معه، فالأب والأم يلعبان دورًا في استقرار الأسرة وإعانة الطرفين على النجاح، أما الآن وخاصة وأن ابنة عمتك حدث بينها وبين والدتك مشاكل، فإذا كانت هذه المشاكل موجودة من الآن فهل تتصور أنها سوف تستطيع أن تتغلب على المشاكل مع أمك في المستقبل؟
وأنت محتاجٌ أن تعرض الأمر على أمك يا ولدي، فإن رفضت أمك هذا فلا يجوز لك أن تتزوجها بعد رفض أمك لها، كون أنها تكرهها، هذه مسألة وقت، لأنه الآن إذا تقدمت إليها على أنك زوج وهي قبلت بذلك أعتقد أن الأمر سيكون مختلفًا.
أنصح - بارك الله فيك – بأن الأمر يحتاج إلى تفكير أكثر وإلى تمهل، لأنه كما ذكرت لك البيوت لا تُبنى على الحب وحده، وإنما معظم البيوت لو سألت والدك ووالدتك لوجدت أنهما ما كانا يُحبان بعضهما بعضًا قبل الزواج، وإنما هذا اختيار الأسرة ثم بعد ذلك بدأت الحياة الزوجية بنوع من التفاهم ما بين الزوج والزوجة، واستطاعا أن ينجحا، وأن يُخرجا أجيالاً مثلك، ولعلهما كانا أكبر منك أو أصغر، وما زالت الحياة تمشي والحمد لله والمنة، لأن قضية الحب ليست هي الأساس في الحياة الزوجية.
وكونك تحبها الآن، أنا أرى أن هذا حباً عاطفياً شبابياً، وليس هو الحب الزواجي، فحب الزواج آخر، أما هذا فهو حب العواطف وحب المرحلة والتغيرات الموجودة في الإنسان، هذا الحب قد يتغير بعد فترة من الزمن؛ ولذلك أنا أرى أن تُعطي نفسك مهلة وأن تأخذ وقتًا، وأن تأخذ بنصيحتي، وأن تركز - بإذن الله تعالى – على عملك، وأن تركز على دينك وعلاقتك مع الله تعالى، وأن تتوجه إلى الله بالدعاء أن يمُنَّ الله عليك بزوجةٍ صالحةٍ تكونُ عونا لك على طاعته ورضاه، ولو أنك انتظرت لعام أو عامين لعل أن يكون هذا الأمر حسنًا، خاصة إذا كنت صالحًا مستقيمًا ولا تعرف الحرام.
أسأل الله لك التوفيق والسداد.