الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شعورك بوجع الرأس وبداية الإغماء، ربما يكون أمرًا عرضيًا نتج من إجهاد نفسي أو شيء من هذا القبيل، أو إجهاد جسدي أيضًا، انخفاض بسيط في ضغط الدم أو السكر قد يؤدي إلى مثل هذه الأعراض، فالأمر -إن شاء الله- لم يكن أمرًا طبيًّا مزعجًا.
أتت بعد ذلك الشهقة وهي بالطبع تفاعل قوي، تفاعل عضلي وتفاعل نفسي وكثيرًا ما ينتج عنه المخاوف، وهذا هو الذي حدث لك، هذه التجربة تجسدت وتضخمت في كيانك ووجدانك الداخلي، وبعد ذلك ظهرت عندك حالة التنميل والخوف وتسارع ضربات القلب، وهذه نسميها بنوبة الهرع أو الفزع، والذي يظهر لي أنه في الأصل لديك قابلية لنوبات القلق الحاد، لذا ظهرت عندك هذه الحالة.
أعتقد أن العلاج سهل -إن شاء الله تعالى-، العلاج من خلال التجاهل والتناسي، ومحاولة الاسترخاء النفسي والجسدي، وممارسة تمارين شهيق وزفير أعتقد سيكون مفيدًا لك جدًّا. اجلسي في مكان هادئ في الغرفة، أغمضي عينيك، وأنت في حالة استرخاء تام، وتأمّلي في حدث سعيد، خذي شهيقًا عن طريق الأنف، يجب أن يكون الشهيق قويًّا وبطيئًا، بعد ذلك املئي صدرك بالهواء، ثم أخرجي الهواء - وهذا هو الزفير - أخرجيه ببطء وقوة.
كرري هذا التمرين أربع مرات متتالية بمعدل خمس مرات في اليوم، وهناك تمرين آخر بسيط جدًّا، وهو تمرين قبض اليدين، قومي بقبض راحة يديك بقوة وشدة حتى تحسي بالألم، ثم بعد ذلك أطلقي هذه القبضة ببطء، ويجب أن يكون هنالك نوع من التأثير الإيحائي من جانبك، بمعنى أن تقولي لنفسك: (الآن أنا في حالة استرخاء) وذلك عند إطلاق راحة يديك، وهكذا.هذه تمارين بسيطة وجيدة، وقد شرحناها بتفصيل أكثر في استشارة بموقعنا تحت رقم (
2136016) يمكنك الرجوع إليها.
كوني دائمًا إيجابية في تفكيرك، وهذا يفيد الإنسان كثيرًا، لتخطي القلق والتوتر والخوف. استعيني بالله في كل شيء، وعليك بالصلاة في وقتها، والدعاء وتلاوة القرآن. والفكر الإيجابي يجب أن يكون سندًا لك، وأنت -الحمد لله- تعالى لديك الزوج، لديك الذرية، وأشياء طيبة وجميلة في حياتك، لا تخرجي بفكرك سلبيًا، إنما اجعليه فكرًا إيجابيًا.
بالنسبة للعلاج الدوائي: هنالك أدوية ربما تكون سليمة في أثناء الرضاعة، وإن كنا لا نفضل للمُرضع أن تتناول أي دواء، لأن كبد الصغير (الطفل) بعد أربعة أشهر يمكن أن تتحمل استقلاب بعض الأدوية إذا تناولته الأم، لكن أن يصل الطفل لعمر ستة أشهر أفضل، فأرجو أن تقابلي الطبيب، هناك دواء على وجه الخصوص يُسمى (سيرترالين) هذا ربما يكون سليمًا في أثناء الرضاعة، لكن لا أريدك أن تتناوليه دون أن تذهبي وتقابلي الطبيب.
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.