الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أخي الفاضل: سؤالك جميل، وأنا أقدر ما ألم بك من ظنان، ووسوسة حول زوجتك الفاضلة، أنا أؤكد لك ومن خلال رسالتك أنه -إن شاء الله تعالى- زوجتك هذه امرأة صالحة، والتحرشات الجنسية ضد الأطفال موجودة، ونسبتها عالية جداً في مجتمعاتنا تصل هذه النسبة إلى 45 %، معظمها يتم التعامل معها بسرية كاملة.
الفاضلة زوجتك أفصحت بهذا الأمر، أولاً: هذا من حسن خلقها، ثانياً: أنها تعاني من حالة نفسية تعرف بعصاب ما بعد الكارثة، والتحرش الجنسي يؤدي إلى هذه الحالة، وهي حالة من القلق والتوتر، واجتلاب الذكريات السيئة وارتفاع درجة اليقظة والأحلام المزعجة، وأن يكون هنالك نوع من التحفز النفسي الداعم وعدم الرغبة في الذات.
أيها الفاضل الكريم: هذه الأعراض تنطبق على الفاضلة زوجتك، وأعتقد أن حديثها معك حول هذا الموضوع هو أساس علاجي رزين، لأنها حاولت أن تفتح منافذ ومحابس نفسها المحتقنة، هذا يسمى بالتفريغ النفسي، أحسنت حين تحدثت إليك، وأعتقد أن هذا سوف يريحها كثيراً، ويجب أن يريحك أنت أيضاً، ويجب أن تزيد الثقة فيها.
أيها الفاضل الكريم: زوجتك تحتاج أن تتدرب على تمارين الاسترخاء، وإسلام ويب لديها استشارة تحت رقم (
2136015) فيها الكثير من الإرشاد الذي نعتبره جيدا ومفيدا، فأرجو أن تتبعه وتطبقه.
الأمر الثاني هو أن تبدي لها عطفك وودك، وثقتك، وأن تقول لها: إن هذا الموضوع قد مضى وغبر تماما في فترة جهل، وأنت كنت ضحية، والإثم على المعتدي.
الحمد لله تعالى أن الأمر قد انتهى بلطف من الله تعالى دون أن يلحق بك ضرراً أكبر، وهذه الحالات تحتاج إلى علاج دوائي، هنالك دواء متميز جداً يعرف باسم زولفت، واسمه العلمي سيرترالين، ويسمى في مصر (مودابكس) تحتاج له الفاضلة زوجتك، والجرعة صغيرة، وهي أن تبدأ بـ 25 مليجراما، أي نصف حبة، حيث أن الحبة تحتوي على 50 مليجراما، تتناولها لمدة أسبوعين ثم ترفع الجرعة إلى حبة كاملة ليلاً بعد الأكل، وتتناولها لمدة أربعة أشهر ثم تجعلها نصف حبة أي 25 مليجراما ليلاً لمدة شهر ثم 25 مليجراما يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
هذا دواء رائع لا يسبب الإدمان، ولا يؤثر على الهرمونات النسوية، وجرعتها صغيرة، حيث إن الجرعة الكلية هي 4 حبات في اليوم، لكن لا حاجة لها لذلك -إن شاء الله-.
أيها الفاضل الكريم: هذه هي وجهة نظري، وأحسب أنها صادقة وأمينة، وعلمية، ونسأل الله تعالى أن ينفعكما بها، وإن أردت أن تذهب معها إلى طبيب نفسي فهذا لا بأس به، الذي أؤكده لك أن هذه الفتاة يجب أن تعض عليها بالنواجذ، وأنا متأكد أنها -بإذن من الله تعالى- سوف تهيأ لك حياة طيبة معها.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.